أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

«حزب الله».. من المقاومة إلى الإرهاب

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 07-03-2016


بين رمز مبجّل عربياً وإسلامياً للمقاومة ضد إسرائيل وتنظيم مصنّف خليجياً وعربياً بأنه إرهابي، صنع «حزب الله» لنفسه مسيرةً صادمةً وقاتمة ما كان يتصوّرها. وقبل أن تستدعيه التطوّرات إلى أدوار سوداء ودموية في سوريا والعراق واليمن، كان استعدى البيئة عابرة الطوائف التي احتضنته وآزرته في موطنه لبنان، لكن الرأي العام العربي لم يشأ أن يرى هذه الحقيقة واستمر يناصره في معظم البلدان، باعتبار أن مواجهته لإسرائيل تبقى غالبة على ترهيبه لمواطنيه اللبنانيين وصولاً إلى غزو العاصمة بيروت واحتلالها في 7 مايو 2008 ليحسم بالسلاح أزمة سياسية طالت ستة عشر شهراً واستلزم جمع أطرافها في الدوحة لبلورة «حل توافقي» لها. وبعد ذلك لم يكن هناك مقدار كاف من التفهّم العربي لما يعنيه اتهام «أفراد» قياديين من هذا الحزب بتنفيذ عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، رغم أن هذه الجريمة مهّدت لسلسلة اغتيالات ظلّت الشبهات فيها تحوم حول الحزب نفسه، بل أصبحت أكثر صراحة وعلنيةً.
هذه الارتكابات حسمت النظرة الداخلية إلى سلاح «حزب الله»، إذ لم يعد موجهاً حصرياً ضد العدو الإسرائيلي، بل أصبح بعد حرب 2006 كسلاح أي ميليشيا خارجة على إرادة الدولة، غير شرعي ومخصصاً لمواجهة ما اعتبره الحزب «مؤامرة محاكة ضدّه». كانت مشكلة هذا السلاح نوقشت في إطار الحوار اللبناني الذي استضافته السعودية وأسفر عن «اتفاق الطائف» الذي أنهى الحرب الأهلية (1975 – 1989). كان المبعوثون الأميركيون يلحّون على نزع سلاح كل الميليشيات، بما فيها «حزب الله»، لكن تفاهماً سعودياً - سورياً (أيام الأسد الأب) أدّى إلى «استثناء» هذا الحزب، وارتضت الرياض هذا التدبير لأن الحزب كان يقاوم الاحتلال في جنوب لبنان، وقد توصّل عام 2000 إلى إجبار العدو الإسرائيلي على الانسحاب.
بعد مضي أعوام قليلة بدأ هذا الحزب يستقبل شباناً من السعودية ودول خليجية عدة لتدريبهم على العنف المسلّح، وأرسل مدربين لتلقين الحوثيين على عمليات اغتيال وتفجير بل انتدب عسكريين من صفوفه لقيادة أعمال القصف والاعتداء على الأراضي السعودية. وأظهرت التحقيقات في الكويت والبحرين تورّط «حزب الله» في العديد من الشبكات والخلايا العاملة على «إثارة الفتن أو التحريض على الفوضى والعنف»، وفقاً لبيان مجلس التعاون الخليجي الذي سبق أن ندد مراراً بالتدخلات الإيرانية، وأصبح واضحاً الآن أن «حزب الله» هو الوكيل التنفيذي لتلك التدخلات التي لا تقابلها تدخلات مضادة.
منذ الغزو الأميركي للعراق ازداد انصهار الحزب في الأجندة الإيرانية وكثرت مهمات رجاله لإعداد الميليشيات العراقية وتدريبها. وبعد انسحاب القوات السورية من لبنان (أبريل 2005) أصبح هذا الحزب وكيلاً لنظام دمشق وامتداداً لدوره، سواء في حرب 2006 أو في الأزمة الداخلية التي تلتها.
وحين اندلعت الأزمة السورية عام 2011 صار الحزب شريكاً في قتل السوريين، ولما ضعف الدور السوري صار الحزب وكيلاً للدور الإيراني المتعاظم في لبنان، ثم شريكاً أساسياً في «مشروع الهيمنة الإيرانية» الذي عمل ويعمل على إشاعة الاضطراب والانقسامات في عموم المشرق العربي وصولاً إلى منطقة الخليج... كل ذلك كان معروفاً، وبالتالي جاء تصنيف «حزب الله» إرهابياً متأخّراً جدّاً، فأحد أهداف التقارب الإيراني - الأميركي حماية هذا الحزب ودوره.