أحدث الأخبار
  • 09:14 . بينهم 56 من المجوعين.. 80 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم... المزيد
  • 06:54 . رئيس الدولة ونظيره الإيراني يبحثان التصعيد العسكري في المنطقة... المزيد
  • 12:43 . مدارس تدعو الطلبة إلى إعادة أجهزة الحاسوب قبل إعلان النتائج... المزيد
  • 12:16 . مالي وروسيا توقعان اتفاقيات بشأن الطاقة النووية... المزيد
  • 12:15 . "مطارات دبي" تنصح بالتحقق من حالة الرحلات بسبب إغلاق جزئي في المجال الجوي... المزيد
  • 11:51 . قطر توجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن هجوم إيران... المزيد
  • 11:22 . من هو العالم النووي الإيراني محمدرضا صابر الذي قُتل قبيل سريان وقف إطلاق النار؟... المزيد
  • 11:20 . رغم اتفاق التهدئة.. 4 قتلى و22 مصابًا في هجوم صاروخي إيراني على "إسرائيل" فجر اليوم... المزيد
  • 11:03 . ترامب: وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وإيران دخل حيز التنفيذ وأرجو عدم انتهاكه... المزيد
  • 11:01 . التلفزيون الإيراني يؤكد التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:15 . قطر تؤكد احتفاظها بحق الرد المباشر بعد الضربات الإيرانية... المزيد
  • 11:07 . الإمارات وقطر والبحرين والكويت والعراق تغلق مجالاتها الجوية... المزيد
  • 11:01 . الإمارات تدين بشدة إقدام إيران على استهداف قطر... المزيد
  • 09:29 . إيران تقصف قواعد أمريكية في قطر والعراق رداً على ضرب منشآتها النووية... المزيد
  • 09:25 . قطر تعلق حركة الطيران فوق أجوائها "بسبب الأوضاع في المنطقة"... المزيد
  • 06:52 . مسؤولون أمريكيون يتوقعون رداً إيرانياً "قريباً"... المزيد

المدرسة الأولى .. الحي الأول

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-03-2016


كم منزل في الأرض يألفه الفتى

وحنينه أبداً لأول منزل

البيت للشاعر أبي تمام والمقصود هو الحب الأول، ويمكن أن ينطبق على الحي الأول، والمنزل الأول والحب الأول الذي غالباً ما نحِنُّ إليه ونعاود تذكره مراراً بحنين يظل يلازمنا كل العمر، كما يمكن أن يقصد به الشاعر منزل الحبيبة التي فارقها مضطراً ففارق المنزل والحي، معتبراً أنه غادر منزل قلبه بحسب قانون الهوى وأحوال القلب والمحبين !.

بالنسبة لي فإنها الصدفة وحدها التي قادتني إلى ذلك الحي القديم من أحياء ديرة ،الزحام الشديد، وعدم تركيز السائق، وضجيج المكان، جعلنا نعلق في الشوارع الداخلية لتلك المنطقة التجارية المواجهة لفندق (حياة ريجنسي) المطل على الخليج والقريب من سوق السمك الكبير !.

لأول مرة ومنذ سنوات طويلة تتجاوز العشرين عاماً ربما أجد نفسي هناك، وفي مواجهة مبنى يعود لشركة كهرباء ومياه دبي مكتوب على مدخله: مكتب خدمة المتعاملين- حي عيال ناصر، يا الله!! هكذا صرخت، فهنا ولدت وعشت سنوات طفولتي الأولى.

ولولا هذا المبنى الذي حمل اسم الحي ما كنت لأعرف أنني أسير في مكان لطالما حمل وقع أقدامي في أزقته، وبصمات يداي على جدران بيوته وأصداء صوتي وأصوات أطفال كثر ونساء ورجال عاشوا هنا لسنوات وسنوات، اليوم هذا الحي لا يشبهني ولا يعنيه اسمي أو حتى مروري أو حنيني !.

حضرت مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات أمام عيني، إنها واحدة من بصمات طفولتي، هذا الحضور الكامل للمدرسة الأولى ذكرني ببيت الشعر ذاك، فهذه المدرسة، التي لم يعد لها أي أثر الآن، مازالت تحتل جزءاً واسعاً من حجم الذاكرة.

لأننا ندين للمدرسة الأولى بأساسيات تكويننا وشخصيتنا وأفكارنا الأولية التي كونَّاها عن كل شيء، لقد تفتح وعينا على كل ذلك في أبسط صوره عبر كتب المدرسة ودروس المعلمات وعلاقات الزميلات، منها عرفنا وتعرفنا واكتشفنا معارف تفاخرنا بها ، وأسراراً خبأناها لأنفسنا !!.

هذه المدرسة بالنسبة لي كانت تفصيلاً في غاية الأهمية وساطعاً في حياتي، كنت أحبها وأحب التعلم فيها، ثم اكتشفت أنني أحبها لأجل القراءة والزميلات الجميلات والمعلمات اللواتي تركن أثراً نبيلاً في عقلي، لذا ظلت راسخة في تلافيف عقلي بكثير من المبالغة.

وهي مبالغة تبدو أمراً متوقعاً لطفلة في السادسة من عمرها لم تكن قد شاهدت بوابة أكبر من بوابة المدرسة في حياتها، أو نساء يسرن بلا أغطية رأس وبملابس قصيرة، أو بحكايات ملونة لأمراء وأميرات جميلات سأحملها فيما بعد لأقرأها لوالدتي فتبتسم فرحاً !.

لقد بقيت معتقدة ولزمن طويل أن تلك البوابة تتسع لجيوش من الطالبات يدخلنها دفعة واحدة في الصباح بسبب كبر حجمها وكأنها بوابة قصر السلطان سليمان في اسطنبول.