أحدث الأخبار
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد

البحرين: المواطنة أولاً

الكـاتب : عائشة المري
تاريخ الخبر: 27-07-2015


أعلنت مملكة البحرين مساء السبت الماضي أن السلطات البحرينية أحبطت محاولة تهريب متفجرات شديدة الخطورة وأسلحة آلية وذخائر إلى داخل البلاد عبر البحر، واعتقلت 5 أشخاص مشتبه بهم، عدد منهم تلقى تدريبات لدى الحرس الثوري الإيراني وكانت المنامة قد استدعت سفيرها في طهران للتشاور، بعد تكرار التصريحات العدائية من جانب مسؤولين إيرانيين، والتي تمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية للبحرين. في الحقيقة لم تتوقف التصريحات الاستفزازية المتعمدة من جانب المسؤولين الإيرانيين على اختلاف مستوياتهم، وتتواصل التدخلات الإيرانية بدعم التخريب وإثارة الفتن. ففي 16 من مايو الماضي نقل عن خامنئي قوله بأن إيران تدعم الشعوب المظلومة في المنطقة «شعوب الیمن والبحرین وفلسطین».


تعتبر المطامع الإيرانية في البحرين قديمة، ولكن قدر لشعب البحرين أن يكون صانع الحدث الفارق في تاريخ البحرين الحديث من خلال الاستفتاء التاريخي لتقرير المصير عام 1970، ليتم الإعلان عن البحرين دولة مستقلة في 15 أغسطس 1971. ومع انتصار الثورة في إيران تبنت الحكومة في طهران سياسة «تصدير الثورة» لدول الجوار، فكانت البحرين على رأس الدول المستهدفة. ففي ديسمبر 1981 اتهمت الحكومة البحرينية مجموعة سمت نفسها بـ«الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين»، بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري في البحرين بقيادة «هادي المدرسي»، حيث تم القبض في 13 ديسمبر 1981 على 73 اتهموا بالتخطيط لقلب نظام الحكم في البحرين وتأسيس جمهورية إسلامية على النمط الخميني.
ويشير«جوزيف كوستنر» في دراسة له بعنوان «انتفاضة الشيعة في الخليج» إلى أن متآمري «الجبهة الإسلامية» تلقوا تدريبات على استعمال المتفجرات وأعمال التخريب في إيران، وتم تهريبهم بصورة سرية إلى داخل البحرين، وسيستخدمون أسلحة مهربة، ومن ثم سيرتدون ملابس الشرطة البحرينية. ويأسرون بعض الوزراء كرهائن، ومن ثم يحتلون الإذاعة والتليفزيون ليلعنوا عن ثورة شعبية لتأسيس جمهورية إسلامية في البحرين بقيادة «هادي المدرسي» الذي سيبايع الخميني، ويتم بعدها ضم البحرين لإيران. ويضيف «كوستنر» أن الإيرانيين، آنذاك كانوا قد جهزوا طائرات عسكرية محملة بالجنود والعتاد في ميناء مدينة بوشهر لتكون مستعدة للانطلاق.


رغم نفي إيران لعلاقتها بالجبهة آنذالك، فإن المحاولات الإيرانية لزعزعة الاستقرار في البحرين استمرت، فكانت المحاولة الثانية في منتصف التسعينيات وتزعمها الفرع البحريني لحزب «الدعوة»، والذي شكل قادته فيما بعد «جمعية الوفاق الشيعية»، حيث اعتمدت على إثارة القلاقل وإشعال الحرائق مستخدمة أسطوانات الغاز في تفجير المحلات والمنشآت، إلا أن السلطات البحرينية أحبطتها، واستمرت إيران في العمل ضمن استراتيجيات معينة لتصدير الثورة للبحرين، فغيرت وبدلت استراتيجياتها إلى أن استطاعت أن يكون لها حضور سياسي وقوة تعمل في الشوارع والقرى في البحرين.


وتزامناً مع الحراك العربي في ما عرف بـ«ثورات الربيع العربي»، أراد شيعة البحرين القيام بثورة مماثلة بداية من 14 فبراير 2011، إلا أنها فشلت ودخلت قوات «درع الجزيرة» إلى البحرين في مارس من العام نفسه.


استخدام الهوية المذهبية في الحراك الوطني البحريني ألقى ظلالاً من الشك حول جدوى هذا الحراك والهوية المذهبية، فالإبقاء على الهوية المذهبية بوصفها قاعدة انطلاق للتغيير أو للمواقف السياسية شوهت فكرة الاندماج الوطني في البحرين. فالجماعات الطائفية لا يمكن أن تندمج في مشروع وطني طالما أبقت على تعريف ذاتها مذهبياً في الفضاء السياسي العام للدولة.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن عملية تسييس المذهب التي انتهجتها إيران منذ عام 79 انعكست على نظرة الشك للأقليات الشيعية في الدول الخليجية بشكل عام وللبحرين بشكل خاص لا سيما بعد محاولة «الجبهة» الإطاحة بالحكومة البحرينية عام 1981. استطاعت إيران زرع بؤرة الفتن في البحرين، وعملت على إشعالها وتأجيجها، وما زال النقاش مستمراً ومستفيضاً حول علاقة شيعة البحرين بإيران في ظل ثنائية الولاء الديني أم الولاء السياسي.