أحدث الأخبار
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد

آخر حكاية أندلسية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-02-2016


(المخطوط القرمزي)، رواية إسبانية تحكي قصة أندلسية خالصة، كتبها الإسباني الكبير أنطونيو غالا، بنَفَس أندلسي صرف، محاولاً تبرئة ساحة آخر ملوك المسلمين الأندلسيين (أبو عبد الله الصغير)، وإن لم يفلح في نفي الكارثة التي حدثت في عصره، وهي ضياع آخر الممالك (غرناطة)، فعلى الأقل، حاول جاهداً، وعبر سرد تفصيلي، وصل حافة الملل أحياناً، أن يقدم قراءة مغايرة لأسطورة الاستسلام والخنوع والهزيمة البائسة التي أضاعت ملكاً عظيماً لم يحافظ عليه!

ليس أنطونيو غالا فقط، ولكن كل منصف، عليه ألا يُحمّل (أبو عبد الله الصغير) هذا الإثم، فحتى أمه عائشة، التي تنسب لها تلك العبارة الشهيرة (ابكِ الآن مثل النساء ملكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال)، قد تجاوزت في لومها وتأنيبها له - إن صح عنها أنها قالت ما قالته - والسبب أن ملكاً عظيماً كالذي بناه العرب في الأندلس، المدن العظيمة، القصور، الجامعات، الأسواق، الفنون، العلوم، المصانع، و.. ما كان يمكن أن تضيع بسبب رجل واحد، ولا في يوم وليلة، ولا خلال عام أو اثنين.

سقوط الحضارات سنة من سنن التاريخ وسيرورة الزمن، فأين الإمبراطورية الإغريقية، والرومانية والفارسية والإسلامية، البريطانية والإسبانية و.. أين الملوك والأمراء والممالك والعظمة والمجد؟ كل شيء إذا بلغ الكمال، انتهى، وصل منتهى نهايته، عندها ينهار من داخله، تماماً كما قال الشاعر الأندلسي

لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول

من سره زمن ساءته أزمان

فهل كان «أبو عبد الله الصغير» - آخر سلاطين الأندلس- خائناً أضاع الأندلس، كما يروي التاريخ، وكما يحلو للبعض أن يردد دون تفكر؟.

في مخطوطه القرمزي، حاول أنطونيو غالا أن ينظر إلى أبو عبد الله الصغير، بعدالة أكثر، وبإنسانية أعمق، لذلك، وجدنا أنفسنا أمام شخص آخر غير الذي عرفناه، وغير الذي وقعت عليه لعنة التاريخ: إنه شخص من لحم ودم، يعيش الحياة مثلنا، ويبكي بحرقة لأنه يعرف أن التاريخ سيظلمه كثيراً.

كلنّا نتذكر قولة أمه وهي تؤنبه إذ تراه يلتفت مودعاً غرناطة لآخر مرة باكياً: «ابكِ كالنساء مُلكاً لم تصنه كالرجال»؟، وبعد خمسة قرون، نقف أمام ملك بني الأحمر لنعيش الإحساس نفسه، أننا أضعنا جميعاً هذا الفردوس الرائع!

(المخطوط القرمزي)، هو قصة حياة «أبو عبد الله الصغير» من منظور إنساني، لطالما افتقده الإسبان في تلك الأزمنة الغابرة!