أحدث الأخبار
  • 11:14 . مجموعة بحثية: تنظيف موقع إيراني قد يمحو أدلة على تطوير سلاح نووي... المزيد
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد

عز الشرق أوله دمشق!

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 08-12-2015


اجتمعت كل جيوش العالم في سورية. جحافل وأساطيل، مَلأَت البحر حَتَّى ضَاقَ عَنها، وأشعلت جوف السماء قاذفات تمطِر السوريين موتاً وبراميل متفجرة. باتت سورية اليوم مكان القسمة والتقسيم. الكل جاء إلى دمشق لأخذ حصته من المنطقة. اجتمع الروم والتتار والفرس، واتحدوا على اقتسام الدولة العربية، دولة بني أمية. جاؤوا باسم الحرب على الإرهاب. يحاربون شبحاً اسمه «داعش». سيقتلون مَنْ بقي من أطفالنا، ويهشّمون ما تبقى من دِمَشْق التي أنجبت طُلَيْطِلَة، وجعلت بني العباس يزهون ببغداد. سيدمّرون سَرِيرَ الشّرقِ، وواحته المزهرة. ويبعثرون الوطَن الذي حوى تنوُّع الأَجْنَاس وَالأَدْيان بسماحة الحضارة الإسلامية. سيعاودون رسم صورة جلق، ويغيِّبون ذكر الوليد بن عبدالملك ورسمه. لن يسمحوا لأحد بعد اليوم بمناداته، وتذكُّره والتذكير به. سيغيّرون ملامح المسجد المحزون وتاريخه، سيعاودون على مسامعنا قول شوقي «فلا الأذان أذان في منارته إذا تعالى ولا الآذان آذان»، وسيعود الأذان في دمشق غريباً كما بدأ أول مرة!



مروعٌ حشد جيوش الأرض في سورية. ونتائجه موحشة. دمشق هي منارة الحضارة العربية، اجتمعوا لخطفها من تاريخها وأهلها. تركوا «داعش» يهدّم آثارها، وغضّوا الطرف عن إيران لتهجير أهلها. كلّهم يترقّب اكتمال تشويه صورتها القديمة، وهدم مسجدها، حتى ينفضّوا إليها، وينقضّوا على أرضها، سعياً إلى هدم رمزية دمشق عند العرب والمسلمين. سيقسّمون سورية دويلات، تُوزِّع تركتها على الأقليات. هكذا تلوّح التصريحات، وتشي المؤتمرات. هكذا يخطط شركاء الحرب على سورية. كل يطمحُ لأخذ حصته منا ومنها.



خمس سنوات مرّت، ونحن مشغولون بطائرة أُسقِطت، أو سقطت. وحدود ستُغلق، أو أُغلِقت، وأخرى ستُفتح أو فُتِحت. ومؤتمرات ستُعقد أو عُقِدت، وفصائل اجتمعت، وتفرّقت. أخذتنا حماسة الدفاع عن السلطان من كيد القيصر وعجرفته. نترقّب دخول المقاتل التركي والفرنسي والبريطاني والأميركي إلى بردى، نكفكف الدموع، ونسأل الله السلامة. نعيش دهشة المواجهة المرتقبة، بين جحافل الغزاة، ونسأل ماذا سيفعل الروس والأتراك، وما هو مصير الأكراد والأرمن، ونسأل عمّن له تاريخ بيننا، ومَنْ له حق في شامنا وأرضنا، وتاريخنا ما عاد أحد عنه يسأل. هل نسينا أن عزّ الشرقِ أَوَّلُهُ دِمَشْقُ؟... وأن «دم الثوار تعرفه فرنسا وتعلم أنه نور وحق»، و «للأوطان في دم كل حُر يد سلَفَت ودَين مُستحَقُّ»!