أحدث الأخبار
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد
  • 12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد
  • 12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد
  • 12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد
  • 12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد
  • 12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد
  • 12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:00 . ماكرون يدعو لإنهاء الاعتماد الأوروبي على أميركا والصين... المزيد
  • 11:59 . ولي العهد السعودي يبحث مع عراقجي أمن المنطقة والملف النووي الإيراني... المزيد
  • 05:56 . الإعلان عن مقتل وإصابة أربعة في الهجوم على سفينة يونانية بالبحر الأحمر... المزيد
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد

ذات صباح في مدينة معادية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-11-2015


حين دخلت هذه المدينة تحديداً، شعرت بتوجس وعدم ارتياح، لم انتبه لما كنت قد قرأته منذ مدة عنها وما يحدث فيها، وعن الجماعات التي ترفع شعارات النازية والعداء ضد الوجود المسلم والعربي تحديداً، شعرت منذ جلست على أول مقهى، وجاءت النادلة لتأخذ طلبي، بأنني شخص غير مرغوب بوجوده، وأن عليَّ مغادرة المكان، وهذا ما أكده مسلك النادلة الشقراء ذات الوجه العابس والمتوتر، تأملت في تصرفي منذ غادرت سيارة الأجرة ومشيي في الساحة العامة والتقاطي لبعض الصور وابتهاجي العميق بالطقس ورحابة ساحات المدينة، فلم أجد أنني قد أتيت بأمر يشي بتجاوز أو خروج على الذوق أو اللياقات العامة، إذن فلماذا أغلب ما في هذه المدينة مكفهر في وجه كل عربي؟ خمنت لاحقاً أن حركة عداء ما تسري في شرايين هذه المدينة من دون أي محاولة لإخفائها أو حتى الخجل منها، وكأن الألمان نسوا تماماً ما جرته النازية وما سببه لهم هتلر من كوارث بسبب عنصريته البغيضة، نعم الناس مصابة تاريخياً بفقدان ذاكرة اختياري حين يتعلق الأمر باستنهاض أنانيتهم القومية!

كان صباحاً شتائياً بارداً ومنعشاً فعلاً، بدأ المطر ينهمر على المدينة منذ المساء الفائت، لم يتوقف قرعه على سقف القرميد وزجاج النوافذ، استيقظت لأكثر من مرة خلال الليل، حيث ارتطام المطر الشديد بأسطح الحديد المغلفة للنوافذ لا يدعك تنام فعلاً، في الصباح كان المطر قد انسحب مفسحاً المجال لجو صحو بعض الشيء، لكنه شديد البرودة، ارتدينا ثياباً ثقيلة، وتوجهنا إلى مدينة دريسدن الواقعة شرق ألمانيا وعلى الحدود مع جمهورية التشيك، استغرقت الرحلة قرابة الساعتين بالسيارة، وحين وصلنا كانت أحجار الشوارع تلتمع بشدة إثر الأمطار التي لم تتوقف طيلة الليل، بدت المدينة مألوفة بالنسبة لي، لقد زرتها منذ نحو ثلاث سنوات، كانت كما هي جميلة واسعة، نظيفة وحميمة، كما وتعج بالسياح، وبالمتاجر الجميلة، لكنني التقطت المفارقة سريعاً، فلم يكن هناك أثر لعربي أو مسلم على الأقل بخلاف المرة السابقة، لكنني قلت لنفسي ربما لا يأتي السياح العرب إلى هنا في الشتاء، كنت قد نسيت حكاية التظاهرات العنصرية لحركة النازيين الجدد أو ما يعرف بحركة آل (بيجيدا) !!

في هذه المدينة القريبة من مما كان يعرف بدول المعسكر الشرقي، والتي يميل مزاج أهلها للشراسة والفجاجة ضد العرب والمسلمين، نشأت جماعات ضد ما يسمونه بـ (أسلمة الغرب) وضد (طالبي اللجوء) من العرب والمسلمين تحديداً، هذه الحركات لا تقوم على المثقفين أو الرجال المشتغلين بالسياسة ولكن تتشكل من المواطنين العاديين ومشاغبي كرة القدم والمتطرفين، وهم ينظمون تظاهرة احتجاج أسبوعية كل يوم اثنين، تحت شعار (نحن الشعب) و(لن نخدع مرة أخرى)!!

حمدت الله أنه لم يكن يوم اثنين، وأن حصيلتنا من العنصرية كانت معاملة متجهمة من نادلة المطعم وصاحبة إحدى المحال، قلت لنفسي كل الناس لا تتعلم من أخطاء التاريخ وليس العرب فقط!!