أحدث الأخبار
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد
  • 12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد
  • 12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد
  • 12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد
  • 12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد
  • 12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد
  • 12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:00 . ماكرون يدعو لإنهاء الاعتماد الأوروبي على أميركا والصين... المزيد
  • 11:59 . ولي العهد السعودي يبحث مع عراقجي أمن المنطقة والملف النووي الإيراني... المزيد
  • 05:56 . الإعلان عن مقتل وإصابة أربعة في الهجوم على سفينة يونانية بالبحر الأحمر... المزيد
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد

ماذا يجري في اليمن؟

الكـاتب : محمد صالح المسفر
تاريخ الخبر: 08-12-2015


أعلم أن حديثي اليوم لن يعجب الكثير من المهتمين بالشأن اليمني، ولكن إيمانا بحرية الرأي في بلادي قطر والتزاما بالمسؤولية، فمن حقي أن أبدي رأيي، لعل كلماتي في الشأن اليمني تسمع من به صمم من القيادات اليمنية ودول مجلس التعاون، قبل أن تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، ومن ثم نكون من النادمين.



كان لي رأي في المبادرة الخليجية في الشأن اليمني، قبل عزل علي عبد الله صالح وقد أبديت ذلك الرأي في حينه في وسائل الإعلام المختلفة، بمعنى أنني لم أكن متفقا مع الكثير من نصوصها، ولست اليوم في حاجة إلى إعادة طرح وجهة نظري في تلك المبادرة التي أعطت علي عبد الله صالح الحصانة الدائمة له ولكل من عمل معه خلال ثلاثين عاما ونيف، وأعطته الحق في نصف مقاعد السلطة التنفيذية والجيش والأمن، وأبقته رئيسا للمؤتمر الشعبي العام الذي يملك الأغلبية بالبرلمان.
عندما كانت دول مجلس التعاون الخليجي المهتمة بالشأن اليمني تبحث عن بديل عن علي عبد الله صالح، كان رأيي لمن التقيت بهم من الذين يستمعون القول، لا تراهنوا على رجل ضعيف لقيادة اليمن، وكان همّ القوم في الشأن اليمني أمنيا أكثر منه سياسي، وكانوا يبحثون عن رجل يستطيع أن يحقق لهم ولليمن الأمن حسب تعاريفهم للأمن، وينخرط في حرب القاعدة «الوهمية» في اليمن.
تسربت المعلومات إلى أن أعين أهلنا في مجلس التعاون شاخصة نحو نائب الرئيس في حينه، عبد ربه منصور هادي. قلت لمن كان يستمع إليَّ: إنكم إذا لمن الخاسرين، كيف تأتون برجل لم يقل كلمة واحدة علانية على مدى ثلاثين عاما ليقود اليمن في ظروف غاية في السوء، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وليس هناك انسجام اجتماعي من أجل الوحدة اليمنية، ودعاة الانفصال في الداخل وفي الخارج يعدون العدة ليوم الفصل.

