في أحاديث المتخصصين حول أنشطة جهاز «الموساد» حيال الإسلام ونظرته إليه والأهداف التي توجه ذلك النشاط وما يتسم به من مهاجمة للإسلام، يتضح أن إسرائيل جنّدت كل قواها، وخاصة وسائلها الإعلامية، لخدمة تلك الأهدف المعادية والمحرضة. ولإنجاح استراتيجيتها في هذا الصدد عمدت إلى إثارة نار الفتنة بين الحضارتين المسيحية والإسلامية، مستغلة في ذلك بعض الهجمات الإرهابية التي وقعت على أيدي متطرفين إسلاميين ضد أهداف غربية، وآخرها هجمات باريس، والتي يرجّح كثير من المحللين للشأن السياسي والأمني وجود دور لإسرائيل في التخطيط لها. ولم تكن وزيرة الخارجية السويدية «مارغوت وولستروم» بعيدة عن الحقيقة القائلة بأن إسرائيل تقف بشكل غير مباشر وراء تفجيرات باريس، خاصة عندما قالت لإحدى القنوات التلفزيونية: «هناك ما يدعو للقلق في أنحاء العالم كافة، لأن هناك كثيرين يتحولون إلى متطرفين، حيث يرى الفلسطينيون أنفسهم من دون مستقبل وعليهم إما تقبل الوضع البائس أو اللجوء إلى العنف». وهي بذلك تشير إلى نقطة الخطر الأكبر المُصدِّر للإرهاب في العالم، خاصة أن نسبة 10 في المائة من تجارة السلاح في العالم تسيطر عليها إسرائيل. ومن المعلوم أن أكثر مبيعات إسرائيل من السلاح يتم إرسالها بوساطة 220 شركة خاصة إلى منظمات وشبكات إرهابية، في محاولة من إسرائيل لإعفاء نفسها من مسؤولية استخدام هذا السلاح في جرائم إرهابية.
وقد امتلأت الصحافة الإسرائيلية بكم هائل من الكتابات التحريضية، والتي تهدف إلى استعداء أوروبا على الإسلام والمسلمين. فقد دعا الكاتب الإسرائيلي «موديد تيرا» في مقاله «عن الحياة والموت»، أوروبا إلى طرد المسلمين من البلدان الأوروبية وتعزيز دور الأحزاب اليمينية المتطرفة لكي تمارس دورها في قمع الأقليات المسلمة المتعاظمة، وهو بذلك يريد من أوروبا أن تكرر ما حدث للمسلمين في الأندلس. أما الكاتب الإسرائيلي «لي راون هدار» فقد حذّر أوروبا من أن استمرار الهجرة إليها من العالم العربي والإسلامي بالوتيرة الحالية سوف يمثل لأوروبا خطة «انتحار وطني»، وأن الطابع الثقافي لأوروبا، حسب زعمه، سيتغير تماماً، والجالية اليهودية سوف تصبح أقلية في أوروبا. كما ذهب الكاتب «رؤوبين باركو» بعيداً في مقاله «طريق الإسلام إلى روما»، عندما قال: «هذه هي الحرب العالمية الثالثة بين الإسلام والعالم الغربي، والتي تستوجب التعاون بين الديمقراطيات والتنازل عن بعض قيم مستوى الحياة لمصلحة الحياة نفسها». ثم أضاف: «ما يحدث هو ميراث متعدد المراحل لحملة عالمية منظمة» تمهد لاستيلاء المسلمين على أوروبا وخصوصاً الفاتيكان، العاصمة الرمزية للعالم المسيحي.
وردّ الكاتب الإسرائيلي «زلمان شوفان» في مقاله «أوروبا ورياح الإسلام»، على المحلل الأميركي توماس فريدمان الذي كتب في صحيفة نيويورك مشيراً إلى أن الاتحاد الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد انتهى مع انتهاء الصراع بين روسيا والولايات المتحدة، حيث قال شوفان: «إن الخطر الإسلامي حالياً يهدد العالم أكثر من التهديد الذي كان يمثله الاتحاد السوفييتي».أما الكاتب «ارئيل شنيال» فدعا الأوروبيين إلى رفض السماح للمسلمين بالاندماج في مجتمعاتها، وعدم السماح لهم ببناء أي مسجد، ورفض منحهم حرية العبادة، بل إعادة ما تبقى من المسلمين إلى مناطق وجودهم الأصلية في أفريقيا وآسيا. وأضاف: «يجب استخدام المطرقة التي استخدمها الصليبيون في الماضي في حربهم على المسلمين، وهي المطرقة التي أضعفت الخطر الإسلامي وحمت أوروبا من الإسلام مدة 1200 عام». ودعا شينال إلى تدخل بري في بلاد المسلمين لاستئصال الإسلام من أجل تأمين أوروبا».