أحدث الأخبار
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:24 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد

تسخير مواقع التواصل الاجتماعي

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 14-03-2015


وسائل الاتصال الجماهيري الحديثة جعلت التواصل بين البشر على وجه البسيطة عملية في غاية السهولة، لكن ذلك أبرز العديد من الجوانب ذات التأثيرات السلبية على الناشئة الإماراتية وعلى الثقافة الوطنية في مجملها. فمع كل قادم جديد يأتي الغث والسمين وهما يسيران جنباً إلى جنب. ولكن نستطيع منع التأثيرات الغثة من التغلغل في المجتمع، خاصة صغار السن منهم لابد لنا من العمل جاهدين لجعل مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة منتديات ثقافية مثمرة توصل إلى مستخدميها أهدافاً محددة على صعيد الثقافة والآداب والفنون ونشر فضائل الخير العام وخلق الإبداع في شتى جوانب الحياة. إن تنظيم وحسن إدارة مواقع التواصل الاجتماعي يعد جزءاً هاماً من الحركة الثقافية المعاصرة وجانباً جوهرياً من النهضة الواسعة التي يشهدها مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة.

أدوات الاتصال الجماهيري العصرية تنتشر بشكل واسع في أوساط مجتمعنا، ونتوقع لهذا الانتشار أن يصبح خير وسيلة لنشر الثقافة والتعليم والقيم الثقافية والأخلاقية النبيلة بين مواطنينا والمقيمين على أرض الوطن وليس العكس. ورغم وجود شيء من التحفظ بأن هذا التوقع لم يتحقق على إطلاقه بعد، أو أن الأجهزة المسؤولة عن ذلك لن تتمكن من تلبية متطلبات هذه العملية بشكل كامل على المدى المنظور، إلا أن الأمل في ذلك يبقى قائماً ومنشوداً. وينطلق الطرح السابق من أنه توجد عوائق لا يمكن التخلص منها جملة وتفصيلاً أهمها أن عملية التحكم في مواقع التواصل الاجتماعي الجماهيرية الحديثة تقع في خارج الحدود السياسية للوطن فضلاً عن وجود أسباب موضوعية أخرى مجال الخوض فيها ليس مناسباً في هذا المقام.

إن العديد من البرامج والأحاديث التي تطرح عبر هذه المواقع لا يحقق غرض نشر القيم الفكرية والثقافية والتعليمية والعلمية الحميدة التي تخدم أهداف الوطن، وما يصل إلى الجماهير عبرها عادة ما يأخذ صيغاً ووسائل ذات طبيعة آنية وسطحية، وهذا جزء من أسباب إثارة القلق لدينا. ففي هذه المرحلة قلما تجد مواطناً أو أسرة أو مقيماً لا يمتلك كمبيوتر أو جهاز هاتف نقالاً مزوداً بالإنترنت يُمكن حامله من التواصل مع أي كان على مدار هذا العالم الفسيح وتبادل الأفكار بين البشر بكافة أهوائهم وأفكارهم وأديانهم وجنسياتهم ومذاهبهم. ولا شك بأن ذلك سهّل من عملية انتقال الثقافات الأخرى إلى مجتمعنا، وجعل من عملية تبادل المعلومات والأفكار بين البشر ذات طبيعة سهلة ومتساوية في أوساطهم، بعد أن كانت المعلومات والأفكار تنتقل ويتم تداولها بوسائل بدائية بسيطة.

من المعروف أن وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي أمور طارئة على مجتمعنا، وهي ذات طبيعة ثقافية خاصة بها يعد عدم فهمها أمراً خطيراً، لذلك فهي تحتاج من جانبنا إلى الانتباه والصحوة الدائمة سواء كان ذلك على الصعيد الثقافي أو الفكري أو السياسي أو الأمني، لأن عدم الانتباه وعدم إيلاء الأمر الأهمية التي يستحقها قد تكون له آثار سلبية كبرى على مدى المستقبل. وهذا يعني أن التعامل مع هذه الأمور الحساسة يحتاج إلى تنمية وتنشئة خاصة بها، وإلى القيام بحركة ثقافية وفكرية تقي المجتمع جوانبها وتداعياتها السلبية. إن ذلك يمكن أن يتم عبر التعليم منذ المراحل الأولى، وفي صيغ من إنشاء مراكز التدريب ومعاهد ومدارس التقنية ومؤسسات الإدارة المتقدمة وكليات المجتمع والجامعات العصرية والمؤسسات التعليمية التي تتيح لكل فرد الفرصة لفهم خطورة وفوائد هذه المواقع، ومن ثم القيام بدوره الخاص في عملية استسقاء الثمين ونبذ الغث عبر المعرفة والمهارات التي يتم تعليمه إياها، وهي عملية تبدو كبرى وتحتاج إلى الوقت والمال والإمكانيات الأخرى.