أحدث الأخبار
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد
  • 12:57 . مجلس الأمن يصوّت على تمديد مهمة اليونيفيل بجنوب لبنان... المزيد
  • 12:55 . أبو شباب.. خيوط تمتد من غزة إلى أبوظبي في مشروع يستهدف المقاومة... المزيد

الأسرة الحاكمة السعودية

الكـاتب : محمد الساعد
تاريخ الخبر: 29-04-2015


تتميز الأسر والعائلات الملكية الحاكمة حول العالم بتقاليد متوارثة، بل تحرص الدولة بكل مكوناتها على ترسيخ تلك التقاليد، وتعميق أثرها في الناس والمجتمعات، باعتبارها جزءاً من الإرث المعنوي للأمة التي تحكمها، بل وتفاخر بها.

وتبرز العائلة المالكة البريطانية كأنموذج فريد للعائلات الحاكمة حول العالم، في تقاليدها وتصرفاتها والوهج الذي تضفيه على بلدها، وتمتاز العائلات التي تمتد في عمق التاريخ؛ بكونها أكثر ثراءً من غيرها في تلك التقاليد والحرص على التمسك بها.

وتأتي الأسرة المالكة السعودية واحدة من تلك الأسر العريقة، والضاربة في أعماق التاريخ مكانة ورسوخاً، فآل سعود يمتد حكمهم في ثلاث دول لما يقارب 300 عام، كما أن الإمام محمد بن سعود آل مقرن -كما كان لقب الأسرة قبل أن يصبح «آل سعود» نسبة إلى الإمام نفسه- كان يحكم الدرعية متوارثاً ذلك الحكم عن آبائه وأجداده.

وهذا يعني أن الأسرة الحاكمة السعودية بدأت حكمها فعلياً عام 850هـ (1447) بداية تأسيس الدرعية، قبل أن يتوسع الحكم، ليشمل معظم مناطق الجزيرة العربية، بداية من حكم الإمام محمد بن سعود عام 1744 إلى 1765.

وكأي أسرة حاكمة حول العالم، لآل سعود تقاليد عريقة متوارثة، تظهر في تصرفات الحكم والسياسة والتعامل مع المكونات الاجتماعية، وفي المناسبات والاحتفالات والأهازيج والرقصات، وطريقة الأكل والمآدب، إضافة إلى المميزات الشخصية التي تظهر في سياقات مختلفة.

وفي الحقيقة لم أعثر على مرجع واحد يرصد هذه التقاليد ويشرحها ويوثقها للتاريخ والباحثين بدقة، لكن بعض الكتابات والروايات والصور تشير إلى بعض تلك التقاليد بوضوح ويمكن الاستناد إليها. لكن من المؤسف أن بعضها نُسي أو اختفى، إما بسبب عدم التزام إدارات التشريفات بها، أو نتيجة لعدم تطبيقه باستمرار.

ولعل أهم تقاليد الأسرة الحاكمة السعودية المستمرة، والتي تميزها عن غيرها، هو ذلك الاحترام الكبير بين أفرادها للأكبر سِنًّا فيهم، وهو ما نراه في الاستقبالات، وحتى في الاجتماعات الرسمية، مضافاً إليها الحُلم والصبر والدهاء في السياسة ودروبها الوعرة، وكذلك الاقتراب من أحوال الناس من خلال الاستقبال الدائم للمواطنين، والتي تسمى «المجالس المفتوحة».

وللأسرة الحاكمة مثلها مثل غيرها من الأسر الحاكمة عربية كانت أم أجنبية، حقوق وعليها التزامات هي جزء من تلك التقاليد التي يجب الحفاظ عليها، ولعلي هنا أؤكد أن الأسرة -وهي من الأسر الرفيعة نسباً، والعريقة في مجتمعها السعودي والعربي- لها احترامها وتوقيرها وإنزال أفرادها منازلهم التي يستحقونها، كما يعامل العرب كبراء قومهم ووجهاءهم، وكذلك عدم الإساءة إليهم أو التطاول عليهم، أو الخوض في مسائلهم الشخصية والعائلية.

وفي المقابل فإننا نتمنى على مجموع أفراد الأسرة الحاكمة كما عودونا طوال تاريخهم، ألا ينزلوا إلى مستوى الدهماء من الناس، وألا يُجرِّئوا الناس عليهم، ولاسيما مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي سمحت -للأسف- للدهماء والغوغاء والهامشيين والحاقدين والمتآمرين بالقدرة على الإساءة والتعريض بأي كان.

كما نتمنى ألا ينزلق أحد أفراد الأسرة إلى منازل فئوية أو إقليمية أو طائفية، أو حركة أو تفكير محلي، أو عابر للدول، كما فعل قليل منهم بالانحياز إلى بعض أفكار الحركيين والصحويين، الذين تحركهم أجندات أممية لا تتلاءم والأجندة الوطنية.

فأسرة آل سعود هم الحكام الذين نفاخر ونعتز بهم ونواليهم ونبايعهم، وكل الناس أمامهم متساوون في المكانة والوزن، ويفترض وهذا المأمول، أن تكون الأسرة هي مصدر الإشعاع والتمدن والتطور الاجتماعي، ومنها تخرج التقاليد العريقة المثالية التي يقلدهم فيها المجتمع.