أحدث الأخبار
  • 05:56 . الإعلان عن مقتل وإصابة أربعة في الهجوم على سفينة يونانية بالبحر الأحمر... المزيد
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد
  • 10:46 . الحوثيون يتبنون إغراق سفينة "ماجيك سيز" غداة استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد

الفشل الأممي في سوريا

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 01-02-2016


أتى تحفظ المعارضة السورية ممثلا في الهيئة العليا للمفاوضات عن المشاركة في مؤتمر جنيف-3 مبرراً، أمام تعنت المجتمع الدولي وعمله على تبني أجندة إيرانية روسية تهدف إلى وضع الحرب على الإرهاب كأولوية، بينما يتم تجاهل الحصار والتجويع واستمرار القصف على المدن السورية، وتهميش عملية الانتقال السياسي المطلوبة في سوريا والتي تهدف إلى إسقاط النظام غير القابل للإصلاح، والمسؤول الأول عن الأزمة في سوريا.
حين أقرّ مجلس الأمن خطته التي سُميت «بالطموحة» في الثامن عشر من ديسمبر الماضي لحل الأزمة في سوريا، والتي تتمثل في إنجاز مفاوضات بين المعارضة والنظام السوري تخلص إلى عملية انتقال سياسي تنهي الحرب في سوريا، كانت الأنظار تتطلع إلى شهر يناير وما سيحدث. وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس حينها أعلن عن ضرورة وجود الضمانات لرحيل الأسد، فبحسب قوله «كيف يمكن لرجل أن يجمع شعباً بعدما أسهم إلى حد كبير في المذبحة». كان من الصعب التفاؤل بالمجتمع الدولي ودوره، بعد الانحدار المخيف الذي مرت به الأزمة السورية على مدار سنوات، ولم ينلها من المجتمع الدولي غير خداع الوعود والتسويف.
سريعاً انكشف الدفع الدولي إلى تبني أجندة إيرانية روسية تهدف إلى التغاضي عن النظام السوري والتركيز على محاربة أطراف غيره. وكان تحفظ المعارضة عن المشاركة، أو المشاركة بوفد صغير غير تفاوضي، هو كما يقول برهان غليون لأجل تصحيح وجهة المفاوضات كي تتبنى عملية انتقال سياسي، وكذلك حل الملف الإنساني وإيقاف الحصار والقصف قبل بدء أي مفاوضات سلام.
إن الدول التي تشهد جرائم ضد الإنسانية كسوريا تتطلب تدخل المؤسسات الأممية والدول الكبرى دون انتظار مشاركة أحد. ما يحدث في سوريا هو العكس، يُطلب من القوى المشاركة تجاهل هذه الجرائم وتهميشها وغض النظر عن النظام المسؤول عنها.
ومنذ بداية الثورة السورية قبل سنوات، لم يكن موقف التعليق والتسويف الدولي في دعم إسقاط الأسد موقفاً داعماً أو محايداً، بل مثّل دعماً للأسد على أرض الواقع. فالتناقض الحاصل من التصريحات المتتابعة حول فقدان الأسد لشرعيته وضرورة رحيله، مع عدم الدفع باتجاه ما يؤيد هذه الأقوال والنوايا، دفع نظام الأسد لمضاعفة إجرامه لعدم وجود ما يخسره سياسيا.
إن إغفال مصير الشعب السوري وما يتعرض له في معادلة القوى الدولية جريمة مماثلة لجريمة النظام. القوى الدولية مخدوعة إن ذهبت خلف حكاية النظامين الروسي والإيراني في جعل محاربة الإرهاب أولوية، التاريخ يخبرنا أن اللاعب الأول في كبح الإرهاب هو المجتمعات ودورها. فالمجتمع الناقم والمنقسم والمتعرض للفوضى والاضطهاد هو من تنمو لديه خلايا وحاضنات التطرف، أما المجتمع المعافى فيندر فيه ذلك. إن الفوضى الناتجة من استمرار القصف البربري وحملات الحصار والاعتقال والتعذيب لن تنتهي قبل أسبابها. النظام السوري والروسي يستمران في القصف البربري، ووراءهم ميليشيات إيران الطائفية، وفي الأخير نجدهم، ويا للظرافة السوداء، أول من يهتم للإرهاب ويزعم محاربته.
قيل سابقاً: إن الأزمة السورية انتقلت من يد الثوار وأصبحت بيد أطراف دولية، وما يحدث اليوم يعيدها إلى أيدي الثوار والمعارضة وداعميهم، إن تم تفويت هذه الفرصة الأخيرة من قِبَل النظام الدولي، الذي لا يزال دوره يتمثل في مساعدة النظام السوري ليتحاور مع نفسه.