أحدث الأخبار
  • 12:34 . "التربية" تحظر الهواتف في المدارس... المزيد
  • 12:32 . وسط إرث من الخلافات والتوترات.. زيارة إماراتية رفيعة إلى الصومال... المزيد
  • 12:11 . الجزائر تستدعي القائم بأعمال السفارة الفرنسية وترفض بيانها حول منح التأشيرات... المزيد
  • 11:49 . وزير الدفاع السعودي يبحث مع مسؤول أوكراني جهود حل الأزمة الأوكرانية... المزيد
  • 11:48 . دراسة: أبوظبي تحول الموانئ اليمنية إلى قواعد عسكرية وتعطل اقتصاد البلاد... المزيد
  • 11:24 . بلجيكا: تعثّر الائتلاف الحاكم في الاتفاق على عقوبات ضد "إسرائيل" والاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 11:14 . مجموعة بحثية: تنظيف موقع إيراني قد يمحو أدلة على تطوير سلاح نووي... المزيد
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد

مضايا... الإرهاب بالتجويع

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 12-01-2016


نهج التجويع المميت الذي ينفّذه النظام السوري و «حزب الله» اللبناني ضد أهالي مضايا، يُعدّ سابقة في التجرُّد من الأخلاق والقيم الإنسانية. الإرهاب بالتجويع في مضايا تجاوز في وحشيّته تجويع الصوماليين في أوغادين في سبعينات القرن العشرين على يد هيلاسيلاسي. إنه جريمة إنسانية تفوق في فظاعتها الجرائم التي مورست عبر تاريخ البشر.

حصار مضايا وتجويع أهلها يؤكدان مجدداً أن نظام بشار الأسد وميليشيا «حزب الله» يحاربان الشعب السوري، وبطرق تُعتبر سابقة في الانتقام والقسوة والتوحُّش، ويؤكدان أيضاً أن الجيش الروسي، وبقية الجيوش التي تحارب في سورية، تمارس الإرهاب ضد السوريين، وتجاهلُها المتعمّد لهذه الكارثة الإنسانية يشير بوضوح إلى أن الحلفاء الكبار ماضون في تحقيق أهداف النظام السوري، وتسهيل العبث بتركيبة السكان، والتبادل السكاني بين البلدات السورية لتعزيز قبضة النظام على المناطق المحاذية للحدود مع لبنان، وصولاً إلى عملية تقسيم سورية.

هذه الجريمة التاريخية الكبرى سترتد، حتماً، على الوضع في لبنان. الشعب اللبناني لن يغفر لـ «حزب الله « دوره الظالم في هذه المجاعة البشعة التي جاءت متعمّدة لأسباب مذهبية وطائفية، وبأساليب تذكّر بحروب العصور الهمجية. وسيُواجَه الحزب برفض شعبي لبناني غير مسبوق، وربما وجد نفسه في حرب مع مواطنيه، يصعب عليه الخروج منها. هذه المرة لن تنقذه شعارات «المقاومة والممانعة»، فمن يقتل الأطفال والنساء والمرضى السوريين بالحصار والتجويع، ما عاد قادراً على إقناع أحد بأنه جيش للمقاومة، وحماية الحدود واستعادة الأرض المحتلة، لأنه فاق في وحشيته، همجية الاحتلال الإسرائيلي.

جريمة مضايا المأسوية تشير بوضوح إلى حقيقة الوضع في سورية، والتي تشهد تعتيماً عليها. فحين تصبح كارثة بحجم قتل الناس جوعاً مغيّبة عن وسائل الإعلام، وعلى مدى ستة أشهر، فهذا يؤكد أن ما يحصل في مضايا واحد من مشاهد أشد نكالاً وقسوة.

الكاتب البريطاني ديفيد بلير تساءل في صحيفة «صنداي تلغراف» «إذا كان بمقدور سلاح الجو الملكي البريطاني إسقاط القنابل، فلماذا لا يُسقط مساعدات لإنقاذ المتضوّرين جوعاً في مضايا؟».

هذا التساؤل، المنطقي والأخلاقي، يكشف بوضوح عن أن جيوش الروم والتتار والفرس التي تصمت عن إرهاب التجويع وهي تدّعي الحرب على الإرهاب، إنما جاءت لتصفية بقية السوريين وما تبقى من سورية.