أحدث الأخبار
  • 05:56 . الإعلان عن مقتل وإصابة أربعة في الهجوم على سفينة يونانية بالبحر الأحمر... المزيد
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد
  • 10:46 . الحوثيون يتبنون إغراق سفينة "ماجيك سيز" غداة استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد

لأنها هناك

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 20-01-2016


في فيلم The Walk يسعى الفرنسي فيليب بيتيت في العام 1974 للمشي على سِلك معدني معلق بين قمّتي برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك اللذين كان العمل على إنشائهما قد شارف على الانتهاء. يصر فيليب على اقتراف تلك المخاطرة العظيمة رغم استحالة المهمة، وعندما سأله البعض لماذا يبحث عن الموت قال لهم: «بل أبحث عن الحياة». وحدهم أصدقاؤه ظلوا مؤمنين به حتى النهاية.

وخلال مقابلة مع مجموعة من متسلقي الجبال المحترفين سُئِل أحدهم عن سبب إقدامهم على مغامرة خطيرة كتسلق قمة إيفرست فقال ببساطة: «لأنها هناك، ويكفي أن نكون معاً حتى نصل». يقول جلال الدين الرومي: «تُلَقّنُ الحكمة على لسان الواعظين بقدر همم المستمعين». أي إن صاحب الحلم يحتاج إلى أن يكون في الوسط المناسب حتى يتمكن من تحقيق حلمه، والوسط المناسب يعني أن يكون مع أناس يساندونه، أو على الأقل يلهمونه للمضي قدماً، ولا يعني ذلك أن تكون الظروف كلها مواتية، بل أن تكون دافعة، فجبران خليل جبران الذي امتلأت حياته بالغربة والهزيمة والانكسارات العاطفية لا يمكننا أن نقول عنه إنه عاش حياة سعيدة، لكنها رغم البؤس والمرض كانت تدفعه للإبداع والكتابة، لأن الكتابة كانت هناك، ولأن ماري هاكسل التي عشقها وعلمته اللغة الإنجليزية والرسم وكانت تُصحح له أعماله كانت هناك أيضاً.

وكذلك هي حال فيليب ومتسلقي إيفرست وكل «الغريبين» والعلماء والمبدعين والمخترعين، يفعلون ما يفعلون لأنه هناك، لا مكاسب مرجوة، لا أهداف تتحقق، لا سعادة متوقعة.. لا شيء سوى الاستمرار فقط. سألتُ مرة عالِم ذرة في المركز الأوروبي للأبحاث النووية بجنيف: لماذا يقضي عمره في البحث عن جسيمات لا تُرى ولا يعرف عنها شيئاً؟ فأجاب تماماً مثلما قال متسلق الجبال: «لأنها هناك». ثم تابع: إن «البحث عن المجهول هو الذي يفرق بيننا وبين الحيوان». أشعر أحياناً بأن كل ما أقوم به لا فائدة منه، وأقول في نفسي «انسحب من الحياة العامة واعمل في شيء يدر عليك المال». إلا أنني حين أخرج من بيتي كل صباح أقول في نفسي إن كل الذين حققوا شيئاً يستحق التذكر لم يفعلوا ذلك لأنه هناك فقط، بل لأنهم يعلمون بأنهم هناك أيضاً، حقيقتهم وقيمتهم تتجلى أمامهم كلما أدركوا أنهم مازالوا قادرين على الاستمرار.