أحدث الأخبار
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد

«المول» للأجنبي والازدحام للمواطن!

الكـاتب : أحمد أميري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

أحمد أميري

في 1997 كنا على أعتاب سنوات ازدحام الشوارع في دبي، وفي الفترة نفسها مررت مع صديق بالقرب من «مول» تجاري كان على وشك الافتتاح، فقال صديقي إن ملكية «المول» تعود لمجموعة تجارية يملكها شخص آسيوي، ثم تساءل عن الفائدة التي ستعود على أبناء البلد من هذا «المول» سوى المزيد من الازدحام في الشوارع التي تحيط به؟!

وفعلا، حين يفكر المرء بعينيه، فإنه سيرى ازدحاماً خانقاً في الطريق المؤدي إلى «المول»، وعند اقترابه سيشاهد أفواجًا من البشر تدخل وتخرج منه، وهذا يعني نجاح المشروع، وهو ما يعني أن أصحابه يجنون أموالًا طائلة، وتكون الخلاصة أن أجنبياً واحداً يحقق الربح، وأبناء البلد يتورطون بازدحام الطرق!

لكن حين يفكر المرء بعقله، فسيرى قصة أخرى، ولست خبيراً اقتصادياً لأشرح الأمر بشكل علمي، لكن البديهي أن المستثمر الذي يتوسع في أعماله خارج بلده ويحقق الأرباح، يحفِّز المستثمرين الأجانب الآخرين على الاستثمار في ذلك البلد، ومن ثم تتدفق المزيد من رؤوس الأموال إليه.

وهذا يعني بالبداهة توفير بنية تحتية لازمة لإقامة المشاريع التجارية والصناعية ومواكبة النشاط المتوقع لحركة الاستيراد والتصدير، وتهيئة بيئة مالية متطورة، ونقل التكنولوجيا، وتطوير التشريعات والقوانين، وهو ما يعني إيجاد فرص عمل في كل تلك المجالات، فنحن نحتاج المزيد من المهندسين، والمزيد من المصرفيين، والمزيد من التقنيين، والمزيد من القانونيين.

كما أن التطوير والتحسين الذي ساهم الاستثمار الأجنبي في حدوثهما، يفيد أبناء البلد في نهاية المطاف، فالاستثمار الأجنبي والروتين الحكومي لا يلتقيان، وحين تنفض الحكومة غبار الروتين عن مؤسساتها، تعود الفائدة أيضاً على المواطن الذي يتعامل مع تلك المؤسسات أكثر من غيره، وقس على ذلك.

والمناخ الاستثماري نفسه، يخلق مناخاً سياحياً، فالسائح الذي يسمع عن مستثمرين من شرق وغرب الأرض يضخّون أموالهم في مكان ما، يستنتج أن هذا المكان مستقر ويمكن الوثوق فيه، فالمال شقيق النفس كما يقولون، ومن ثم تحدث حركة تدفق سياحي، وهذه بدورها تنشط قطاع الضيافة والترفيه، ثم تخلق مناخ المعارض، وهكذا تنشط القطاعات وتتوالد المناخات، مثل إلقاء حجر في بحيرة، وفي خضم كل ذلك تستوعب هذه القطاعات المزيد من الموظفين والعاملين.

والعكس بالعكس، فحين تهرب الأموال الأجنبية من بلد، أو تتحاشى الاقتراب منه، تعرف كمستثمر أو كسائح أن هذا البلد غير آمن، والأمور فيه «سبهلله»، ومن ثم لا يحلم المواطن في هذا البلد بتطويرٍ أو تحسين أو بشبكة خدمات أو بنية تحتية أو تنمية أو نمو أو ازدهار، وهذا يعني ركوداً في كافة المجالات، ما يفاقم حالة النقمة الشعبية، والتي تؤدي بدورها إلى الاضطرابات السياسية، إلى أن يخر السقف على رؤوس الجميع، ولم يكذب من قال إن الاستثمار الأجنبي تصويت بالثقة في سياسات الدول.

وبطبيعة الحال، تغيرت العقليات نتيجة الانفتاح والإنترنت وزيادة الوعي، ومع هذا، فإن بعضنا لا يرى إلا التأثيرات السلبية لوجود الأجانب، ولا يدرك أن جزءاً من الرفاهية التي ينعم بها، والتي لا يمكن أن يستغني عنها، للأجانب ولأموالهم دور فيها.