في لقاء إعلامي مع أحد زبانية النظم الديكتاتورية الفانية في الشرق الأوسط الجديد.. وبعد أن صحا ضميره وأخذ ينتقل من مؤتمر إلى آخر لينقل التجربة المريرة التي مرت بها بلاده ومنطقته.. (وأنت تعرف بالطبع بأن هؤلاء يتوبون بعد نصف ساعة من سقوط رأس أنظمتهم).. قال إنهم كانوا يستخدمون تكنيكاً للحفاظ على «استقرار» نظامهم بأن يحللوا الواقع ويرصدوا أكثر تيارين معاديين للنظام، ثم يقوموا بضرب التيار الأول بالثاني وشغلهما ببعضهما.. والاكتفاء بالتفرج من بعيد! يا عساه ما يحصل لجوء في السويد ويقضي بقية عمره عاملاً في مصنع ألعاب نارية في مقاطعة جيانغشي بالصين بوظيفة: مسؤول التأكد من جودة المنتج!
المهم أن أمطار الخير يوم الجمعة الماضية، التي تسببت في وجود مستنقعات مائية صغيرة عدة قريبة من المنزل.. تكاد تصيبني بالجنون لفرط الأعداد المهولة من البعوض التي تزورني كل ليلة! ويبدو أن بينها وبين نادي النصر كراهية معينة، تجعلها تحجم عن الانتحار في أفخاخ الإضاءات الزرقاء التي نصبتها لها!
متى نحتاج إلى العبث الجيني؟! كنت أفكر وأنا أتذكر لقاء السفاح المتقاعد.. وأحاول أن أجعل الصفقة التي أصفقها (آخر ما تراه البعوضة).. نحتاج إلى عالم يغير من طبيعة هذا الكائن الكريه فيجعله على سبيل المثال يشفط الدهون بدلاً من الدم! وهكذا سنتخلص من هذا وذاك!
هل تتخيل كيف سيكون العالم جميلاً لو أن أحدهم عبث بتلك المادة التي تسبب لمعان أعين قطط الشوارع، وجعلها تعيش بجوار الرادارات بدلاً من الدرامات (وانتو بكرامة) فتعكس الإضاءة إلى الداخل!
ماذا عن خلية النحل المزعجة التي كلما قطعتها عادت إلى سطح منزلك على الرغم من أن أقرب وردة تبد عنك مسافة ثلاثة مربعات سكنية.. من يقنع النحل بأن التجويف الممتد والجميل في أسفل بوابات سالك هو قصر يليق بملكتهم.. تخيل تلك الخلية المستطيلة الجميلة.. هناك.. بل وحتى الاسم.. سيكون تجارياً بامتياز: عسل سالك!
تضع العشرات من اللوحات حول منزلك حتى غدا أشبه بثكنه عسكرية.. «موقف خاص.. ممنوع الوقوف».. لا فائدة! كتب عبارة جارحة «ممنوع الوقوف يا..، موقف خاص» تخالفك الجهات المعنية على بذاءتك! تحلم بذلك اليوم الذي يمكنك فيه تغيير جين لدى كلب الجيران يجعله «يتنح» في موقفك لحين عودتك! الاستخدامات كثيرة.. والخيالات لا تنتهي.. لكن علماء الجينات مشغولون بالبعير بوعيون خضر!