أحدث الأخبار
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد

دبي.. سيرة النساء العظيمات

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 25-04-2016


تروق لي تلك السيدة التي كلما اشتد بها الحنين لأهلها وطفولتها ورائحة من عاشت معهم، ركبت سيارتها وأمرت سائقها أن يأخذها لـ«فريج الراس»، إلى مفتتح دبي ومبتدأ المدينة وخبرها، هناك ولدت، كما ولدت أجيال كثيرة، وهناك نشأت كما نشؤوا وكبرت ودرست القرآن على يد السيدة عائشة بنت محمد، التي كانت تُنسب لوالدتها أكثر من والدها، فكانوا ينادونها بها: عاشة بنت جلثم!

يدل هذا الأمر على أن مجتمع دبي وكل الإمارات منذ القدم - عكس ما يشاع تماماً - لم يعانِ من أي فصام أو فوقية في علاقته بالمرأة، ولم يعاملها كسقط المتاع ولم ينبذها أو يهمشها، بل أعلى مكانتها على الدوام وافتخر بها، وانتسبت كبرى العائلات في الإمارات وفي دبي تحديداً لنساء عظيمات، كان لهن دور ومكانة وشخصية، و(عاشة بنت جلثم) رحمها الله، واحدة منهن!

سيدة تقية ورعة معروفة بين أهل الراس، وقفت بصلابة في مواجهة ظروف الحياة الصعبة، وحيدة بعد وفاة زوجها ومعظم أهلها، أدارت منزلاً يعج بالحياة، وربت ابنين على حب العلم الذي ورثته عن أبيها، حتى إذا كبرا كانا من أوائل المعلمين الذين علّموا في مدرسة الأحمدية الأولى التي أنشأها الشيخ أحمد بن دلموك (1912)، واستكملها ابنه محمد كأول مدرسة نظامية في دبي، فإذا زرت المدرسة في منطقة الراس اليوم، ستجد صوراً لمعلمين إماراتيين كانوا من أوائل من اشتغل بمهنة التعليم في مجتمع دبي، ومنهم الشيخ محمد نور المهيري، والسيدة عائشة وأحمد وشقيقه محمد أبناء عبدالله بن ظبوي، واللذان لعبا لاحقاً دوراً في مسيرة التعليم الرسمي في دبي بعد قيام دولة الاتحاد (عملاً لسنوات في المعهد الديني الثانوي)!

هذه السيدة يحلو لها أن تستعيد ذاكرتها بكل طزاجتها وبصوت مسموع أمام أبنائها، بل إنها تحرص على ذلك بمنتهى الوعي والثبات واليقين بأن هذا النقل المباشر للذاكرة هو نوع من توريث الذاكرة أو توارثها حفظاً للعهد ولميراث الأسلاف، فهذه الأرض أمانة في أيدينا جميعاً، وكذلك حياة الناس الذين عاشوا الحياة على هذه الأرض بشكلها الحقيقي وبتجربتها القاسية أو الجميلة، واجتهدوا وعملوا وفرحوا وحزنوا.. هذه الذاكرة التي تفر إليها هذه المرأة اليوم حين تشتاقها، ليست حلقة مفصولة أو منفصمة عن حياة من سيأتي في السنين القادمات.

إننا كبقية أمم الأرض لا ننفصل عن أسلافنا ولا يجب أن ننفصل، حتى وإن اخترنا حياة مختلفة في شكلها، فذلك من طبيعة التغيير، لكننا سلسلة بعضها من بعض، وما لم نرع ذاكرتنا حق رعايتها، فلا خير فينا ولا في حياتنا وتطورنا، كل حياة قائمة على أسس وروافع تحفظها، وتضمن استمراريتها بروح حقيقية، نحن لا يمكننا أن نستمر بشكل طبيعي ما لم تبق روح أجدادنا وأسلافنا تسري فينا، وتجري على ألسنتنا، وهذا ما يسمى بالهوية أو البصمة القومية للأمم التي لا تحفظها سوى القيم والرموز وما يلهموننا به ويدفعوننا لبلوغه.