أحدث الأخبار
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد
  • 05:28 . "نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة... المزيد
  • 11:01 . "التربية" تفتح باب مراجعة الدرجات لطلبة الثاني عشر وتعلن مواعيد نتائج باقي الصفوف... المزيد
  • 10:45 . الرياض وواشنطن تبحثان تعزيز الشراكة الدفاعية وسط توترات إقليمية... المزيد
  • 10:17 . "أكسيوس": واشنطن تبحث اتفاقاً أمنياً محتملاً بين سوريا و"إسرائيل"... المزيد
  • 10:16 . الصحة العالمية: الموت جوعا في غزة يجب أن يتوقف... المزيد
  • 10:10 . مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي... المزيد
  • 10:07 . الأغذية العالمي: الجوع يهدد أربعة ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار... المزيد
  • 09:52 . خفايا توسّع أبوظبي في أفريقيا.. كيف تحول النفوذ الاقتصادي لأطماع جيوسياسية؟!... المزيد

في مسألة أن فلاناً (أصله يهودي)!

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 25-02-2015

كان مصطفى كمال أتاتورك هو الشخصية الأولى التي تعرّفت من خلالها على فكرة (الأصل اليهودي) للأشرار أو، في شكل أدقّ، للأشخاص الذين لا نحبهم أو نريد أن نشوّههم. ثمّ لسبب ما مفاجئ تم وضع المصلح جمال الدين الأفغاني في القائمة المشبوهة.

بدأت القائمة تتوسع شيئاً فشيئاً، بعد أن لقيتْ مفعولاً مؤثراً في المجتمع العربي. ثم انبعجت القائمة وفقدت الفكرة هيبتها بعد أن أصبحت مقولة: «فلان أصله يهودي» هي تهمة من لا تهمة له، كما أنها خلطت أخياراً بأشرار. فالداعية الإسلامي حسن البنا أصله يهودي والزعيم القومي جمال عبدالناصر كذلك وصدام حسين لا يخلو نسبه من عرق يهودي والقذافي تبيّن أن أسرته من أصول يهودية والرئيس الإيراني المتشدد أحمدي نجاد ينحدر من يهود أصفهان والسيسي أمه يهودية. وقائمة طويلة تشمل، إلى جانب السياسيين، دعاة ومثقفين وفنانين وتجاراً ورجال أعمال طبعاً، وقد كان زعيم الحوثيين في اليمن هو أحدث من تم إدراجه في قائمة ذوي الأصول اليهودية.

حديثي هنا ليس عن نفي أو إثبات الأصول اليهودية لقوائم «المشتبه بهم» أو المغضوب عليهم من مشاهير العالم العربي أو الإسلامي، بل هو عن تأويل فكرة التعلق بتهمة الأصل اليهودي لتفسير المواقف الرافضة أو الكارهة لشخصٍ ما، فالاستسهال في توظيف هذه التهمة سيحيل إلى استنباطين:

الأول: أن كل ذي أصل يهودي لا بد أن يكون شريراً بطبعه.

الثاني: أن لا شر سيأتي ممن لا أصول يهودية له.

ولا شك في أن كلا الاستنباطين خاطئ ومناقض لمضامين العقل والنقل. فالنقل فيه استشهادات كثيرة يكفي منها قوله تعالى في القرآن الكريم: «ليسوا سواء» عند حديثه عن أهل الكتاب. أما العقل فإنه لا أحد من باحثي الإنثروبولوجيا / علم الإنسان قد وجد حتى الآن ما يثبت تفوّق الشر عند جنس بشري من دون آخر أو بالعكس في شأن الخير.

لا أحد يمكنه أن ينكر أو ينفي من تاريخ البشرية فكرة الانتحال الديني أو العرقي لأغراض جاسوسية مشبوهة أو تخريبية واضحة، لكن التعلّق الدائم بقشّة الأصول المنتحَلة سيضفي على المجتمع المهزوم طابعاً طهورياً في أبنائه وأعضائه، كأنهم اكتسبوا البراءة والنزاهة من أصولهم العرقية بالضرورة، وأن من سِواهم من الأصول الأخرى لا يرقى إلى هذه المكانة من الطهورية والنقاء.

لن ننسى شخصيات بارزة في التاريخ العربي والإسلامي تنحدر من أعرق الأسر والبيوتات العربية الفاخرة، ورغم هذا فقد أساءت إلى العروبة وحاربت الإسلام كما لم يفعل يهود أصليون أو أنصاف يهود.

بقي أن أقول شيئاً قد يبدو ناقضاً للمقالة كلها (!)، هو أن نزعة البحث عن الأصل اليهودي للأشخاص غير المرغوب فيهم في المجتمع ليست حكراً على المجتمع العربي فقط، وإن كانت أكثر استخداماً عند العرب منها عند الغرب الذي يتعاطاها أيضاً، ولكن مع حذر وتريّث يكفي لتقليص القائمة!