أحدث الأخبار
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد
  • 10:38 . حملة مقاطعة "شلة دبي" تتحول إلى صرخة ضد التفاهة وصمت المشاهير عن غزة... المزيد
  • 10:03 . مظاهرات عالمية واسعة تطالب بإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة... المزيد
  • 06:18 . أكثر من 12 ألف عملية اختراق عبر شبكات "الواي فاي" في الإمارات منذ بداية العام... المزيد

إيران إمبراطورية.. وبغداد العاصمة!

الكـاتب : عبد الله خليفة الشايجي
تاريخ الخبر: 16-03-2015

تجاوز استفزاز إيران للطرف العربي كل الحدود، ونسف احترام حسن الجوار والتعايش السلمي بين ضفتي الخليج العربي. فلا يكاد يمر أسبوع، إلا ويتحفنا قيادي إيراني بتصريحات مليئة بالخطاب الاستفزازي الفوقي الذي يعبر عن وجهة نظر إيران التي تمد يدها مدعية الحوار والتعاون، بينما تصرفاتها وسياستها ومواقفها تكشف حقيقة مشروعها المستقوي ببرنامجها النووي، وبالتعاون والتحالف مع واشنطن على نحو أصبح علنياً ومكشوفاً تحت شعار محاربة الجماعات المتطرفة والتكفيرية وعلى رأسها «داعش». وهو ما يفسر سكوت واشنطن عن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، المصنف هو وحرسه الثوري منظمة إرهابية، إذ تغض واشنطن الطرف عن أنشطتهم ودورهم وزياراتهم للعراق وسوريا لمواجهة «داعش».

ويمكن أن نعزي تعاظم دور إيران وتمددها إلى نتائج غزو واحتلال أميركا للعراق وإسقاط نظام صدام حسين في عام 2003، وقبله إسقاط نظام «طالبان» في أفغانستان، ما أدى لسقوط منظومة توازن الرعب، وسمح لطهران بأن تصول وتجول وتنشط في تنفيذ مشروعها لبسط نفوذها على المنطقة. ولذلك ليس مستغرباً تفاخر قادة عسكريين من الحرس الثوري الإيراني ورجال دين ونواب في مجلس الشورى بأن حلفاء إيران يسيطرون على أربع عواصم عربية (بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء). واليوم تقاتل إيران في العراق وسوريا، وتدرب المليشيات في تلك العواصم. وآخر اختراقات إيران قتالها في معركة تكريت في العراق، وزيارة وفد من الحوثيين الذين انقلبوا على الشرعية وهم لا يمثلون حكومة اليمن بينما تتعامل معهم إيران كممثل شرعي للنظام اليمني. وقد أبرم الحوثيون اتفاقية بإمداد اليمن بالنفط لمدة عام وتوسيع ميناء الحُديدة وبناء محطة كهرباء. وخارج سلطة الطيران المدني اليمني، اتفق الحوثيون أيضاً على تسيير 28 رحلة طيران جوية أسبوعياً!

واللافت في تصريحات القادة الإيرانيين هو زيادة حدتها وتحديها واستفزازها وفوقيتها وخروجها عن الأعراف الدبلوماسية تجاه العرب. ومن تلك التصريحات ما ورد على لسان قائد الحرس الثوري السابق والمستشار العسكري للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية الفريق يحيى رحيم صفوي في مايو 2014 وحديثه عن مشروع إيران الجيواستراتيجي مستحضراً أمجاد الإمبراطورية الفارسية الساسانية، وتجرؤه على التفاخر بأن «حدودنا الغربية.. تصل إلى جنوب لبنان، وهذه المرة الثالثة التي يبلغ نفوذنا سواحل البحر الأبيض المتوسط»! ما دفع الرئيس اللبناني لتكليف وزير خارجيته باستيضاح ذلك التصريح من الطرف الإيراني. وانتقد مستشار المرشد صفوي دعم دول عربية للمعارضة السورية، متناسياً دعم بلاده لنظام الأسد.

وفي يناير 2015 مع انهيار أسعار النفط بنسبة أكثر من 60% منذ صيف 2014، تخلى الرئيس الإيراني حسن روحاني (المعتدل) عن الدبلوماسية مهدداً ومحذراً «الدول التي خططت لخفض أسعار النفط بالندم.. وإذا تضررت إيران فإن منتجين آخرين سيتضررون بما في ذلك السعودية والكويت.. اللتين ستفوق معاناتهما معاناة إيران»!

وفي 25 فبراير 2015 تفاخر قائد الحرس الثوري الإيراني محمد جعفري في خضم إجراء مناورات عسكرية في مضيق هرمز، وتدمير حاملة طائرات افتراضية أميركية، وتجربة صواريخ وأسلحة حديثة، مكرراً تهديدات القيادة الإيرانية ومذكراً جيرانه الخليجيين بأن إيران «بلغت قوة فريدة لا تريد أن تدخلها حيز التجربة العملية»، مهدداً بسيطرة البحرية الإيرانية على الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان «من دون أدنى شك».

أما التصريح الأكثر استفزازاً فقد كان من علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني الذي أدلى به في «منتدى الهوية الإيرانية» وكان صادماً ومعيباً، إذ تفاخر بأن «إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً. وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي.. وجغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة، وثقافتنا غير قابلة للتجزئة، وغير قابلة للتفكيك. لذا إما أن نقاتل معاً أو نتحد». وقد تجاوز هذا التصريح الحدود. وتأخر الرد الرسمي العراقي، وتعاملت الحكومة العراقية معه على استحياء. واكتفى ممثل السيستاني بالتلميح في خطبة الجمعة إلى أن «قبول العراق مساعدات لمحاربة الإرهابيين لا يعني غض الطرف عن الهوية أو الاستقلال».

كما كان لافتاً في الأسبوع الماضي اعتراف الجنرال «ديفيد بترايوس»، القائد السابق للقوات الأميركية في العراق، بأن سياسات المالكي في العراق أضرت بجهود الولايات المتحدة الرامية إلى دمج السُّنة. وبأن «الوجود الإيراني في العراق أشد خطراً من تنظيم داعش». وهذا تكرار لما قاله قائد القوات الأميركية الذي خلف «بترايوس» في العراق الجنرال «أوديرنو» في عام 2010 عندما حذر من أن «خطر المليشيات العاملة بإمرة النظام الإيراني في العراق أصبح الآن أشد من خطر تنظيم القاعدة».

إن هذه نتيجة متوقعة كتبنا عنها كثيراً، وهي حصاد الحسابات الخاطئة والتردد وفشل الاستراتيجية الأميركية في التعامل مع أزمات المنطقة في السلم والحرب، ما زاد من نفوذ ودور إيران لخلط الأوراق وخاصة بعد التقارب بين واشنطن وطهران على خلفية مفاوضات النووي ومحاربة «داعش».

وهذا يزيد من فجوة عدم الثقة، ومن شأنه ترسيخ الحرب الباردة مع معظم العرب، وخاصة في الضفة الغربية للخليج العربي.