أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

جهاد الأوغاد

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 21-03-2016


صرخ في أهل البلدة بعد أن جمعهم هو ورفاقه بتهديد السلاح: الفتاة التي نجدها وقد طلع وجهها، أو شعرها، سأجلب أباها وأخاها وأجعل أجسادهم تتقطع بين سيارتين. هذا ما قاله أحد الدواعش لأهل البلدة وهو محاط بالعشرات من المدججين بالسلاح. تنظيم الدولة والتنظيمات الأقل منها تطرفا، هم درجات في إذاقة الويل للسكان، في سوريا أو العراق. لقد زادت هموم السكان إلى همومهم، فهل يصدق عاقل أنه تحت ويلات القصف، تجد بعض المقاتلين يتجمهرون لأجل جلد صبي، أو معاقبة امرأة، أو مراقبة من يدخن السجائر ومن لا يغلق وقت الصلاة.
كون المجتمعات التي تحررت من ربقة النظام السوري لم تجد بديلا آخر يسيطر عليها بسبب تعقيدات الصراع، هذا لا يعني قابلية السكان لأن يكونوا فئران تجارب لما سمّي بتطبيق الشريعة. هنالك جدل معتبر بين الباحثين الإسلاميين، يوضح كثير منهم أن سيادة الأمة قبل تطبيق الشريعة. واعتبار أن ما يريده الناس وما يميلون إليه سابق على كل شيء، وهو الأصل. وهذا أمر لا يتحقق إلا في ظروف طبيعية، لا الظروف التي تخاطبك فيها بندقية. في سوريا، كان الإسلام دوما إسلاما معتدلاً، لم يعرف التشدد الاجتماعي والديني. وفرض ذلك على الناس اليوم في بعض مناطقهم، أسوأ من زمن الاستبداد الذي عاشوه.
كل خطاب ديني يطمح إلى الهيمنة على المجتمع، وله أدواته في ذلك، وشاهدنا ذلك في دول عربية مختلفة. كانت أدوات تعليم وثقافة، وطبيعية في مجملها باعتبار الهوية الإسلامية لهذه الشعوب، والحاجة إلى ثقافة حاضنة، تكون مرجعا في الأخلاقيات والممارسات الاجتماعية، لكن الإشكال في الوقوع تحت هذه التنظيمات المتطرفة، أنها تحمل في الغالب السلاح بجانب التشدد والجهل. والقادة والمنظرون من الخارج لهذا النوع من الجهاد، مرتاحون في أماكنهم، وفي مقابلاتهم الأريحية «والاستراتيجية» مع أجهزة المخابرات، بينما يطالبون بقتال الجماعات والأفراد الذين يسعون للقانون والمدنية في سوريا، أو لا يعلنون دولة الخلافة. وكأن الفرد السوري، الطالب لحريته وكرامته، كُتبت عليه خدمتهم وطاعتهم ليخرج من قتال مفترض، إلى قتال زائد عن الحاجة.
في سوريا قوت شوكة التنظيمات الجهادية، واستغنت عن الحاجة إلى حواضن شعبية، مقلدة في ذلك داعش التي استغنت تماما منذ البداية. إن الفشل الحقيقي للتيار الجهادي الذي يعلن نفسه تيارا مناضلا، يكمن في حرصه على قمع الناس، وفي ترويج خطاب جاهليتهم. لا يستحق الإنسان أبداً الإكراه في هذه الحياة، من أي أحد كائناً من كان. لقد قال الجابري، في إضاءة ملفتة: إن الآخرة إنما وضعت لأجل الدنيا، وليس العكس. لم توضع الدنيا لأجل الآخرة. الآخرة بجزائها ومثوبتها تهدف إلى تحريض الإنسان على صنع حياة كريمة عادلة. وهذا ما لا يفهمه المتطرف، إنه يفجر نفسه، ويفسد حياة الناس على الناس، بسبب زعمه أنه يهتم للآخرة ولا تهمه الدنيا وخرابها.