أحدث الأخبار
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد
  • 12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد
  • 12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد
  • 12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد
  • 12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد
  • 12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد
  • 12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:00 . ماكرون يدعو لإنهاء الاعتماد الأوروبي على أميركا والصين... المزيد
  • 11:59 . ولي العهد السعودي يبحث مع عراقجي أمن المنطقة والملف النووي الإيراني... المزيد
  • 05:56 . الإعلان عن مقتل وإصابة أربعة في الهجوم على سفينة يونانية بالبحر الأحمر... المزيد
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد

القبض على الزمن!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 21-11-2015

غادرت إسطنبول آخر مرة في نهاية شهر أبريل منذ ثلاث سنوات، لقد مر الوقت سريعاً، كما مر العمر بشكل أسرع، تتسرب السنوات بطريقة لا نشعر بها، لكننا حين نريد استعادتها أو يوم نلتفت للوراء بحثاً عنها وعن تلك الأوقات الملأى بالمباهج والشغف يكون الوقت قد انقضى، والفرصة قد ذهبت، فالأشياء لا تعود كما كانت، وكذلك البشر لا يبقون كما هم أو على حد تعبير الشاعر فاروق جويدة (فلا أنتِ التي كنتِ ولا الزمان هو الزمان). وحده التاريخ يقبض على الزمن، أقصد التاريخ حين يصير آثاراً وشواهد وقلاعاً وكتباً وسيراً ومتاحف، يصير زمناً محنطاً ومسيجاً بسياجات لا تعد ولا تحصى، وأول هذه السياجات الموت! فهذا التاريخ الذي نتفرج عليه عبر القصور والصور والمتاحف يقف الزمن بكل عظمته -جامداً ومسيطراً في الوقت نفسه - كجبل هائل بيننا وبينه، فلا نحن نستطيع استعادة التاريخ، ولا نحن قادرون على أن ننفض عنه جموده ونعيشه ثانية، كل حدث يمضى يغادر الزمن ويظل معلقاً في لحظة اللازمن كالموت تماماً!

حين غادرتها كان شيء من الغليان يحدث تحت قشرة المدينة، كانت حديقة قديمة بأشجار معمرة تحتل جانباً من ميدانها الشهير (ميدان تقسيم بنصبه التاريخي الضخم)، وكان هناك حديث عن تخطيط وتحديث وإزالة وبناء، بعد فترة ليست بالطويلة امتلأت نشرات الأخبار بصور وأنباء التظاهرات والمصادمات بين الجيش والشباب في الميدان، قيل إن ذلك بسبب رغبة الحكومة التركية في إزالة الحديقة، وقال البعض إنه بسبب إغلاق الحكومة لمحال بيع الخمور، وقيل إن السبب له علاقة بمؤامرات تتولاها أجهزة استخبارات خارجية، وتحديداً أوروبية رغبة في كسر النمو الاقتصادي المتسارع والهائل لتركيا، وقيل إن تلك المصادمات جزء من تداعيات الربيع العربي، وقيل إن مخابرات عربية لها علاقة بالأمر على خلفية دور تركيا الإقليمي، وموقفها من الإخوان والنظام السوري وقيل الكثير، لكن الذي استوقفني هو موضوع الحديقة القديمة !


يمكنني أن أصدق بسهولة أن تثور مدينة أوروبية بسبب إزالة حديقة أثرية، فمزاج الأتراك يميل في بعض توجهاته للتفكير الأوروبي، كما وأن قطع شجرة يعتبر جريمة كبيرة، فحين صعدت إلى أعالي جبال منطقة (بورصة) وجدت فرصاً استثمارية هائلة لبناء فنادق ومنتجعات هناك، إلا أن ذلك سيستدعي إزالة أعداد كبيرة من الأشجار، وهذا ما لن يُسمح به أبداً، لذلك فالمكان باقٍ على حالته الطبيعية، ما يعني أن الحفاظ على البيئة منهج تفكير للناس هنا وهو جزء من شخصية مراكمة التاريخ والحفاظ على المكتسبات، فلو لم يحافظ الأتراك على تاريخهم العريق (الذي ينظر إليه بعض العرب والأوروبيين بعدائية بسبب دور الدولة العثمانية القديم) لما كانت تركيا بهذا التألق والجذب السياحي العالمي. الناس، كل الناس كما رأيتهم يعشقون التاريخ، لأنهم يريدون الحفاظ على الزمن وفهم أسراره المغلقة، فالزمن واحد من الأسرار العظيمة في حياتنا وعمر الكون.