أحدث الأخبار
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد

«صديقي المسؤول..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-02-2016


اتصل بي في صباح ذلك اليوم، ليخبرني بأن لديه ثلاثاً وأربعين دقيقة وعشرين ثانية، يمكننا أن نلتقي خلالها في أحد المقاهي الواقعة في منتصف الطريق بين فعاليتين يجب عليه أن يكون حاضراً في كل منهما.. قبل أن أجيبه، وقبل أن أقوم بعمل جرد ذهني سريع لتوافر أو عدم توافر «كندورة المناسبات»، التي أرتديها كلما التقينا، قال لي: لديّ ثلاث وأربعون دقيقة وعشر ثوانٍ.. وافقته بالإيجاب قبل أن أسمع عبارة «عند الإشارة»، وأنا أعلم أن الإشارات لا تمارس سلطتها عليه.

حينما التقينا كان متنكراً بتلك الطريقة الشعبية.. يضع نظارة سوداء كبيرة، ويلف الغترة على كتفيه اتقاءً لبرد وهمي.. يجلس إلى الطاولة التي أجلس إليها، وهو يلتفت حوله خشية أن يتعرف إليه أحد، فيفسد مراجعٌ ما لقاءنا القصير بمجموعة شكاوى من صعوبات الحياة، أو تفسد مراهقةٌ ما لقاءنا بتوسلها اللحوح لالتقاط صورة معه.. أقول له مازحاً: إن علاقتنا شرعية تماماً، فلماذا كل هذه الإجراءات؟! لماذا تشعرني بأنني عشيقة تحت الطاولة؟! يتنهد بحسرة وعيناه تقولان الكثير مما لا يستطيع قوله.. كل ما يريده هو حياة عادية، لم يعد بإمكانه أن يعيشها.

بيننا اتفاق غير مكتوب أن لا أسأله عن تفاصيل عمله، لأنه يأتي هرباً منه، وأن لا يسألني عن تفاصيل حياتي، لأني آتي هرباً (منها).. نتحدث عن كل شيء أحمق آخر.. أضحك كثيراً.. ويضحك بتحفظ.. فللمسؤولية تبعات.. أرغب بشدة أن أعانقه، ولكنني أخشى أن يضع عناقي في خانة الآخرين، فأحجم عن ذلك، وأكتفي بأن أعانقه في قلبي.. بصمت.. يغادر صديقي بسبب اتصال طارئ في اللحظة التي أكتشف فيها عشرات الاتصالات التي لم أسمعها، لأن هاتفي صامت كذكرياتي.. لكنني لا أهتم.. فأهم اتصال لم أرد عليه كان من شركة تصر على أن صحونها مقاومة للصدأ..! صدأ الصحون لم يعد هو أكثر أنواع الصدأ التي نخشاها، ولكن من يملك الجرأة لإبلاغ صاحبة الصوت الجميل بهذه الحقيقة!

اعتدنا أن نحسد كل من يتم وضعه في موقع مسؤولية، دون أن نتخيل للحظات حياتنا في مكانهم.. أن تصحو قبل صياح الديك.. أن تحرص على أن تكون في وضعية الجاهز للتصوير في أي لحظة.. أن لا تعبر عن أحاسيسك التلقائية إلا بحساب ردات الفعل من كل الأطراف.. أن لا تستطيع ممارسة هواية بذيئة أمام الآخرين.. أن تترك صغارك في المنزل قبل موعد صحوهم، وتعود للمنزل بعد موعد عودتهم إلى النوم.. أن تحاط دوماً بمن لا تعرف مدى وصدق حبهم عن مدى وصدق حاجتهم! اعتدنا أن نحسد أي شيء، وإن كان ما يتمنى صاحبه إلقاءه علينا! .. كي يعيش مثلنا!

أتمتم في داخلي بالنيابة عن صديقي بيتاً قاله شاعر أحببته لكثرة ما كرهه أعداؤنا وأعداؤه:

إن يحسدوني على موتي فوا أسفاً..

حتى على الموت لا أنجو من الحسد!