ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أن "نقاشا أمنيا شهد خلافا بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك بشأن التعامل مع عناصر المليشيات المدعومة من أبوظبي وجهات دولية في غزة بعد انتهاء الحرب"، وأبرزها مليشيا ياسر أبو شباب.
وبحسب التقرير الذي أعده آفي برئيلي، فقد اعترض “جيش الاحتلال الإسرائيلي على مقترح تقدّم به جهاز الشاباك يقضي بنقل عناصر المليشيا إلى معسكرات مغلقة داخل منطقة غلاف غزة بعد توقف القتال، وذلك كإجراء مؤقت لحمايتهم وضمان السيطرة الأمنية عليهم”.
وبرّر قائد المنطقة الجنوبية رفض الجيش لهذا المقترح بأن الخطر المحتمل الذي قد تشكله هذه العناصر على المدنيين الإسرائيليين يفوق أي التزام بتوفير الحماية لهم، خصوصًا بعد أن رصد جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" مؤشرات على فرار عدد من هؤلاء العناصر إثر حصولهم على وعود بالعفو من حركة حماس بحسب الصحيفة.
وخلال الفترة الماضية، أسس الاحتلال مجموعات مسلحة، لتعمل بالتوازي مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتحت إشراف جهاز الأمن العام (الشاباك).
وبحسب ما كشفت عنه القناة 12 الإسرائيلية، فإن هذه المليشيات لا تتلقى أسلحة إسرائيلية نظامية، بل تزود بما صادره الجيش من مخازن فصائل المقاومة في غزة ومن الأسلحة التي تم ضبطها لدى حزب الله في جنوب لبنان، لتبدو أدواتها القتالية “غنائم حرب” أكثر منها تجهيزات عسكرية إسرائيلية.
وتُعتبر المجموعة التي يقودها ياسر أبو شباب، والمتمركزة في المناطق الشرقية من رفح، النموذج الأبرز لهذا التشكيل، وتحظى بحماية مباشرة من الجيش الإسرائيلي، وهناك تشكيلات في مناطق أخرى.
وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن مهام هذه المجموعات تشمل جمع المعلومات الاستخباراتية، ومراقبة المناطق المفرغة من عناصر حماس والجهاد الإسلامي، والمشاركة في ضبط الأمن في أماكن مكتظة بالمدنيين النازحين جنوبي القطاع.
خيوط تصل إلى أبوظبي ودحلان
وقبل نحو شهر، كشفت تقارير ارتباط أبو شباب بأبوظبي عبر ما ظهر في فيديو نشره أحد مساعديه ويدعى غسان الدهيني، إذ ظهر مقاتلون يستخدمون عربات تحمل لوحات إماراتية (الشارقة)، إضافة إلى مدرعات نمر إماراتية داخل غزة. هذا ما أثار تساؤلات كبرى: كيف وصلت هذه المعدات إلى رفح لتستخدمها ميليشيا متهمة بالعمالة للاحتلال الإسرائيلي.
ووفق تقارير إسرائيلية (من بينها يديعوت أحرونوت وواينت)، فإن ميليشيا أبو شباب مدعومة في وقت واحد من "إسرائيل"، والسلطة الفلسطينية، ومحمد دحلان، وتعمل بشكل مباشر ضد حركة حماس.
روابط مع داعش وسيناء
اسم أبو شباب ارتبط أيضاً بشخصيات جهادية سابقة. فقد كان من بين مساعديه غسان الدهيني، الذي تبيّن أن شقيقه وليد الدهيني من قادة تنظيم داعش وقُتل على يد حماس.
كما ظهر في صفوف ميليشياته شخص يدعى عاصم نبهان، وهو عنصر سابق في داعش في سيناء سبق أن أُدين بجرائم إرهابية ضد الجيش والشرطة والمدنيين المصريين، وحكمت عليه حماس بالإعدام قبل أن يهرب من السجن مع اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
بحسب تحقيقات الصحفي الاستقصائي عمر سعيد (مدى مصر سابقاً)، فإن بعض عناصر ميليشيا أبو شباب متورطون في عمليات إرهابية سابقة ضد كتائب القسام عام 2015، قبل أن يفرّوا إلى سيناء ويلتحقوا بولاية سيناء التابعة لداعش، ثم عادوا لاحقاً إلى غزة ليقاتلوا تحت راية أبو شباب وبمباركة إسرائيلية.
الدور الإماراتي المثير للجدل
الفيديوهات التي أظهرت مدرعات إماراتية في رفح، إضافة إلى تقارير عبرية حول دعم أبوظبي لهذه الميليشيات، فتحت الباب واسعاً للجدل. فقد ربط جاويش بين ما يحدث في غزة وما جرى في السودان، حيث دعمت الإمارات – بحسب تقارير دولية – قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما أدى إلى تفجر الحرب الأهلية هناك.
وفي هذا الشأن، يرى مراقبون أن أبوظبي تلعب دوراً مشابهاً عبر تمويل ميليشيات محلية في غزة، لضرب حركة حماس وإعادة تشكيل المشهد السياسي في القطاع بما يتناسب مع أجندة "إسرائيل" وحلفائها في المنطقة.
اقرأ ايضاً