أحدث الأخبار
  • 12:34 . "التربية" تحظر الهواتف في المدارس... المزيد
  • 12:32 . وسط إرث من الخلافات والتوترات.. زيارة إماراتية رفيعة إلى الصومال... المزيد
  • 12:11 . الجزائر تستدعي القائم بأعمال السفارة الفرنسية وترفض بيانها حول منح التأشيرات... المزيد
  • 11:49 . وزير الدفاع السعودي يبحث مع مسؤول أوكراني جهود حل الأزمة الأوكرانية... المزيد
  • 11:48 . دراسة: أبوظبي تحول الموانئ اليمنية إلى قواعد عسكرية وتعطل اقتصاد البلاد... المزيد
  • 11:24 . بلجيكا: تعثّر الائتلاف الحاكم في الاتفاق على عقوبات ضد "إسرائيل" والاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 11:14 . مجموعة بحثية: تنظيف موقع إيراني قد يمحو أدلة على تطوير سلاح نووي... المزيد
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد

تطوير خطبة الجمعة

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 15-02-2016


قبل 10 سنوات، كنت أصلي الجمعة في مسجد كبير، يرتاده الناس من كل مكان، اعتقدتُ في البداية أن المكان يكتظ بالناس لجمال المسجد ورائحته الطيبة، لكن بعد أسابيع عدة اكتشفتُ السر: لقد كان الخطيب!

كان يخطب لمدة نصف ساعة تقريباً، وعندما ينتهي تود لو أنه استمر نصف ساعة آخر، بسبب ذلك الرجل قرأتُ التاريخ الإسلامي، وقرأتُ الشعر والأدب، وكتب الفلسفة والمنطق، اكتشفتُ سقراط وابن رشد، وعشقتُ المتنبي والبحتري، والتهمتُ روايات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم. وأذكرُ أنه خرج بعد الصلاة يوماً فاجتمع حوله الناس يسلمون عليه، كان نجم الحيّ، فقال له أحدهم: «يا شيخ بسنا من هالعلوم، نبا قصص مال أول»، فابتسم الشيخ وقال بلهجته الشامية الجميلة: «ومين قال لك إني حكواتي؟!». كنتُ أخرج من صلاة الجمعة، وأظل أفكر في كلامه حتى أصل إلى بيتي، ولا أجدني إلا جالساً أمام الكمبيوتر، أبحث عن معلومة قالها في الخطبة، أو أشتري كتاباً ذَكَره.

وعندما كنتُ مراهقاً، كنتُ أذهب إلى السينما مع أصدقاء الحيّ في إجازة نهاية الأسبوع، ونطيل السهر حتى الصباح؛ فنصل إلى الخطبة متأخرين، ونجلس في إحدى زوايا المسجد، فينظر الخطيب تجاهنا، ويبدأ الحديث عن أضرار السهر، وعن بركة الحضور إلى المسجد قبل الإمام، ثم لا ينسى أن يتحدث عن الدراسة، ونظافة البدن، وعن الأدب مع الكبار.. لقد كان يربينا من على منبره.

سألتُ الناس في برنامج «سناب شات» عن رأيهم في خطب الجمعة اليوم، فجاءت الردود، من كل الدول الخليجية، بأنها لا تشد مسامع الحاضرين، الجميع يقولون إنها مكررة، لا جديد فيها، حتى القصيرة منها تصيبهم بالملل.

المسجد ليس مكاناً للعبادة فقط، فجامعات عريقة كالأزهر الشريف والقرويين والزيتونة، كلها انطلقت من جوامع، ومازالت الحلقات العلمية في الجوامع العريقة تُعد بصمة لأحد أوجه التعليم في الحضارة الإسلامية.

إن خطبة الجمعة، التي يفد إليها الناس من كل الفئات، لابد أن تناقش قضايا الناس والمعارف الإنسانية، فالمنبر منصة للتفكير وليس للوعظ فقط، تصور معي لو أنك ذهبت إلى صلاة الجمعة وحدثك الإمام عن نشأة الكون، أو عن علاج الأمراض الخبيثة، أو عن كشف علمي في مجال ما، وتصور لو أن ذلك الإمام هو أستاذ فيزياء أو فلسفة أو أخصائي نفسي، وساعدك لتعلم شيء جديد كل أسبوع، فماذا ستكون حصيلتك العلمية في نهاية العام؟

لا شك في أن هيئات الشؤون الإسلامية في الدولة تبذل جهداً في الحفاظ على نقاء منبر الجمعة، من خلال توحيد الخطبة، وهو جهد تشكر عليه، ففي السابق كان المنبر يُعتلى من بعض المتطرفين، الذين لم يرعوا استقرار المجتمع، وحُرمة أمنه، إلا أن الناس ترجو منهم توسيع نطاق الموضوعات المطروحة فوق المنبر، نريد أن يتحدث الخطيب في شأن خارج نطاق الوعظ، أن يحاور الفكر، ويتعمق في المعرفة الإنسانية، حتى يتحول المنبر إلى منصة معرفية، تشجع الناس على حضور خطبة الجمعة للفائدة الفكرية والاطمئنان الروحي، لا لأداء الواجب الديني فقط.