أحدث الأخبار
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد

قنوات هادرة.. وماء شحيح!

الكـاتب : أحمد عبد الملك
تاريخ الخبر: 05-03-2015

ذكر تقرير حديث عن اتحاد إذاعات الدول العربية أن السماء العربية فيها 1300 قناة تلفزيونية، منها 165 قناة تابعة لـ29 هيئة من القطاع العام، و1129 قناة تبثها 729 هيئة من القطاع الخاص. وحلت القنوات المنوعة الجامعة في رأس القائمة (323 قناة)، تلتها القنوات الربحية (248 قناة)، وجاءت القنوات الرياضية في المرتبة الأولى بين القنوات المتخصصة (170 قناة)، تلتها قنوات الدراما (152 قناة)، أما القنوات الغنائية فجاءت في المرتبة الثالثة (124 قناة). وأظهر التقرير تنامي القنوات الدينية، إذ بلغ عددها 95 قناة. أما القنوات الإخبارية فبلغ عددها 68 قناة، منها 11 قناة تملكها جهات أجنبية (تبث باللغة العربية)، و161 قناة تبث باللغة الإنجليزية من أصل 237 قناة تبث للمنطقة بلغات أجنبية.

قد يبدو مؤلماً بعد الأحداث الأخيرة في العالم العربي، وحالة «الانفلات الإعلامي» الذي تجاوز كل قيم المهنة، واستباح أعراض الناس وحرماتهم في حالات كثيرة. كما أن دخول المال الخاص في البث التلفزيوني قد كسر احتكار الدول للإعلام، فكانت الفائدة التي خرج بها المشاهد هي كسر الاحتكار وتنامي المنافسة من أجل الفوز برضا الجمهور.

لقد ظلت المعلومة «مُحتكرة» في قنوات البث الرسمي، وظلت تقليدية مفْرطةً في الرسمية، وغاب عنها الإبداع الذي هو لب البث التلفزيوني! لقد حاولت دول عربية مجاراة البث التجاري، وقامت بصرف الملايين من أجل الخروج بـ«ثيمة» جديدة مبهرة، لكنها لم تستطع، وأصبح الناس «يحنوّن» للشكل القديم الذي أُريد له التطوير.

نحن نعتقد أن البث التلفزيوني مادة إبداعية في المقام الأول، إذ مهما وفرنا من التقنيات والأجهزة والديكورات، لن نستطيع خلق المادة الإبداعية بغياب المبدعين، خاصة إذا لم يتمكن المعدون والمقدمون من الرؤية التي يستند إليها البث. لذلك، ظهرت تجارب هشة في السماء العربية لقنوات لا تعرف موطنها إلا من خلال نشرة الأخبار الرسمية. كما أن هنالك محطات عربية لا ترى أبعد من مواطنيها، وهي تبث عبر الأقمار الصناعية لشعوب تحتاج إلى «ترجمان» كي تفك مصطلحات اللهجة المحلية.

وفي القنوات الخاصة نلاحظ ميلا واضحاً لشراء البرامج والماركات دونما البحث عن قوالب عربية خاصة، فظهرت برامج المسابقات الغنائية أو المهارية بأسماء أجنبية لم تقترب من المزاج العربي، وإن اعتمدت على لجان تحكيم من النجوم الذين يحبهم الجمهور.

إن نجاح القنوات الرياضية يعود إلى قيام بعضها بشراء حقوق الدوريات العالمية، واحتكارها بث مباريات تلك الدوريات، ناهيك عن أن أكثر من 60% من سكان الوطن العربي هم من الشباب، حيث يشترون بطاقات المشاهدة بشكل واضح، كما أن بعض هذه القنوات يبث برامج حوارية تناسب توجهات الشباب، ويشارك فيها نجوم من الرياضيين السابقين!

وبالنسبة لبعض القنوات الخاصة، والواقعة في «برزخ» التحول من الإعلام المتشدد والسلطوي إلى الإعلام الديمقراطي، فإنها مارست بعض الأدوار المستفزة بالتعرض لبعض النظم العربية، وبلغة لا تصلح للإعلام، دونما التفات إلى قيم الخصوصية والكرامة التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار.

ولعل أغرب ما جاء في التقرير المذكور هو ازدياد عدد الفضائيات الدينية. وللأسف، فإن تلك الزيادة لم تكن في صالح المشاهد، لأن معظم تلك الفضائيات يمارس دعاية سياسية ومذهبية تضر بالإسلام، وتحتقر من هم ليسوا على نفس «الملة». كما تخلى العديد من «الدعاة» عن وقار الوعظ وسمو التوجيه، إلى تفسيرات وفتاوى خارجة عن سماحة الدين، بصورة تنم عن أحقاد مذهبية غير سوية. ولا نعتقد أن مثل هذه القنوات تؤتي «أُكُلاً» لذيذاً في ظل الانفتاح الإعلامي.

وكما يوجد على الأرض هدرٌ للموارد، على الأسلحة وغيرها، فإنه يوجد هدرٌ في السماء للموارد على البرامج الهشة والمواد التلفزيونية التي –إن وُفق بعضها في الترفيه وابتعد عن السياسة– يفسد الذوق ويبث الفوضى وعدم اليقين بين الجمهور العربي. نعم هنالك قنوات هادرة، لكن «ماءَها» شحيح!