أحدث الأخبار
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد
  • 06:02 . الإمارات ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 01:15 . الغارديان: أبوظبي استخدمت المرتزقة الكولومبيين في أكثر من دولة... المزيد
  • 01:05 . ما مصير مليشيا “أبو شباب” المدعومة من أبوظبي بعد وقف إطلاق النار في غزة؟... المزيد
  • 12:33 . بعد تواطؤها معه.. جيش الاحتلال يرفض إيواء مليشيا "أبو شباب"... المزيد
  • 11:50 . "أدنوك للإمداد" وتعزيز تؤسسان أول ميناء متخصص للكيماويات في الدولة... المزيد
  • 11:20 . ثلاث فرق من جيش الاحتلال الإسرائيلي تبدأ الانسحاب من مدينة غزة... المزيد
  • 11:16 . البرلمان الإسباني يُقرّ قانونا يحظر تصدير الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:13 . ترحيب دولي واسع باتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:11 . الكويت: الأمن الخليجي خط أحمر والتضامن درع موحد في مواجهة التهديدات... المزيد
  • 10:51 . "التعليم العالي" تطلق دليلاً لحوكمة التدريب العملي لطلبة الجامعات... المزيد
  • 10:47 . تحديث سياسة سلوك الطلبة في مدارس أبوظبي لتعزيز السلوك الإيجابي... المزيد
  • 03:28 . حماس والاحتلال يتفقان على إنهاء الحرب في غزة... المزيد

صناعة الثقافة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة سلطان
في الحياة طرق كثيرة لا حدود لعددها ، كثيرة هي الطرق السهلة والآمنة ، ومعروفة تلك الطرق الصعبة والمليئة بالعثرات ، لكن الإنسان في نهاية الأمر لابد له من طريق يعبره ، ولأن الناس لا يتشابهون فإن خياراتهم كذلك لا تتشابه والطرق التي يختارونها عادة ما تشبههم أو تشبه حجم طموحاتهم ، الذين اختاروا السير في طريق التعامل مع الكتاب ، كتابة وتأليفاً ونشراً ، اختاروا طريقاً صعباً أو على الأقل ليس بالطريق السهل ، لكنه طريق لابد لأحد أن يسلكه وأن يحقق أهدافه من خلاله ، وفي مجتمعنا فإن الشباب الإماراتي قد جاؤوا إلى خيار العمل في مجال صناعة الكتاب متأخرين بعض الشيء ، لكن -كما يقول الإنجليز- أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً !!
مع ذلك فهناك رهان على أنهم سيجتازون عقبات وتخبط البدايات وسيراكمون عملًا ثقافياً جيداً بطريقة التجربة والخطأ ، فالإنسان لا يقدم عملًا جيداً منذ المرة الأولى والكاتب لا يؤلف رواية عبقرية في بداياته وكذلك الناشر وغيرهم ، لكن تخبط أو ضعف البدايات يمكن اعتباره عذراً حين يترافق مع الإصرار على تجويد الصنعة وعلى الشغف بها وعلى الرغبة في تحسينها والارتقاء بها ، وليس البقاء في المكان نفسه كبحيرة راكدة أو آسنة ، إن الذين يصرون على البقاء مكانهم لأنهم يحققون أرباحاً في نهاية الأمر يخلطون كثيراً بين صناعة الكتاب وصناعة إطارات السيارات، أو أي صناعة أخرى !

كل الصناعات مهمة وضرورية لكن صناعة الكتاب تصنع عقولًا وتؤثر في تطور المدارك الإنسانية للمجتمعات والأفراد ، ولذلك فإن اختيارها بالقوة والسطوع المطلوب يعني أن صاحبها يعي تماماً لماذا اختارها وماذا يريد أن يحقق وإلى أين يريد أن يصل ، الربح هنا ليس هدفاً وإن كان أحد معايير النجاح ، لكن النجاح الحقيقي في الأثر الذي يخلفه المنتج الثقافي في الناس ، في عقولهم في معارفهم في ذائقتهم وحتى في سلوكهم وأخلاقياتهم ، هذه هي معايير النجاح الحقيقية .

الثقافة لم تكن يوماً تجارة كاسدة أو لا تجد إقبالًا من الناس، لكننا في الحقيقة لم نعرف مفاتيحها ولا احتياجاتها ، فحتى أجمل وأعرق السلع تتحتاج لعمليات ترويج لا نهاية لها ، نحن لا نروج للثقافة جيداً ، ولذلك لا يقبل الناس عليها كما يشتهي أهل الثقافة ، ليتنا نستفيد من مسؤولي صناعة التسلية والبرامج المنوعة في التلفزيون ، لو أننا نحقق عُشر ما يحققونه من صناعتهم وإقبال الناس عليها لصار حالنا غير هذا الحال ، وما لم نعامل الثقافة على أنها صناعة وتحتاج إلى الكثير من تقنيات الترويج والتسويق والدعاية فلن ينصلح حالنا وحالها وحال الأجيال التي نطمع في أن تتثقف وتقرأ لكن دون أن نذهب خطوة صحيحة للأمام في طريق الحركة العملية !

أتينا لهذه الصناعة متأخرين ولكن بشغف وهذا يحتاج لتكتلات ورؤى صحيحة ودراسات ومنهج علمي سليم ، يحتاج إلى أشخاص مؤهلين ممتلئين بالشغف ومسكونين برغبة النجاح والمنافسة ، وسنحقق أكثر مما حققه الآخرون ، شرط أن تترافق مع هذه الصناعة حركة نقد حقيقية وفاعلة ومستمرة ومتجردة بعيداً عن هذا التسلق والتهافت والمتاجرة بالذوق والذائقة والثقافة مما يمارسه البعض في أماكن كثيرة من باب الارتزاق والتقوت لا أكثر ، دون أن يقدموا شيئاً يذكر للثقافة وللجمهور.