01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد |
01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد |
01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد |
01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد |
01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد |
08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد |
01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد |
01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد |
12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد |
12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد |
12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد |
12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد |
11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد |
08:02 . الكشف عن تحويلات قادمة من الإمارات في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال بكندا... المزيد |
01:13 . "الأرصاد": ارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة خلال يوليو وتأثيرات جوية متقلبة... المزيد |
11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد |
من الصعب جداً على الدول تغيير مواقفها بشكل سريع، سياسياً تغيير المواقف يحتاج إلى دراسة وتمهيد واستكشاف سابق لأي قرار مباشر بالتغيير، كما هو الحال مع الإنسان العادي، الحكومات تقلق من التغيير وتتوجس خيفة من إمكانية أن يقابل أي تغيير برفض شعبي أو ردة فعل سلبية من المجتمع الدولي، وفي مجال العلاقات الدولية الموضوع أكثر تعقيداً، فتغيير الموقف تجاه دولة أخرى أو قضية ما يستوجب معرفة يقينية بردة فعل الطرف الآخر، فمن الكارثي للساسة في أي دولة أن يعلنوا عن مبادرة لتخفيف التوتر مع دولة أخرى ويقابلوا بكتف بارد من تلك الدولة، كمية الإحراج السياسي الناتجة عن ذلك كفيلة بإظهار ضعف هذه الحكومة وإضعاف موقعها التفاوضي، لذلك تعمد الدول إلى استخدام الغزل السياسي لتجربة المياه قبل السباحة.
كيف يكون الغزل السياسي؟ بعدة أشكال فأحياناً يكون بشكل مباشر من خلال تصريحات إيجابية خفية من مسؤول لا يذكر اسمه أو شخصية غير مرتبطة بشكل مباشر بالنظام السياسي، أو يكون أحياناً على شكل لقاءات عرضية غير معلنة مسبقاً أو مصافحة هنا وهناك وهكذا، مثال واضح لذلك ما قامت به إدارة أوباما في تحسين العلاقات التدريجي مع كوبا، بدأ الأمر بتصريحات عامة حول أهمية إنهاء الخلاف مع كوبا، انتقل ذلك إلى مجموعة من اللقاءات السرية بين مسؤولين أميركيين وكوبيين ثم مصافحة عرضية بين أوباما وكاسترو خلال جنازة مانديلا، وأخيراً بقرار الحكومة الأميركية تخفيف العقوبات الاقتصادية على كوبا.
مثال آخر هو ما قام به النظام الإيراني لمغازلة الغرب، بدأ ذلك بتسهيل وصول شخصية معتدلة مثل روحاني لسدة الرئاسة ثم إعادة تشكيل الفريق التفاوضي حول الملف النووي، ثم ثناء غير مباشر من المرشد تجاه الإدارة الأميركية، وتحويل ملف التفاوض مع الغرب من مجلس الأمن القومي –الذي يسيطر عليه المحافظون- إلى وزارة الخارجية التي يديرها فريق روحاني، وانتهى ذلك بالاتفاق المعلن بين الغرب وإيران حول الملف النووي والذي ما زال الإيرانيون على عادتهم يراوغون فيه ويماطلون. الحكومة الجديدة في المملكة العربية السعودية تواجه تحديات إقليمية صعبة سواء في الملف اليمني والانقلاب الحوثي أو في الملف المصري وفشل الانقلاب في تحقيق الاستقرار السياسي الذي وعد به، لذلك ومع تغير اللاعبين السياسيين يبدو أن هناك توجهاً لتعديل تدريجي في السياسة الخارجية السعودية يعيد المملكة إلى دورها التقليدي، هذا الدور الذي برز في أزمات تاريخية مثل الحرب الأهلية اللبنانية وحرب الخليج حيث كان قيادياً لكن بهدوء.
عضو مجلس الشورى السابق أحمد التويجري ظهر على قناة روتانا المملوكة للأمير الوليد بن طلال ليتحدث بشكل متوازن وإيجابي عن جماعة الإخوان المسلمين، التويجري معروف بتعاطفه مع الجماعة ومع الإسلام السياسي ورموزه منذ كان عضواً في مجلس الشورى، وظهوره في هذا التوقيت ليشير إلى مكانة الجماعة ودورها ولينفي أن المملكة تصنف الجماعة كمنظمة إرهابية يشير إلى تحول في توجه الحكومة السعودية نحو الجماعة، بعض التقارير تتحدث عن العلاقة الوثيقة بين خادم الحرمين الشريفين والتويجري إلى حد وصفه بأنه مستشار غير رسمي للملك، وما لا شك فيه هو أن تصريحاته لم تكن لتظهر للعلن لولا وجود ضوء أخضر رسمي، جاءت هذه التصريحات بعد مقال مثير للجدل للكاتبة السعودية المعروفة بعدائها للإسلام السياسي سمر المقرن، والذي أشارت فيه إلى حديث الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي المخضرم حول الإخوان المسلمين، أشارت الكاتبة إلى ما قالت إنه «تسامح» من الأمير تجاه الجماعة، على وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت الركبان المقال باعتباره يعبر عن تغير في سياسة المملكة تجاه الجماعة، هذا حدا بالكاتبة إلى إصدار مقال ثان تنفي فيه هذه المزاعم وتهاجم فيه الجماعة بشراسة، ولكن هل كانت التصريحات فعلاً كما ادعت الكاتبة تمثل «استمراراً» للعداء مع الجماعة أم إنها كانت إرهاصات لسياسة جديدة، الأيام فقط ستجيب على هذا السؤال.
على الجانب الآخر كانت جماعة الإخوان منذ اليوم الأول لتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم مسرفة في التفاؤل بالعهد الجديد، وأطلق العديد من رموزها الإعلاميين تصريحات إيجابية حول الملك الجديد وفريقه، وكان استقبال المملكة لبعض الشخصيات الرمزية المقربة من الجماعة مثل الشيخ راشد الغنوشي خلال التعزية بالملك الراحل مؤشراً مشجعاً للجماعة وأنصارها على تحول إيجابي تجاههم من قبل المملكة، ولكن الفريق السياسي في المملكة كان حريصاً على ألا يقلق أي طرف من تغيير سياسي مفاجئ، فكان من ذلك الطمأنة العلنية للنظام المصري من خلال الاتصال الهاتفي بعد التسريبات حول العلاقة مع المملكة واستقبال ولي العهد السعودي للسفير المصري، ولكن المتتبع لتصريحات الدائرة البعيدة للملك –مثل التويجري- يجد هناك حرصاً على التأكيد على تغير الموقف، ولكن حتى اللحظة ليس هناك موقف رسمي واضح يشير إلى ذلك، المنطقة مرت بتحولات خطيرة خلال الأعوام الماضية، والساسة العرب بحاجة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين الأنظمة والشعوب، الباب ما زال مفتوحاً لإعادة الاستقرار إلى المنطقة ولكنه بلا شك لن يبقى مفتوحاً لفترة طويلة.?