أحدث الأخبار
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد

«مطوعنا..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 22-11-2015


حينما نقول في الفريج: «المطوع»، لأن الجميع يعرف من الذي نقصده! هو ليس غريباً عنا، وقد حصل على لقب المطوع، ولم يطلبه، حصل عليه بسبب لحيته التي تكبر لحانا، وبسبب خجله الشديد واحمرار وجهه كلما ذكر أحدنا نكتة بذيئة، حصل عليه بسبب ذلك الاستنكار الذي يعلو وجهه، حينما يستخدم أحدنا كلمة لم ترد في قاموس الأدب.. حصل عليه لأننا نراه دائماً مبتسماً وهو يسبقنا إلى المسجد، بلاشك يوجد في فريجكم مثله، في أسرتي وأسرتك، في عملي وعملك، لمطوعنا بصمته الخاصة في أداء الأمور، ففي المباريات «الفريجية» خصوصاً في كلاسيكو الرقة × الخان، يمكن تمييزه بسهولة بسبب الضاغط الذي يرتديه أسفل ملابس الرياضية، والذي يستر ما فوق ركبته.. يمكن تمييز وجوده بجوارك ــ وإن لم تره ــ بسبب طِيبه المميز الذي لا يفارقه، نلجأ إليه عند انكسارنا، ونثق به عند حاجتنا لوضع أماناتنا عند أحد، نرتاح لابتسامته الوضاءة، ونستغرب ذلك النور الذي يصحبه دوماً، نجترّ السنوات فلا نذكر أننا سمعنا منه لفظاً سيئاً، بينما نحن من نتسلى بإغاظته دوماً بالحديث الخادش عن مغامراتنا، يعجبنا ذلك الارتباك الذي يظهر على وجهه بين فطرته السليمة، ورغباتنا المريضة!

 

مطوعنا لم يكن «داعشياً» ولا إرهابياً قط، لم يؤذِ أحداً في حياته، بل كان اليد الحانية دوماً، لم يقتل طيراً حينما كنا نجرب مهاراتنا في الرماية على أسطح الجيران، لم يسرق معنا حينما استبحنا «سياكل» العمال.. كان صاحباه دائماً: الأدب والخجل.. مطوع شعبي ــ إذا صح التعبير ــ لا يعرف شيئاً عن الجماعات المتشددة، ولا التنظيمات السياسية، ولا يفهم ما هو مصطلح الإسلام السياسي، لم يبع أو يشترِ بدينه.. فلماذا يصرّ البعض على وضعه في سلة الآخرين؟ لماذا تؤذونه؟!

 

البعض الذي يرى في أي أمر يحدث في العالم فرصة للانتقام من جميع المطاوعة، بحكم الواقع، هؤلاء لا يختلفون عن «داعش» كثيراً.. فـ«داعش» يضع جميع من ينعتهم بالكفرة في سلة واحدة، وهؤلاء يضعون كل من ينعتونهم بالمطاوعة في سلة واحدة! التطرف والتطرف المضاد لا يختلفان كثيراً، الذي يعتبر إغلاق مسجد نصراً شخصياً له، لمجرد أن أحد المتطرفين كان يصلي في ذلك المسجد، هو نسخة أخرى من «الدواعش»، ولكن بنكهة مختلفة!

لم أعد أرى ابتسامة مطوعنا كما كانت، ففي الماضي كان أهالينا يحسّون بالاطمئنان حينما يروننا نمشي مع «شلة مطاوعة» ويتمتمون: الله يهديكم. اليوم لا يمكننا إنكار التوجس فيهم عند رؤيتنا نسير إلى جانب مطوعنا المسكين، كل ما يريده مطوعنا هو ألا تأخذوه بجريرة غيره.. ألا تفهموا خجله على غير ما هو عليه.. أن تحبوه بسيطاً نقياً من دون سوء ظن مسبق.

أحبك يا مطوعنا لأنني أعرف من أنت وما أنت! فكن أنت وما أنت!

ولو كنت متاكداً أنك ستقرأ مقالتي على «آي فون»، لوضعت لك سطرين من الورود الحمراء!