أحدث الأخبار
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد
  • 11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد
  • 11:26 . الشارقة تُلزم معلمي الكليات غير التربوية بالحصول على دبلوم تربوي لمزاولة المهنة... المزيد
  • 11:25 . إسطنبول تحتضن اليوم اجتماعين ثلاثيين للسلام بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 11:24 . "أكسيوس": نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 11:18 . تحقيقات أميركية في منشور لجيمس كومي يُشتبه أنه تلميح لاغتيال ترامب... المزيد
  • 11:15 . ترامب ينهي جولته الخليجية في أبوظبي ورئيس الدولة يعلن استثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا... المزيد
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد

«من يهدم رموزه..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 23-06-2015


هناك دول قامت على أيدي مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق، ورغم ذلك مازالت صورهم بهية وواثقة على عملات دولهم العالمية، رغم أن التاريخ سجل سواد صفحاتهم، السبب ليس سرّاً ولا لغزاً، لقد شكل هؤلاء قيمة «رمزية» لتاريخ بلدهم الحديث التكوين، والحفاظ على هذا الرمز مهم جداً، بغض النظر عن حقيقة الشخص أو أخطائه.

ستجد بالمثل في دولة مثل ألمانيا، التي يعتبر أواسط القرن الماضي فيها عصراً مظلماً وبوليسياً، إلا أنه مازال يفتخر ببعض رموزه العلمية والموسيقة والأدبية الروائية، بعيداً عن مسلكهم السياسي، لأنهم بعد أن أبدعوا في مجالاتهم أصبحوا رموزاً للوطن، والأمثلة كثيرة من الصين إلى اليابان إلى الهند التي مازال رمزها الأكبر الذي يفتخر به هو «غاندي»، بغض النظر عن الجوانب المظلمة أو غير الواضحة في سيرته! لماذا؟ لأنه رمز، وإهانته هي إهانة للأمة!

لهذا فمن حقي كمواطن بسيط في هذا الوطن العربي أن أضع آلاف الخطوط وعلامات الاستفهام حول الـ«موضة» الجديدة في عالمنا، التي ترى في وجوب تشريح حياة وخبايا وأسرار جميع رموز تاريخنا، بدءاً من صلاح الدين، مروراً بعلماء الحديث واللغة، وصولاً إلى القادة العسكريين العظام في الدولتين العباسية والأموية، وبالطبع هناك أصوات تريد تعميم هذا الأمر حتى على الرعيل الأول من الأصحاب، ولولا خوفهم من المجتمع لزاد سقف مطالباتهم، أو ربما قد زاد فعلاً.

لا أفهم ما الذي يكسبه باحث «مخلص لمعتقداته» بتكريس حياته بين الكتب والبحث في المتشابه منها والمدسوس لإثبات أن صلاح الدين كان انتهازياً مثلاً، وصلت إلى مبتغاك وهدمت صورته في أعين الناس! ثم ماذا؟ ما المطلوب إثباته؟! إننا أمة، لا يوجد فيها رجل يستحق قامته؟! أم أن الخطأ في النصوص التي تشوه جمالنا الحقيقي، لذا يجب القفز فوقها؟! أم ربما هي دعوة غير مباشرة لاستبدال رموزنا برموز مستوردة، كما نستورد أي شيء آخر، وبهذا نكون متعادلين في الرقي؟!

البعض يدخل في هذه الموجة بسوء نيّة أو بحسنها، فما ناله الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، أحببته أم اختلفت معه، فتح علينا أبواباً لم تغلق إلى اليوم، وكسر حاجز الاحترام بيننا وبين رموزنا، إذا لم نرغب باحترامهم، لأنهم أصحاب «قدسية» أو «شفاعة» ولم تكن تعتبرهم «عدول» من الرجال، فلعلك تغض الطرف عن هوامش الكتب السوداء من ناحية «وطنية» يا أخي!

ألا تنادون بالوطنية على مدار الساعة؟! لنتفق أن هؤلاء يشكلون المادة الخام لتاريخنا أمام الآخر وأمام أنفسنا، فلنحترم تاريخنا، من أجلنا، ومن أجل منظرنا أمام الآخر، الذي أصبتم بالهوس به لدرجة إحراق جلودكم!

من يحرق رموزه، فإنما يخرب بيته بيديه!