أحدث الأخبار
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد

تداعيات انخفاض أسعار النفط

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 08-10-2015


تدور تساؤلات كثيرة حول مدى قدرة الاقتصادات النفطية على تحمل تبعات انهيار أسعار النفط الحالية، علماً بأن اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي هي الأكثر استقطاباً للأضواء من بين الاقتصادات النفطية، وذلك لأهميتها وإنجازاتها. وتأتي هذه التساؤلات بحسن نية أحياناً من قبل الحريصين على بقاء اقتصادات دول المجلس قوية وأكثر استقراراً، وأحياناً أخرى بخبث من قبل المتصيدين، كالجار الإيراني المتشبث بخرافة الإمبراطورية.

الحقيقة التي نعرفها جيداً وندونها هنا، هي أن الاقتصادات الخليجية هي الأفضل بين كافة الاقتصادات النفطية، وهي الأكثر قدرة على التعامل مع تداعيات انهيار أسعار النفط (تحت 50 دولاراً للبرميل) ولذلك أسباب ومعطيات عديدة؛ أولها أن دول المجلس، وبالأخص الإمارات والسعودية والكويت وقطر، راكمت على مدى السنوات الخمس الماضية فوائض نقدية كبيرة تتيح لها التأقلم لعدة سنوات مع الأسعار الحالية أو حتى أقل منها، أما عمان والبحرين فيمكن مساعدتهما على التأقلم من خلال المساعدات الخليجية.

أما ثانياً، فقد تراكمت موجودات نقدية هائلة غير مسبوقة لدى البنوك الخليجية، حيث يمكن في حالات عجز الموازنات اللجوء إلى القطاع المصرفي المحلي من خلال إصدار سندات أو صكوك لتغطية هذا العجز والذي لن يؤثر كثيراً على الأوضاع الاقتصادية العامة، ففي نهاية التسعينيات عندما انهارت أسعار النفط لجأت المملكة العربية السعودية لهذا الأسلوب من الاستدانة، حيث تجاوز حجم الديون السيادية الداخلية 100% من الناتج المحلي للمملكة، وبمجرد تضاعف الأسعار تم تسديد الديون بسرعة كبيرة لتصل النسبة إلى الصفر حالياً، علماً بان هذه النسبة تبلغ 200% في اليابان على سبيل المثال، فالديون الداخلية تعتبر أقل تأثيراً من مثيلتها الخارجية ويمكن التعامل معها بمرونة أكبر.

ثالثاً، يمكن لدول المجلس القيام بإصلاحات مالية متاحة ستساعدها كثيراً على التأقلم مع انخفاض الأسعار، بما فيها إعادة النظر في الدعم غير المدروس وفرض ضريبة القيمة المضافة وتخفيض الإنفاق لبعض البنود غير الضرورية.

هذه وغيرها من الإجراءات والأدوات المالية ستتيح لدول المجلس التأقلم والمحافظة على استقرارها الاقتصادي وتحقيق معدلات نمو جيدة في ظل انخفاض الأسعار. صحيح أن هناك أوجه إنفاق مستجدة ومفروضة على دول المجلس، كمساعدة اللاجئين السوريين والعراقيين والحرب في اليمن، إلا أن دول المجلس قادرة أيضاً على التعامل مع ذلك، فالمساعدات الخارجية هي بند ثابت على الأجندة المالية لدول الخليج منذ نصف قرن، كما أن الإنفاق الحربي يأتي جزء كبير منه من خلال الاعتمادات المسبقة للدفاع والأمن، إذ يمكن التعامل مع الارتفاع المؤقت لهذه الاعتمادات.

ربما يقول البعض إن هذه وجهة نظر محلية وخليجية منحازة، علماً بأننا على قناعة بأنها نظرة موضوعية تأخذ بعين الاعتبار القدرات المالية الكبيرة لدول المجلس والتي لا يمكن تدوينها بالتفصيل في هذه المقالة المختصرة، لكن مهلًا دعونا نأخذ وجهة نظر غربية محايدة ومطلعة، إذ يقول الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني «جون ساورس» لمحطة «سي إن إن» والمطلع على تطورات المنطقة: «أعتقد أننا رأينا صموداً للسعودية على مر السنين، حيث إن حجم الدين الداخلي متدن وهناك احتياطيات ضخمة، كما أن تكلفة استخراج النفط تبلغ 10 دولارات للبرميل فقط. وعليه فإن وصول السعر إلى 40 دولاراً للبرميل ليس مشكلة كبيرة بالنسبة لهم من ناحية المبدأ». وما ينطبق على السعودية في هذا الصدد ينطبق على دولة الإمارات وبقية دول المجلس المتشابهة اقتصادياً.

لذلك، فإن النمو الاقتصادي الخليجي سيستمر في السنوات الثلاث القادمة رغم الانخفاض الكبير لأسعار النفط المرشحة للمزيد من التراجع في الفترة القادمة، إلا أنها ستعاود الصعود بعد ذلك نتيجة لارتفاع الطلب والذي سينجم عن تحسن الاقتصاد العالمي، وبالأخص الاقتصادات الكبيرة.