أحدث الأخبار
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد
  • 11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد
  • 11:26 . الشارقة تُلزم معلمي الكليات غير التربوية بالحصول على دبلوم تربوي لمزاولة المهنة... المزيد
  • 11:25 . إسطنبول تحتضن اليوم اجتماعين ثلاثيين للسلام بين روسيا وأوكرانيا... المزيد
  • 11:24 . "أكسيوس": نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 11:18 . تحقيقات أميركية في منشور لجيمس كومي يُشتبه أنه تلميح لاغتيال ترامب... المزيد
  • 11:15 . ترامب ينهي جولته الخليجية في أبوظبي ورئيس الدولة يعلن استثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا... المزيد
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد

تذمرات رمضانية

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 23-06-2015

كلما عاد علينا شهر رمضان المبارك تعود الذكريات والممارسات الرمضانية التي تعطي هذا الشهر جماله، ولهذا الشهر اهتماماته وقضاياه التي يتكرر النقاش حولها كل عام، رؤية الهلال، القضايا الفقهية المرتبطة بالشهر، الإسراف على الموائد الرمضانية وهكذا، ويعاد النقاش حولها ويتكرر كل عام مع بعض الإضافات التي يفرضها تغير الزمان هنا وهناك، وذلك في الحقيقة ليس أمراً يدعو للتململ فالقضايا الموسمية هذه أمر طبيعي بدهي، والنقاش حولها أصبح جزءًا من طقوسنا الرمضانية، البعض يقضون هذه الأيام الأولى في رمضان في التذمر من هذه المواضيع والشكوى من تكرارها، حتى أصبح تذمرهم جزءًا من هذا الطقس السنوي.
يأتيك بعض «المفكرين» و»المستنيرين» لينتقد مسألة رؤية الهلال باعتبار أنه أمر متخلف ورجعي وأن العلم تجاوزها، ولكن في حقيقة الأمر المسألة خلاف شرعي معتبر بين من يرى بالحساب الفلكي ومن لا يرى به، كما أن الفلكيين أنفسهم يختلفون في طبيعة هذا الحساب، ونتيجته بناء على تفسيراتهم لما يجب به دخول الشهر من الناحية الفلكية، ولذلك فإنه حتى لو أجمعت الأمة على الحساب الفلكي ستبقى حالة الترقب والاختلاف في تحديد مواعيد دخول الشهر، ولن تنتهي، وليس فيها ما يدعو إلى التشنج الذي يتعامل به بعض هؤلاء «الحديثين» مع المسألة.
ينطلق بعدها المتذمرون ليشكوا من تكرار القضايا الفقهية المتعلقة بالصوم كل عام على مختلف الوسائل الإعلامية، فيقول لك إن هذه المواضيع المستهلكة مملة ومتكررة ولا داعي لإعادتها كل عام والأفضل الالتفات للأمور «الأكبر»، طيب لو سلمنا بذلك، فماذا عن التكرار في كل الفوازير والمسلسلات والبرامج التلفزيونية الكوميدية السمجة التي أثقلت كاهلنا خلال السنوات الأخيرة؟ التكرار في هذه الأمور الفقهية والأسئلة التي تبدو مستهلكة وبسيطة هو أمر غاية في الأهمية، من وجهة نظري على الأقل، فهناك في كل عام جيل جديد من الصائمين وجمهور متجدد لا يسعه أن يحفظ كل معلومة يسمعها، هذه الثقافة بحاجة إلى تقديم وإعادة تقديم كل عام على الأقل من حيث التذكير والتواصل مع المجتمع الإسلامي الكبير، وأنا حتى اليوم في كل عام أكتشف معلومة جديدة وحكماً آخر كنت أجهله أو في أحسن الأحوال نسيته، أما أولئك الذين يمتعضون من هذا التكرار فنقول لهم، إذا كنتم احتويتم العلم بأطرافه ولبه فنحن ما زلنا في أوله، وإن كنت أجزم أن معظم أولئك لو سألته في أحكام الصيام لأخطأ فيها.
أما عامة الناس فيشتكون ويتذمرون كل عام من ظاهرتين، المسلسلات والبرامج التي تخدش الصيام، والإسراف في الأكل، أما الأولى فلا شك أن هذه المسلسلات والبرامج ما كانت لتتكرر إلا لأن مشاهديها في ازدياد ولو كان الطلب أعلى على البرامج المفيدة والراقية لما اندفعت القنوات الإعلامية، وهي مشاريع ربحية في معظمها، إلى تصويرها والصرف عليها، والدليل على ذلك أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعاً في عدد وتكلفة البرامج الدينية وأصبح الدعاة المشهورون نجوماً على قنوات التلفزيون، وكل ذلك نتيجة طبيعية لتزايد الإقبال على هذه البرامج، فالحل الوحيد إذن هو أن نقبل على المفيد ونبتعد عن كل ما هو ضار، عند ذلك سنشهد اختفاءً تدريجياً للإسفاف في الموسم الرمضاني.
أما الإسراف فتنطبق عليه نفس القاعدة، فمن يرتكب هذا الإسراف؟ نحن طبعاً، ولو كان لدينا ما يكفي من الوعي والإرادة لما حصل شيء من ذلك، صحيح أن السفرة الرمضانية تتميز بتنوعها وكثرة الأصناف فيها، ولكن ما الداعي إلى أن يكون كل صنف فيها كافياً لإطعام الحي بأكمله، في ثقافتنا لا نقبل بشكل الصحن الصغير أو الفارغ، لا بد عندنا أن يكون الصحن مليئاً إلى آخره، وربما لا حل أمامنا لمقاومة الإسراف على السفر الرمضانية سوى أن نغير ثقافة الأواني في مطابخنا، فالتنوع سيظل مطلباً وعادة تبادل الأطباق في رمضان عادة جميلة، ونتمنى ألا تنتهي ولكن الاقتصاد في الكميات مطلب أساسي ينطلق من فلسفة رمضان التي تقربنا إلى الفقراء والمحتاجين.
رمضان شهر خير والتذمر فيه ليس سلوكاً إيجابياً، حاول أن تكون في رمضان مقبلاً على ما فيه الخير منصرفاً عن كل ما فيه الشر، مشجعاً لغيرك متفائلاً بشهرك، وكل عام والأمة في حال أفضل.