أحدث الأخبار
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد
  • 01:03 . تحذير من التعامل مع مكاتب غير مرخصة لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:42 . الاحتلال الإسرائيلي يصدر تحذيرا بإخلاء ثلاثة موانئ غربي اليمن... المزيد
  • 12:38 . ولي العهد السعودي يفتتح القمة الخليجية الأميركية بالرياض... المزيد
  • 12:38 . عقوبات أمريكية على شركات نقل نفط إيراني للصين تزامناً مع زيارة ترامب للخليج... المزيد
  • 12:15 . عبدالله بن زايد يجري مباحثات حول غزة مع نائب عباس في أبوظبي... المزيد
  • 10:53 . رئيس الدولة يغيب عن اجتماع قادة الخليج وترامب في الرياض... المزيد
  • 10:44 . "رويترز": الهدنة مع الحوثيين أعقبت معلومات أمريكية عن سعي الجماعة إلى مخرج... المزيد

خسائر عاصفة الحزم

الكـاتب : سلمان الدوسري
تاريخ الخبر: 01-04-2015

لا توجد حرب في الدنيا بلا خسائر، حتى الشرطة إذا أرادت فرض الأمن بين الناس ستتسبب بخسائر، و«عاصفة الحزم» شأنها شأن غيرها من الحروب، للأسف ستنتج عنها خسائر، بالطبع هذا ليس مبررا لأن ترتفع عما هو متوقع من ضربات جوية ذكية، فأدوات الحرب الحديثة تغيرت كثيرا، والأهداف تُحدد بدقة مسبقا، كما في حالة «عاصفة الحزم» الموجهة لمواقع ومنشآت عسكرية، سواء لميليشيا الحوثي أو للقوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وبعيدا عن أكاذيب الإعلام الإيراني، الناطق باسم الحوثيين، والتي لا يصدقها عاقل عن استهداف المدنيين، فإن الخسائر الحقيقية المتوقعة ستكون أضعافا مضاعفة لما ستنتج عنه الحرب، لو ترك اليمن تحت رحمة ميليشيا الحوثيين، ورزحت صنعاء وعدن ومأرب وحضرموت والحديدة وتعز تحت وطأة حرب أهلية طائفية، متلقية مزيدا من الهجمات الإرهابية، لا شك أننا سنشهد تكرارا للكارثة الإنسانية الأخرى التي تعيشها سوريا في ظل نظام فاقد للشرعية مدعوم عسكريا من إيران، ستتجه البلاد لخسائر بشرية واقتصادية، لا يعلم إلا الله مدى فداحتها.
ولأن الأرقام لا تكذب، فقد بدأ السوريون منذ عام 2011 ثورة شعبية سلمية، وبفضل قمعية نظام بشار الأسد، وتخاذل المجتمع الدولي عن التدخل العسكري، اتسعت دوامة الصراع تدريجيًا ليمتدّ في جميع أنحاء البلاد، ويتحول إلى حرب مفتوحة بين عدة أطراف، مما أفضى لخسائر بشرية ومادية مهولة، لدرجة انضمامها لقائمة الحروب الأكثر دموية والأكثر في الخسائر المادية في التاريخ. إذ يقدر عدد السوريين الذين قتلوا بنحو 300 ألف، فيما أجبر نحو نصف السكان على ترك منازلهم، وأكثر من أربعة ملايين شخص على اللجوء إلى الدول المجاورة، وسبعة ملايين و600 ألف على التشرد داخل سوريا، فمن سيكون مسؤولا حينها لو سار اليمن على الدرب السوري، وضربته مثل هذه الخسائر أو حتى جزء منها؟!
أما الخسائر الاقتصادية التي ستعصف باليمن إذا ما استمرت الأوضاع متأزمة كما هي عليه الآن، فإنها ستكون من الفداحة، ما يمكن أن تنتج عنه كارثة إنسانية تقارب ما حدث في سوريا. اليمن بلد نصف ميزانيته تعتمد على السعودية ودول الخليج، ونصف مواطنيه يعيشون على أقل من دولار يوميا، وبطالة كانت نسبتها قبل الثورة 25 في المائة لتصل إلى 44 في المائة في 2013، مع توقعات بأن تصل هذا العام إلى 60 في المائة، فإذا أضفنا الاعتماد على تحويلات مئات الآلاف من العمالة اليمنية في دول الخليج، والتي ستتراجع بكل تأكيد مع تأزم الأوضاع، عندها لن يكون بإمكان اليمن، في ظل استمرار انقلاب الحوثيين، مجابهة أوضاع معيشية صعبة تتعقد يوما بعد يوم، ولن تتمكن منظمات الإغاثة الدولية نفسها من توقع المآسي، التي سيشهدها اليمنيون.
أحسنت الدول المتحالفة في «عاصفة الحزم» صنعا، وهي تبادر بحرب ضرورية لا بد منها، حتى لا تتكرر المأساة السورية في نسخة يمنية جديدة.
اليمن كان يمضي إلى نفق مظلم لن يخرج منه إلا بتكاليف كبرى، لكن الدول المتحالفة تحملت مسؤولية إنقاذ هذا البلد الذي يعاني سياسيا واقتصاديا، إلا أن كل تكاليف الحرب الدائرة حاليا لاقتلاع الحوثيين لا تضاهى، إذا سمح لهم بالاستيلاء على اليمن وتدميره سياسيا واقتصاديا.