أحدث الأخبار
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد
  • 10:36 . زلزال في اليونان يهز مصر وتركيا دون تسجيل أضرار... المزيد
  • 12:52 . ترامب يلتقي الشرع اليوم بالرياض ويقرر رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 09:50 . صحّ النوم يا أستاذ... المزيد
  • 06:44 . بـ600 مليار دولار.. ترامب وولي عهد السعودية يوقعان وثيقة شراكة استراتيجية... المزيد

في مسألة أن فلاناً (أصله يهودي)!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 25-02-2015

كان مصطفى كمال أتاتورك هو الشخصية الأولى التي تعرّفت من خلالها على فكرة (الأصل اليهودي) للأشرار أو، في شكل أدقّ، للأشخاص الذين لا نحبهم أو نريد أن نشوّههم. ثمّ لسبب ما مفاجئ تم وضع المصلح جمال الدين الأفغاني في القائمة المشبوهة.

بدأت القائمة تتوسع شيئاً فشيئاً، بعد أن لقيتْ مفعولاً مؤثراً في المجتمع العربي. ثم انبعجت القائمة وفقدت الفكرة هيبتها بعد أن أصبحت مقولة: «فلان أصله يهودي» هي تهمة من لا تهمة له، كما أنها خلطت أخياراً بأشرار. فالداعية الإسلامي حسن البنا أصله يهودي والزعيم القومي جمال عبدالناصر كذلك وصدام حسين لا يخلو نسبه من عرق يهودي والقذافي تبيّن أن أسرته من أصول يهودية والرئيس الإيراني المتشدد أحمدي نجاد ينحدر من يهود أصفهان والسيسي أمه يهودية. وقائمة طويلة تشمل، إلى جانب السياسيين، دعاة ومثقفين وفنانين وتجاراً ورجال أعمال طبعاً، وقد كان زعيم الحوثيين في اليمن هو أحدث من تم إدراجه في قائمة ذوي الأصول اليهودية.

حديثي هنا ليس عن نفي أو إثبات الأصول اليهودية لقوائم «المشتبه بهم» أو المغضوب عليهم من مشاهير العالم العربي أو الإسلامي، بل هو عن تأويل فكرة التعلق بتهمة الأصل اليهودي لتفسير المواقف الرافضة أو الكارهة لشخصٍ ما، فالاستسهال في توظيف هذه التهمة سيحيل إلى استنباطين:

الأول: أن كل ذي أصل يهودي لا بد أن يكون شريراً بطبعه.

الثاني: أن لا شر سيأتي ممن لا أصول يهودية له.

ولا شك في أن كلا الاستنباطين خاطئ ومناقض لمضامين العقل والنقل. فالنقل فيه استشهادات كثيرة يكفي منها قوله تعالى في القرآن الكريم: «ليسوا سواء» عند حديثه عن أهل الكتاب. أما العقل فإنه لا أحد من باحثي الإنثروبولوجيا / علم الإنسان قد وجد حتى الآن ما يثبت تفوّق الشر عند جنس بشري من دون آخر أو بالعكس في شأن الخير.

لا أحد يمكنه أن ينكر أو ينفي من تاريخ البشرية فكرة الانتحال الديني أو العرقي لأغراض جاسوسية مشبوهة أو تخريبية واضحة، لكن التعلّق الدائم بقشّة الأصول المنتحَلة سيضفي على المجتمع المهزوم طابعاً طهورياً في أبنائه وأعضائه، كأنهم اكتسبوا البراءة والنزاهة من أصولهم العرقية بالضرورة، وأن من سِواهم من الأصول الأخرى لا يرقى إلى هذه المكانة من الطهورية والنقاء.

لن ننسى شخصيات بارزة في التاريخ العربي والإسلامي تنحدر من أعرق الأسر والبيوتات العربية الفاخرة، ورغم هذا فقد أساءت إلى العروبة وحاربت الإسلام كما لم يفعل يهود أصليون أو أنصاف يهود.

بقي أن أقول شيئاً قد يبدو ناقضاً للمقالة كلها (!)، هو أن نزعة البحث عن الأصل اليهودي للأشخاص غير المرغوب فيهم في المجتمع ليست حكراً على المجتمع العربي فقط، وإن كانت أكثر استخداماً عند العرب منها عند الغرب الذي يتعاطاها أيضاً، ولكن مع حذر وتريّث يكفي لتقليص القائمة!