أحدث الأخبار
  • 12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد
  • 06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد
  • 05:12 . الجيش الأميركي يستبدل قاذفات بالمحيط الهندي بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 04:54 . ليبيا.. الدبيبة يعلن بسط الأمن في طرابلس عقب اشتباكات مسلحة... المزيد
  • 04:43 . أكاديميون يدعون لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم مع ضوابط أخلاقية... المزيد
  • 04:42 . الرئيس الأمريكي يصل إلى السعودية في مستهل جولة إقليمية... المزيد
  • 11:24 . قطر تطرح مبادرة إقليمية شاملة حول حرب غزة وعقوبات سوريا والاتفاق النووي مع إيران... المزيد
  • 11:22 . الطيران المدني الدولي تحمّل روسيا مسؤولية إسقاط طائرة الرحلة "إم إتش 17"... المزيد
  • 11:18 . البيت الأبيض يمنع صحفيين من مرافقة ترامب في رحلته إلى الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:17 . قبيل زيارة ترامب.. واشنطن توافق على بيع مروحيات عسكرية للإمارات بأكثر من مليار دولار... المزيد
  • 10:57 . العاهل السعودي يدعو رئيس الدولة لحضور قمة الرياض الخليجية الأمريكية... المزيد
  • 10:48 . عبدالله بن زايد ببحث مع نظيره الإيراني العلاقات الثنائية ومفاوضات نووي طهران... المزيد
  • 10:07 . زيارة ترامب إلى الخليج.. "المال أولاً"... المزيد
  • 08:10 . ترامب: زيارتي إلى السعودية وقطر والإمارات "تاريخية"... المزيد
  • 07:27 . السعودية "ترحب" بزيارة ترامب إلى الخليج... المزيد

حياة العلبة !

الكـاتب :
تاريخ الخبر: 16-01-2015

أُعطي شاب قلم وورقة وطُلب منه أن يرسم شكل الحياة التي يعيشها، فرسم علبة كبيرة بداخلها علبة اصغر فأصغر وهكذا! وحين طلب منه أن يشرح ذلك، قال لهم: المنزل المغلق علبة مقفلة علينا، حين نخرج منها فاننا لا نتحرك سوى بضع خطوات لندخل علبة اخرى هي السيارة مثلا ، ثم نغادرها لعلبة اخرى هي مؤسسة العمل ونعود لعلبة السيارة لنغادرها لعلبة كبيرة هي المركز التجاري وهكذا، تتحول الحياة في بعض المجتمعات الى مجرد علبة مغلقة على أصحابها بشكل أو بآخر، وهنا قد يحيلنا مفهوم العلبة لشكل الحياة وقد يحيلنا الى مضمونها أو معناها الكبير!

ان أغلب الناس لا يتحركون خارج هذه العلب وهم -لاعتيادهم عليها - لا يجدون في الامر أي خلل أو ضيق، في حين ان هذا النوع من الحياة - الحياة داخل علبة- يمكنه ان يفقد الانسان الكثير من احتياجاته الحقيقية والعميقة دون ان ينتبه في احيان كثيرة ، فيتحول الأمر الى اعتياد يلغي الضروري والعميق والانساني ، تماما كأولئك الذين يسكنون على مقربة من المطارات ويعتادون على ضجيج الطائرات ثم وبالتدريج لا يعودون يشعرون به الى أن ينبههم شخص ما!

في المدينة نحن نعتاد السرعة حتى تصير سمة ملازمة لحركتنا اليومية، كما نعتاد الصراعات واللهاث والاهتمام بالقشور وتباعد المسافات بين الناس والاكتفاء بالعلاقات الافتراضية، والاغراق في الاستهلاك وارتداء الأقنعة، في المدينة هناك حياة مختلفة تفرضها دهاليز المدينة وتشابكات العلاقات والمصالح، وفي بعض المدن لا يتخيل أحدنا مقدار اللامبالاة التي تحكم حياة المواطن الذي يعتقد احيانا انه كائن بلا قيمة وبلا أهمية وانه يعيش خارج نطاق انسانيته!

قرأ مواطن عربي عنوانا رئيسا لصحيفة اماراتية «سعادة شعب الإمارات محور عمل الحكومة» فاعتبر العنوان مثيرا للضحك، ليس من باب السخرية ولكن من باب العجب العجاب، فهو كمواطن في بلده يشعر بل يعيش يوميا عشرات المآزق والعثرات وفي علبة تضيق عليه يوما إثر آخر، ما يجعل حياته تعاسة مجردة، وما يجعله يؤمن بأن تعاسته محور عمل الحكومة في بلده وليس اي شيء آخر، لذلك فحين يجد حكومة في أي مكان تجعل سعادة مواطنيها محور عملها يظن انه يعيش في زمن آخر وانه ليس معه هذه الحكومة على الكوكب نفسه!