أحدث الأخبار
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد
  • 05:28 . "نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة... المزيد
  • 11:01 . "التربية" تفتح باب مراجعة الدرجات لطلبة الثاني عشر وتعلن مواعيد نتائج باقي الصفوف... المزيد
  • 10:45 . الرياض وواشنطن تبحثان تعزيز الشراكة الدفاعية وسط توترات إقليمية... المزيد
  • 10:17 . "أكسيوس": واشنطن تبحث اتفاقاً أمنياً محتملاً بين سوريا و"إسرائيل"... المزيد
  • 10:16 . الصحة العالمية: الموت جوعا في غزة يجب أن يتوقف... المزيد
  • 10:10 . مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي... المزيد
  • 10:07 . الأغذية العالمي: الجوع يهدد أربعة ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار... المزيد
  • 09:52 . خفايا توسّع أبوظبي في أفريقيا.. كيف تحول النفوذ الاقتصادي لأطماع جيوسياسية؟!... المزيد
  • 01:42 . ترامب يقرر إنهاء العقوبات على سوريا... المزيد
  • 08:56 . كم ارتفع عدد سكان أبوظبي خلال العام الماضي؟... المزيد
  • 07:25 . هيومن رايتس ووتش: أحكام أبوظبي الأخيرة في قضية "الإمارات 84" تؤكد ازدراءها للقانون... المزيد
  • 06:39 . إيران.. ارتفاع قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 935... المزيد
  • 11:36 . إثر التوترات الأخيرة.. كيف تغيرت أسعار الوقود في الإمارات لشهر يوليو؟... المزيد
  • 11:22 . الرئيس الإيراني يؤكد الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع الخليجيين... المزيد
  • 09:51 . واشنطن بوست: اتصالات إيرانية جرى اعتراضها تقلل من تأثير الضربات الأمريكية... المزيد

خسائر عاصفة الحزم

الكـاتب : سلمان الدوسري
تاريخ الخبر: 01-04-2015

لا توجد حرب في الدنيا بلا خسائر، حتى الشرطة إذا أرادت فرض الأمن بين الناس ستتسبب بخسائر، و«عاصفة الحزم» شأنها شأن غيرها من الحروب، للأسف ستنتج عنها خسائر، بالطبع هذا ليس مبررا لأن ترتفع عما هو متوقع من ضربات جوية ذكية، فأدوات الحرب الحديثة تغيرت كثيرا، والأهداف تُحدد بدقة مسبقا، كما في حالة «عاصفة الحزم» الموجهة لمواقع ومنشآت عسكرية، سواء لميليشيا الحوثي أو للقوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وبعيدا عن أكاذيب الإعلام الإيراني، الناطق باسم الحوثيين، والتي لا يصدقها عاقل عن استهداف المدنيين، فإن الخسائر الحقيقية المتوقعة ستكون أضعافا مضاعفة لما ستنتج عنه الحرب، لو ترك اليمن تحت رحمة ميليشيا الحوثيين، ورزحت صنعاء وعدن ومأرب وحضرموت والحديدة وتعز تحت وطأة حرب أهلية طائفية، متلقية مزيدا من الهجمات الإرهابية، لا شك أننا سنشهد تكرارا للكارثة الإنسانية الأخرى التي تعيشها سوريا في ظل نظام فاقد للشرعية مدعوم عسكريا من إيران، ستتجه البلاد لخسائر بشرية واقتصادية، لا يعلم إلا الله مدى فداحتها.
ولأن الأرقام لا تكذب، فقد بدأ السوريون منذ عام 2011 ثورة شعبية سلمية، وبفضل قمعية نظام بشار الأسد، وتخاذل المجتمع الدولي عن التدخل العسكري، اتسعت دوامة الصراع تدريجيًا ليمتدّ في جميع أنحاء البلاد، ويتحول إلى حرب مفتوحة بين عدة أطراف، مما أفضى لخسائر بشرية ومادية مهولة، لدرجة انضمامها لقائمة الحروب الأكثر دموية والأكثر في الخسائر المادية في التاريخ. إذ يقدر عدد السوريين الذين قتلوا بنحو 300 ألف، فيما أجبر نحو نصف السكان على ترك منازلهم، وأكثر من أربعة ملايين شخص على اللجوء إلى الدول المجاورة، وسبعة ملايين و600 ألف على التشرد داخل سوريا، فمن سيكون مسؤولا حينها لو سار اليمن على الدرب السوري، وضربته مثل هذه الخسائر أو حتى جزء منها؟!
أما الخسائر الاقتصادية التي ستعصف باليمن إذا ما استمرت الأوضاع متأزمة كما هي عليه الآن، فإنها ستكون من الفداحة، ما يمكن أن تنتج عنه كارثة إنسانية تقارب ما حدث في سوريا. اليمن بلد نصف ميزانيته تعتمد على السعودية ودول الخليج، ونصف مواطنيه يعيشون على أقل من دولار يوميا، وبطالة كانت نسبتها قبل الثورة 25 في المائة لتصل إلى 44 في المائة في 2013، مع توقعات بأن تصل هذا العام إلى 60 في المائة، فإذا أضفنا الاعتماد على تحويلات مئات الآلاف من العمالة اليمنية في دول الخليج، والتي ستتراجع بكل تأكيد مع تأزم الأوضاع، عندها لن يكون بإمكان اليمن، في ظل استمرار انقلاب الحوثيين، مجابهة أوضاع معيشية صعبة تتعقد يوما بعد يوم، ولن تتمكن منظمات الإغاثة الدولية نفسها من توقع المآسي، التي سيشهدها اليمنيون.
أحسنت الدول المتحالفة في «عاصفة الحزم» صنعا، وهي تبادر بحرب ضرورية لا بد منها، حتى لا تتكرر المأساة السورية في نسخة يمنية جديدة.
اليمن كان يمضي إلى نفق مظلم لن يخرج منه إلا بتكاليف كبرى، لكن الدول المتحالفة تحملت مسؤولية إنقاذ هذا البلد الذي يعاني سياسيا واقتصاديا، إلا أن كل تكاليف الحرب الدائرة حاليا لاقتلاع الحوثيين لا تضاهى، إذا سمح لهم بالاستيلاء على اليمن وتدميره سياسيا واقتصاديا.