أحدث الأخبار
  • 07:59 . اليمن.. غارات إسرائيلية واسعة على صنعاء... المزيد
  • 12:34 . "التربية" تحظر الهواتف في المدارس... المزيد
  • 12:32 . وسط إرث من الخلافات والتوترات.. زيارة إماراتية رفيعة إلى الصومال... المزيد
  • 12:11 . الجزائر تستدعي القائم بأعمال السفارة الفرنسية وترفض بيانها حول منح التأشيرات... المزيد
  • 11:49 . وزير الدفاع السعودي يبحث مع مسؤول أوكراني جهود حل الأزمة الأوكرانية... المزيد
  • 11:48 . دراسة: أبوظبي تحول الموانئ اليمنية إلى قواعد عسكرية وتعطل اقتصاد البلاد... المزيد
  • 11:24 . بلجيكا: تعثّر الائتلاف الحاكم في الاتفاق على عقوبات ضد "إسرائيل" والاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 11:14 . مجموعة بحثية: تنظيف موقع إيراني قد يمحو أدلة على تطوير سلاح نووي... المزيد
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد

قاعدة في التغيير

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 07-03-2016


شاهدت برنامجا تلفزيونيا كان المتحدث فيه يحرض الناس على التفاؤل، وبذات اللغة السطحية المكررة ظل المتحدث يردد أن التفاؤل جيد لك، وأنه مناسب لصحتك، وينبغي أن تتفاءل، ويجب أن تتفاءل.. إلخ. يجهل المتحدث وآلاف مثله أن الناس تعرف أن التغير إلى الأفضل جيد، وهي تؤمن بشكل مسبق وقبل ظهور المتحدثين بأهمية وضرورة التحلي بالصفات الإيجابية. أن يكون الإنسان جيدا وخيرا هذه مسلمة يتفق عليها الناس، ولذا لا حاجة لأن تتحدث للناس أو تكتب لهم عن مسلماتهم، أو أن تعرفهم بما يعرفوه أصلا. الأسلوب الوعظي يضر أكثر مما ينفع.
لكن تبقى فكرة التغير فكرة نبيلة، علينا مطاردتها كما طاردها كبار الفلاسفة في التاريخ، فأنا وأنت وغيرنا لم نكن لنتصالح مع الحياة، لو لم نكن نأمل الأفضل فيها ونتطلع له. ولن يحضر هذا الأفضل لو لم نتغير، ونحسن ظروفنا بأنفسنا.
والتغيير من الداخل ومن الجوهر، من أقوى الأفكار التي يراهن عليها في باب التغيير. لكن الإشكالية التي تبقى بعد أن نؤمن بأهمية هذه الفكرة هي: كيف إذن نتغير من الداخل؟! إن الإنسان لا يتغير لأنه جلس جلسة هادئة مع نفسه وقرر أن يتغير! كثيرون فعلوا ذلك ووجدوا أنهم لم يتغيروا كما أرادوا. كذلك المجتمعات لا تتغير لأن جموعا من أفرادها قد اتفقوا في لحظة ما أنه من الأفضل لهم أن يتغيروا بطريقة معينة. الأمر أعقد من ذلك. فالتغيير لا يتم عبر النوايا والرغبات، ولا عبر الجهد فقط، بل هو عملية مركبة ومعقدة وتحتاج إلى الكثير من التأمل والمتابعة.
أمر التغير فهذا معضلة، خفّت عندي حدة هذه المعضلة حين وجدت جملة قالها عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو في إحدى مقالاته الأكاديمية: «كي يغير العالم، يحتاج المرء إلى تغيير الطريقة التي يصنع بها العالم. هذه هي الرؤية والممارسة العملية التي يتم عبرها إنتاج وإعادة إنتاج الجماعات». تتضح أهمية هذه المقولة حين نرى كيف أن الكيانات الاجتماعية أو الثقافية ليست ذات وضعية جامدة static، وإنما تتجدد كما تفعل أنسجة الكائن الحي، وكذلك الأفراد. هذا تشخيص لطريقة التغير، وفهمه يقود إلى القدرة على توجيه هذا التغير».
طبيعة المجتمعات والأفراد تبقى إذن محكومة بنوع مواردها ومغذياتها والطريقة التي تصنع أو تنتج بها في كل مرة. تغير الداخل يحدث إذن بعد تغيير موارد هذا الداخل، هكذا تكون المعادلة أبسط: نوعية الموارد تحكي نوعية المخرجات، كما يحكي البيدر محصوله. أنت لا تسيطر على طبيعة التغير في داخلك، لكن تستطيع السيطرة على ما يصل من الخارج، ما تفعل، وما تتابع وما تنشط فيه، وما توجه أفكارك له، حتى طبيعة علاقاتك الاجتماعية. تغيير ذلك، يقود مع الوقت إلى تغير الداخل.