أحدث الأخبار
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد
  • 12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد
  • 11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد
  • 01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد
  • 01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد
  • 01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد
  • 01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد

رمضانيات!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 21-06-2015


نحن نعيش مسلسلاً كئيباً ومرعباً في الوقت نفسه، نتابعه منذ خمس سنوات يتطور، يتسارع ثم يتباطأ، لا أبطال واضحين ولا نهاية محتملة تلوح في الأفق، لكن المسلسل مستمر، ونحن نعيشه كجمهور عربي يتابع ما يجري في أكثر من مكان، مسلسل طويل جداً لا نسمع فيه إلا أخبار القتل، ولا نرى إلا صور الحرائق والتفجيرات وسحب الدخان التي تملأ سماوات المدن العربية، هذا الجمهور الذي يتابع ما يجري لا يحتاج إلى مزيدٍ من الكآبة والبؤس تضخها في أدمغتنا المسلسلات التي تتبارى القنوات الفضائية في عرضها هذه الأيام إلى درجة أن البعض صار يصرخ: حرام عليكم يكفينا ما نحن فيه! 

الغريب أننا أمام أكثر من عمل خليجي نشعر وكأننا قد رأينا هذا المسلسل سابقاً، الحكاية نفسها، الإخوة الذين يسرقون نصيب أخيهم أو الأبناء الذين يرمون أمهم بعد تضحياتها الجسيمة أو حكاية ظلم الحبيب وغدر الزمان وتبدلات الأحوال، هذه هي الحبكة أو العقدة التي تصاحبها موسيقى كئيبة زيادة في مضاعفة إجبار المشاهد على التعاطف مع الضحية والتعلق بالقصة ومتابعتها، المشكلة أن بعض المشاهدين يعيشون الدور فعلاً ويتعاطفون مع البطل أو البطلة غالباً ويقلبون حياتهم إلى نكدٍ حقيقي!!

أعجبني مقدم برامج مصري يقول لمتابعيه في أولى حلقات البرنامج في شهر رمضان: يا جماعة إن إمساكية رمضان التي توزع في أول أيام الشهر مع الصحف أو عبر وسائل أخرى هدفها معرفة مواقيت الصلاة ومواعيد الإمساك والإفطار، وليس العد التنازلي لمعرفة متى سيهل العيد، وان على مدمني مواقع التواصل أن يكفوا عن التعبير المبالغ بالحالة الروحانية التي هم عليها بسبب رمضان، بينما الحقيقة أنهم يقضون النهار بأكمله نياماً ولولا رقم حلقة المسلسل ما كانوا يعرفون أي يوم من رمضان يصومون!!

تنتعش في هذه الأيام على موقع «الانستغرام» و«الفيسبوك» حسابات تعليم الطهي وبيع الأطعمة وتوصيلها للمنازل، ينسى الناس صفحات بيع الملابس والحقائب المقلدة ومواقع الشعراء والعشاق وغيرها، يصير الضغط كله على صفحات وصور ووصفات الطعام، وكأنّ رمضان شهر أكل وطعام خالص (مع أن اسمه رمضان) أو كأن هؤلاء الناس كانوا يعانون مجاعة أو محرومين من الطعام طيلة العام؛ ولأن السوق يضبط بوصلته على مزاج وعقل الزبائن؛ لذلك فبيع الطعام ينتعش فيه بشكل لا يحصل في أي يوم من أيام السنة؛ لأن مزاج الناس وعقولهم تحلق فوق أطباق الطعام وفي داخل المطاعم والمطابخ للأسف، وللأسف أيضاً فإن هذه الظاهرة تزداد تفاقما بدل أن تتراجع قليلاً مفسحة المجال للروحانيات والتأمل والقراءة واللقاءات العائلية الخفيفة ولقاءات الأصحاب الحميمة!

الأكل لم يكن غاية إنسانية في أي لحظة من لحظات تاريخ وتطور الإنسان، لقد ظل على الدوام وسيلة للحياة للبهجة لا أكثر، لكننا للأسف اخترنا الشهر الأكثر قدسية لنزج به في «السوبرماركت» ومحال البقالة والمطاعم والخيم الرمضانية!!