أحدث الأخبار
  • 12:34 . "التربية" تحظر الهواتف في المدارس... المزيد
  • 12:32 . وسط إرث من الخلافات والتوترات.. زيارة إماراتية رفيعة إلى الصومال... المزيد
  • 12:11 . الجزائر تستدعي القائم بأعمال السفارة الفرنسية وترفض بيانها حول منح التأشيرات... المزيد
  • 11:49 . وزير الدفاع السعودي يبحث مع مسؤول أوكراني جهود حل الأزمة الأوكرانية... المزيد
  • 11:48 . دراسة: أبوظبي تحول الموانئ اليمنية إلى قواعد عسكرية وتعطل اقتصاد البلاد... المزيد
  • 11:24 . بلجيكا: تعثّر الائتلاف الحاكم في الاتفاق على عقوبات ضد "إسرائيل" والاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 11:14 . مجموعة بحثية: تنظيف موقع إيراني قد يمحو أدلة على تطوير سلاح نووي... المزيد
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد

ثقافة الهاتف

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 13-01-2016


في صباح شرقي جميل، نزلتُ من أحد فنادق بيروت لأمشي على شاطئها الأبيض. توقفت بعد الجولة القصيرة لأشتري صحيفة، وعندما فتحتها انزلق منها كتاب «رحلة ابن جبير»، الذي يحكي عن رحلات رحّالة أندلسي، خرج من غرناطة ثلاث مرات يقصد رؤية العالم واكتشاف الحياة. كان ذلك الكتاب الصغير مدخلي إلى عالم أدب الرحلات، وبسببه عشقتُ بيروت والجبل ومكتبة صغيرة مختبئة فيه، يقدم إليك صاحبها العجوز فنجان قهوة وأنت تتصفح الكتب.

وفي «خلوة المئة»، التي عُقدت قبل يومين، بحضور 100 شخصية إماراتية بين وزير وإعلامي وكاتب وناشر، ناقشنا عشرات الأفكار التي من شأنها أن تُشجع ثقافة القراءة في الإمارات. الجميل في الخلوة أنها كانت انطلاقة لاستراتيجية طويلة المدى لنشر ثقافة القراءة في المجتمع، وغرسها كقيمة راسخة فيه. حكى لنا الأديب الإماراتي محمد المر عن طفولته عندما كان يذهب مع والده إلى السوق، فيتركه في المكتبة ويمضي لقضاء حوائجه. يقول المر: «إن المكتبة كانت في البداية سجنه، ولأن السجن يوحي بالوحشة والقطيعة عن العالم، لم يكن أمامه خيار سوى اكتشاف الكتب، ومع مرور الأيام تحوّلت زيارة المكتبة والقراءة إلى عادة وقيمة في حياته».

خرجنا من الخلوة بمادرات وأفكار كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، إلا أن أجملها هو إعادة مشروع «كتاب في جريدة»، الذي كان منتشراً في الصحف العربية بدعم وتشجيع من «اليونيسكو»، إلا أننا اقترحنا أن تُسمى المبادرة «كتاب الشهر»، بحيث يُوزع الكتاب مع كل الصحف مرة كل شهر. ثم يُناقش في الإذاعات والمحطات الفضائية، حتى يعتاد الناس وجود الكتاب بينهم. واقترحنا تطوير المكتبات العامة، وإنشاء مكتبات في الأحياء تكون مقصداً لسكان الحي يقضون فيه أوقاتهم. واقترحنا أيضاً خلق سوق للكتب المقروءة والمسموعة وملخصاتها على منصات الهواتف الذكية.

في نهاية اللقاء الذي تكلل بزيارة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قال سموه: «إن من يستخدم الهاتف فقط سيخسر، لأن القراءة هي غذاء الروح». ورغم أن الهاتف لا يفارق أيدينا، فإن قليلاً منا يدركون أنه حقاً لا يكفي. فالقراءة تجربة وجدانية تُطهّر روح مرتكبها، تزرع فيه معاني لم يتصور أنها موجودة في هذا العالم، وترحل بعقله إلى أطراف الكون. القراءة ليست فعلاً للتعلم فقط، بل أحد حقوق الإنسان التي تنازل كثير منا عنها، دون أن يشعر بأنه صار رهينة «التواصل» والتسلية. لا تفهموني خطأ، فأنا لا أدعو إلى ترك الهاتف والاعتكاف في المكتبات، لكنني أتمنى أن نحوّل هواتفنا إلى وسيلة أخرى من وسائل المعرفة، وأتمنى ألا نُضخّم فكرة المعرفة ونحصرها في أمهات الكتب، وألا نُقزّمها في شاشة صغيرة. تقول الحكمة: «القراءة نافذة نُطِلُّ منها على العالم». شكراً للوزير محمد القرقاوي وفريق عمله الرائع على تفعيل هذه المبادرة الجميلة.