عُيِّنَ عبد ربه منصور هادي رئيسا لجمهورية اليمن لفترة انتقالية، وجدد له لفترة أخرى، وفي كل يوم يزداد اليمن تدهورا، فلا أمن استقر، ولا إشباع من جوع تم، وتكاثر الوسطاء، إقليميين ودوليين، لإصلاح الشأن اليمني، ولكن دون جدوى، لأن الرأس غير صالح، لأنه بلا رؤية لإنقاذ اليمن من التهلكة. جنوب اليمن تعتصره الأزمات، البعض ينشد الانفصال عن الشمال وإيران غير بعيدة عنهم، والبعض يعمل على ترسيخ قواعد الوحدة، وآخر ثالث همه تعظيم الأرباح الذاتية ولا يهمه لمن تكون السيادة في جنوب اليمن، للوحدة أو للانفصال.
العاصمة صنعاء بركان متفجر، الرئيس المحصن علي عبد الله صالح يتربص ويحيك خيوط اللعبة، بيده المال والقوة العسكرية المنظمة، له أنصاره، وأصحاب المصالح من حوله متربصون لإسقاط سلطة عبد ربه منصور غير الواعية، الجيش يتفكك لضعف القائد الأعلى للقوات المسلحة منصور هادي، القائل يجب أن يبقى الجيش محايدا في الصراعات المسلحة التي تعتصر اليمن، والحرس الجمهوري الموالي للرئيس المعزول يشتد ساعده. بدأ الزحف نحو العاصمة صنعاء من صعدة واجتث أهل دماج من منازلهم وشتت شملهم ووصلت جحافل الحوثي إلى عمران وطوق العاصمة صنعاء، والقيادة السياسية الانتقالية في صنعاء تتخبط، لأنها بلا مشروع لإدارة الدولة وأزماتها.
تم الاستيلاء على العاصمة واحتجز الرئيس المؤقت عبد ربه منصور وحكومته ولم يعترف بأن العاصمة لم تعد تحت إمرته إلا بعد وصوله فارا إلى عدن، لأنه لا يرى ولا يسمع، فرح بالمنصب ولا غيره.
الخليجيون أصحاب الهم الأمني في اليمن لم يتدخلوا في كل ما يجري من دماج إلى صنعاء في الوقت المناسب، وانفلت الزمام من أيديهم، وأصبحوا بما فعلوا في اختيارهم للرجل الضعيف نادمين.

هذا الأسبوع، أحدث الرئيس عبد ربه منصور زلزالا سياسيا على مستوى السلطة التنفيذية دون تشاور مع نائبه ورئيس وزرائه، أو حتى مع قيادات اللقاء المشترك، وما أجراه يخالف الأعراف السياسية ويضعف هيبة الدولة في المجتمع الدولي، إذ إنه يظهر رئيس السلطة التنفيذية نائبه بأنه فقط صورة لإكمال لوحة الديكور، ويظهر نفسه أمام الخلق بأنه لا يعرف القواعد السياسية في إدارة الدولة.
وليته في تعديله الوزاري أتى بشباب ثورة فبراير 2011 الذين أجبروا علي عبد الله صالح على تسليم السلطة رغم جبروته، وليته لم يقفز على قيادات اللقاء المشترك دون مشورتهم. لقد اختار في تعديله الأخير غير الدستوري، وجوها قديمة لم تنفع اليمن عبر ثلاثين عاما، بعضهم ترجف يديه عند تناول فنجان القهوة، بعضهم ذبلت ذاكرته إلا ذاكرة ريعان شبابه، بعضهم أقارب والبعض الآخر عقارب.
أستثني من ذلك السيد عبد الملك الخلافي الذي عين وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، فهو بلا سوابق في الإدارة اليمنية، ونتمنى له التوفيق، وعليه دور هام في تقريب المواقف بين الرئيس ونائبه ليظهر أمام الخلق في الداخل والخارج بأنه رجل الدولة ومن شباب ثورة فبراير.

قمة مجلس التعاون ستنعقد في الرياض الأسبوع المقبل، وملف اليمن أول الملفات أهمية، وفي هذا الشأن إذا اختلف القادة الخليجيون في الشأن اليمني لأي سبب كان، فقل على الخليج العربي السلام، عدو من الشمال الشرقي للخليج يتربص، وعدو في الجنوب مسلح ويقاتل، وبالأمس دخل العراق أكثر من مليون إيراني يقولون إنه دخول مستنكر من العراق وإيران،
والكاتب يقول إنه دخول متفق عليه، وقد أصدرت الحكومة الإيرانية بيانا تؤكد أن من سيعود إلى إيران من ذلك الزحف نحو العراق سيتعرض للمحاكمة!، معنى ذلك أنه لن يعود أحد منهم.
آخر القول: يرى الكاتب أن عبد ربه منصور لم يعد صالحا لقيادة اليمن بمفرده وعلى دول مجلس التعاون مساعدته في اختيار مجلس رئاسي لإدارة الدولة، أقترح أن يكون من بينهم نائب الرئيس بحاح، ووزير الخارجية الخلافي.. حفظ الله اليمن وحفظ الخليج من كل شر.