أحدث الأخبار
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد

السعادة الصغيرة

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 02-03-2016


مُقدِّم إذاعي ناجح، لا يهم من أين، قضى سنوات طوالاً يرتقي سلم النجاح. اشتُهِر عنه أنه كان يلبس أفضل ما عنده عندما يذهب إلى الإذاعة وكأنه ذاهب إلى لقاء رسمي. وفي أحد الأيام، دُعي للقاء تلفزيوني إلا أنه تأخر عن المقابلة قليلاً، وعندما حضر قال للمخرج إنه عندما كان في الطريق إلى الاستوديو تذكر أن جواربه ليست جيدة، فاضطر للتوقف في أحد المحال لشراء جوارب جديدة. ضحك المخرج وقال له إنه لن يصور جواربه، وفي كل الأحوال فإن المشاهدين لا يهتمون بهذه التفاصيل. ابتسم الضيف وقال: «كيف ستشعر إذا خرجتَ من منزلك بملابس داخلية قديمة.. لن تكون مرتاحاً أليس كذلك؟ لقد قضيتُ عمري كله في غرفة إذاعية صغيرة لا يراني فيها أحد، لكنني كنت ألبس أفضل ما عندي حتى أشعر بالراحة وأنا أتحدث، فينتقل ذلك الشعور إلى المستمع».

شهير آخر، سيناتور أميركي، لُقّب بالنحيف صاحب الوجه الطويل. عانى كثيراً في حياته من فقر أسرته ومن شكله وأصيب بعقدة نفسية لأنه لم يكن يستطيع أن يجد ملابس تناسب جسمه النحيل جداً. وعندما عمل واستطاع أن يُعيل نفسه، كان أول شيء قام به هو تفصيل «بدلة» تناسب جسمه، ومع مرور والوقت صارت أناقته حديث مَن حوله، حتى حصل على لقب أفضل أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أناقة. قال إن أول وأهم أمنياته في حياته كانت قدرته على شراء ملابس تناسبه.. ملابس لا يخجل من لبسها أمام الناس.

هناك كلمة إنجليزية لم أجد لها ترجمة في القاموس العربي «enoughness» وربما يصح أن تترجم إلى «الاكتفاء». إنها حالة روحية عظيمة لا يرتقي إليها من يمضي حياته في صراع على السُّلطة، والثروة، والإنجازات العظيمة والمدوية. هي أحد مقامات النفس السعيدة، التي تفرح كثيراً عندما ينتعل صاحبها حذاء نظيفاً، أو يشرب قهوة دون أن يفكر في شيء غير القهوة. إنها شعور يأتي بعد تحقيق «الحاجة» مباشرة.. توقفتُ قليلاً عندما كتبتُ هذه الكلمة وسألتُ نفسي: «متى شعر أحدنا بالحاجة؟» ولا أقصد هنا الحاجات المادية، بل الحاجة الماسة إلى سعادة صغيرة. متى شعرنا بالمحدودية في حياتنا؟ هل سبق لك أن شعرت بالانتشاء لأنك تلبس جوارب قديمة؟ لا أظن، ولا أظن أنك تستمتع بثيابك التي ربما لا تعرف كم عددها في دولابك.

إذا كانت مكاتبنا تدفعنا إلى الصراع للسُّلْطة، وإذا كانت منازلنا تذكرنا بالثروة، وإذا كانت رائحة القهوة توحي لنا برائحة العمل، فمتى نسعد؟ لا أقول إن العمل لا يمنحنا السعادة، لكن هناك أشياء جميلة أخرى، إلا أنها أصغر حجماً.