أحدث الأخبار
  • 12:34 . "التربية" تحظر الهواتف في المدارس... المزيد
  • 12:32 . وسط إرث من الخلافات والتوترات.. زيارة إماراتية رفيعة إلى الصومال... المزيد
  • 12:11 . الجزائر تستدعي القائم بأعمال السفارة الفرنسية وترفض بيانها حول منح التأشيرات... المزيد
  • 11:49 . وزير الدفاع السعودي يبحث مع مسؤول أوكراني جهود حل الأزمة الأوكرانية... المزيد
  • 11:48 . دراسة: أبوظبي تحول الموانئ اليمنية إلى قواعد عسكرية وتعطل اقتصاد البلاد... المزيد
  • 11:24 . بلجيكا: تعثّر الائتلاف الحاكم في الاتفاق على عقوبات ضد "إسرائيل" والاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 11:14 . مجموعة بحثية: تنظيف موقع إيراني قد يمحو أدلة على تطوير سلاح نووي... المزيد
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد

آخر حكاية أندلسية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-02-2016


(المخطوط القرمزي)، رواية إسبانية تحكي قصة أندلسية خالصة، كتبها الإسباني الكبير أنطونيو غالا، بنَفَس أندلسي صرف، محاولاً تبرئة ساحة آخر ملوك المسلمين الأندلسيين (أبو عبد الله الصغير)، وإن لم يفلح في نفي الكارثة التي حدثت في عصره، وهي ضياع آخر الممالك (غرناطة)، فعلى الأقل، حاول جاهداً، وعبر سرد تفصيلي، وصل حافة الملل أحياناً، أن يقدم قراءة مغايرة لأسطورة الاستسلام والخنوع والهزيمة البائسة التي أضاعت ملكاً عظيماً لم يحافظ عليه!

ليس أنطونيو غالا فقط، ولكن كل منصف، عليه ألا يُحمّل (أبو عبد الله الصغير) هذا الإثم، فحتى أمه عائشة، التي تنسب لها تلك العبارة الشهيرة (ابكِ الآن مثل النساء ملكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال)، قد تجاوزت في لومها وتأنيبها له - إن صح عنها أنها قالت ما قالته - والسبب أن ملكاً عظيماً كالذي بناه العرب في الأندلس، المدن العظيمة، القصور، الجامعات، الأسواق، الفنون، العلوم، المصانع، و.. ما كان يمكن أن تضيع بسبب رجل واحد، ولا في يوم وليلة، ولا خلال عام أو اثنين.

سقوط الحضارات سنة من سنن التاريخ وسيرورة الزمن، فأين الإمبراطورية الإغريقية، والرومانية والفارسية والإسلامية، البريطانية والإسبانية و.. أين الملوك والأمراء والممالك والعظمة والمجد؟ كل شيء إذا بلغ الكمال، انتهى، وصل منتهى نهايته، عندها ينهار من داخله، تماماً كما قال الشاعر الأندلسي

لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول

من سره زمن ساءته أزمان

فهل كان «أبو عبد الله الصغير» - آخر سلاطين الأندلس- خائناً أضاع الأندلس، كما يروي التاريخ، وكما يحلو للبعض أن يردد دون تفكر؟.

في مخطوطه القرمزي، حاول أنطونيو غالا أن ينظر إلى أبو عبد الله الصغير، بعدالة أكثر، وبإنسانية أعمق، لذلك، وجدنا أنفسنا أمام شخص آخر غير الذي عرفناه، وغير الذي وقعت عليه لعنة التاريخ: إنه شخص من لحم ودم، يعيش الحياة مثلنا، ويبكي بحرقة لأنه يعرف أن التاريخ سيظلمه كثيراً.

كلنّا نتذكر قولة أمه وهي تؤنبه إذ تراه يلتفت مودعاً غرناطة لآخر مرة باكياً: «ابكِ كالنساء مُلكاً لم تصنه كالرجال»؟، وبعد خمسة قرون، نقف أمام ملك بني الأحمر لنعيش الإحساس نفسه، أننا أضعنا جميعاً هذا الفردوس الرائع!

(المخطوط القرمزي)، هو قصة حياة «أبو عبد الله الصغير» من منظور إنساني، لطالما افتقده الإسبان في تلك الأزمنة الغابرة!