أحدث الأخبار
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد

إيران في عيون عربية

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 25-01-2016


منذ انتصر المأمون على أخيه، والتراب العربي مرتبك دوماً من جاره الشرقي، ويقع رهينة لتدخلاته. لم يتقبل الفرس قدوم العرب كفاتحين، ساد الإحباط لديهم في البدايات من الجار القادم من الصحراء، فهم يرون أنفسهم أهل حضارة متقدمة عليه. كان الصراع منذ البداية، صراعا سياسيا قوميا، وكان الدين، رابطة هذه العلاقة بين الشعبين، مستخدماً بقوة في هذا الصراع.
بعد الثورة الإسلامية في إيران، كان الأمل أن يتم التخلص من إرث الدولة الصفوية الذي كان ممعناً في ثقافته الطائفية القائمة على القسر بالمذهب، وترويج السب والشتم ومجالس البكائيات. لكن الوضع اتجه للأسوأ، بل وكما يقول حسن العلوي في كتابه «عمر والتشيع»، تم التراجع عن نقد الدولة الصفوية الذي كان قائما في وقت الشاه. ويعود الاحتفاء بإرث الدولة الصفوية لكون ثورة الإمام الخميني تتماهى وتتماثل مع حركة إسماعيل الصفوي «كونهما تأسيساً لدولة التشيع برؤيتين». هذا الموقف الثقافي الحاد في تباينه، كان مغذياً ودافعاً لما هو أسوأ: ركوب حصان «الطائفية» لغرض الهيمنة السياسية، ودعم الجماعات المسلحة الطائفية في المنطقة العربية لتتمدد رغماً عن الدول وسيادتها.
أحد أجزاء القوة لدينا في الصراع الاستراتيجي والسياسي مع إيران اليوم، يكمن في التوافق الواسع بين الرؤية السياسية والاجتماعية بكل أطيافها الشعبية والدينية. هذا الشهر، نشر مركز الجزيرة للدراسات نتائج استطلاع أجراه المركز مع النخب العربية حول الموقف من إيران. شمل الاستطلاع الذي أشرفت عليه الباحثة فاطمة الصمادي، 860 مستجيباً، من 21 بلداً عربياً.
استقصى هذا الاستطلاع رأي النخب العربية من الأكاديميين والباحثين والمثقفين، أي أنه، وإلى حد ما، يحمل تصورات أعمق من الانطباعات الشعبية، وكذلك ليس مقيدا بتعقيدات الرؤية لدى السياسيين. وكما هو متوقع، أكد الاستطلاع عبر أكثر من ثلاثة أرباع النخبة العربية (%87)، أن العلاقات الأمنية مع إيران سيئة وسيئة للغاية. ويأتي الملف الأمني في مقدمة التقييمات السلبية في هذه العلاقة، مقابل سلبية العلاقات الاقتصادية والثقافية التي جاءت أقل حدة. كذلك لا تتوقع غالبية النخب العربية تحسنا في العلاقات مع إيران في مدى الخمسة أعوام المقبلة، وتوقع نصف المستجيبين أن العلاقات السياسية ستتجه إلى مزيد من السوء.
أما أهم سبب لتدهور العلاقات الإيرانية، فتمثل في الصراع على الدور السياسي والنفوذ، بحسب ترشيح %39 من المستجيبين، تلى ذلك التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية بنسبة %29، والمشكلة الطائفية بنسبة %25. إن التدخل الإيراني القادم من صراع النفوذ لا يغيب عن ذهن المتابع العربي. إيران تتدخل عبر الجماعات والميليشيات لأنها لا تريد أن ترى دورها يتقلص في المنطقة، وبالخصوص مع محدودية رأس المال السياسي والاقتصادي الذي تمتلكه إيران.
تأتي هذه النتائج السلبية والتوترات الكبيرة، في وقت ترى فيه غالبية النخب العربية وجود القواسم المشتركة بيننا وبين إيران. وقد اتفق %89 من المستجيبين على أن رجال الدين في إيران يوترون العلاقة مع العالم العربي، و%69 رأوا أن رجال الدين في العالم العربي يفعلون الأمر نفسه. يبقى أن الاستطلاع حافل بنتائج أخرى لهذه القضية الهامة. الغالبية من المشاركين عبروا في الاستطلاع أنهم أصبحوا أكثر اهتماما بالشأن الإيراني، وباعتقادي هناك الكثير غيرهم ممن أصبح يهتم بالمسألة الإيرانية والموقف منها، وهنا تكمن أهمية الاستطلاع وموضوعه.