أحدث الأخبار
  • 08:56 . كم ارتفع عدد سكان أبوظبي خلال العام الماضي؟... المزيد
  • 07:25 . هيومن رايتس ووتش: أحكام أبوظبي الأخيرة في قضية "الإمارات 84" تؤكد ازدراءها للقانون... المزيد
  • 06:39 . إيران.. ارتفاع قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 935... المزيد
  • 11:36 . إثر التوترات الأخيرة.. كيف تغيرت أسعار الوقود في الإمارات لشهر يوليو؟... المزيد
  • 11:22 . الرئيس الإيراني يؤكد الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع الخليجيين... المزيد
  • 09:51 . واشنطن بوست: اتصالات إيرانية جرى اعتراضها تقلل من تأثير الضربات الأمريكية... المزيد
  • 12:32 . الاحتلال الإسرائيلي يدرس مستقبل حرب غزة والجيش يوصي بإبرام صفقة... المزيد
  • 08:41 . السلطات السعودية تفرج عن دُعاة بعد سنوات من الاعتقال... المزيد
  • 05:37 . صحفيات بلا قيود: النظام القضائي في الإمارات عاجز عن تحقيق العدالة... المزيد
  • 12:12 . إيران تعلن مقتل 71 شخصا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين... المزيد
  • 12:11 . في ظل التوترات الإقليمية.. مباحثات سعودية إيرانية حول سُبل التعاون الدفاعي... المزيد
  • 12:06 . "التربية" تُطلق المخيم الصيفي لصقل مواهب الطلبة وتنمية قدراتهم... المزيد
  • 12:06 . الإعلان عن أوائل الثانوية العامة اليوم ونتائج الثاني عشر غدًا... المزيد
  • 12:04 . الصين تكرّم رئيس الإنتربول "أحمد الريسي" بأعلى جائزة رغم ملاحقته حقوقيا وقضائيًا... المزيد
  • 11:53 . جيش الاحتلال يعلن اغتيال مسؤول عسكري بحزب الله جنوب لبنان... المزيد
  • 11:51 . غروسي يرجح أن تتمكن إيران من تخصيب اليورانيوم مجددا "في غضون أشهر"... المزيد

تحية لعظمة المرأة الإماراتية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

هي وحدها دون الخلق، دون الجميع، تصنع الفرق حيثما كانت ووجدت، لا تؤمن بمنطق «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن»؛ لأنها عجنت من طين مقاوم لليأس وصانع حقيقي للشهقة البكر والنظرة البكر والحياة في أقوى تجلياتها.

فإن حاذى الجميع الألم وتحاشوه وتهيبوه وخاصموه تلفعت هي بصبرها، وخاضت الألم حتى نهاياته، صامتة كجبل وباذخة كبهاء قديسة.

إنها حين تنتمي برضا إلى الرجل، حين يكون أباً أو أخاً أو زوجاً، فإنها لا تعبر عن ضعف أو استسلام أو قبول بالدونية، لكنها تعبر عن إيمان حاسم بمنطق الشاعر القائل: «تجري الرياح كما تجري سفينتنا.. نحن الرياح ونحن البحر والسفن».

فما يضر البحر شهرة السفن ولا يضيره سطوة الريح، فالبحر سيد بلا منازع، يتمدد بعنفوان ساطع على كل جهات الأرض، كم تبدو عظيمة المرأة في كل تجلياتها وأدوارها: أماً، وأختاً، وابنة، وزوجة، وكم منحت ولا تزال هذه المرأة الرجل تلك السكينة التي ينشدها، والمحبة التي لا تتم حياته من دونها، وامتداد الحياة الذي تتمحور حياته فيه، وذلك المجد الذي لا يناله أحياناً إلا من خلالها حتى وإنْ غادرت الحياة، لذا يبدو غريباً جداً على القلب والأذن كل حديث عن إهانة المرأة، وتعنيف المرأة، واستغلال المرأة وتوظيف المرأة و«تشييئ» المرأة (جعلها شيئاً لا قيمة له)، فحق على من يفعل ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».

حينما يتم تكريم الموظفين والمتميزين والمتفوقين، فإن الأمر يبدو عادياً ومما ألفه الناس في هذا الزمان، ذلك أن لكل مجتهد نصيباً، وهو منطق إداري في التحفيز واستنهاض الهمم، لكن حينما تكرم نساء لسن من هذا النوع من مشاهير العمل والفن والأدب، ممن نعرفهن بأسمائهن ووجوههن، هؤلاء النساء اللواتي حفرن في ذاكرة الوطن ذاكرة لن تمحوها الأيام بما قدمن من خدمات ومواقف، فإن الإنسان يقف لهن احتراماً ويقف إعزازاً وفخراً بهذا الوطن الذي يكرم هؤلاء النساء ممن لن تظهر صورهن ولا ألوان ثيابهن يوماً على صفحات المجلات النسائية البراقة ولا على شاشات التلفزة اللامعة، هؤلاء صنف من النساء يطير القلب فرحاً بهن، ويطير الوطن إيماناً بوجودهن، ويمشي الرجال فخراً تحت أسمائهن.

في حفل توزيع جائزة أبوظبي التي منحت لأكثر الأشخاص استحقاقاً ممن رشحهم أفراد المجتمع لنيل الجائزة تقديراً لأدوارهم ومواقفهم وخدماتهم وأثرهم في المجتمع وفيمن حولهم، منحت إحدى الجوائز لسيدة لم نعرف من خلال الحفل سوى اسمها وما كانت تزاوله من خدمات جليلة لمن حولها، لكن الذي لفت الأنظار كان دعوة ابنها لتسلم الجائزة نيابة عن والدته، كان الابن فخوراً وسعيداً بالموقف وبالجائزة، خاصة نحن نتحدث عن مجتمع محافظ جداً وعقلية قبلية صرفة، تكونت لدينا عبر الزمن صورة نمطية متداولة في طريقة ودرجة تعاطيها مع المرأة، وعلو مكانتها وذكر اسمها على رؤوس الأشهاد، وأظن أن جزءاً كبيراً من تلك الصورة، إما أن يكون مغلوطاً أو مبالغاً فيه أو تغير عبر أزمنة التغيير وسنوات التنمية التي مر بها المجتمع في الإمارات.

أيتها المرأة العظيمة في الإمارات: أنت عظيمة على الدوام، ولولا عظمتك وعلو همتك ما احتملت ذلك النوع القاسي من الحياة في سنوات الكفاف قديماً، ولما صبرت وكافحت، وبإيمانك صنعت حياتك وحياة من حولك، مستنبتة من العدم خيوط ضياء وأمل وحياة، نسجت ثوب اليوم الذي نرفل فيه جميعاً بكامل بهائه.