بدأ الجيش التركي عملية عسكرية واسعة بدعم من قوات التحالف الدولي؛ من أجل إقامة منطقة خالية من تنظيم الدولة في الجانب السوري للحدود، مقابل مدينة كلس التركية، وذلك بعمق 18 كم، وعرض 8 كم.

وتهدف العملية التي تم التحضير لها بشكل سريع وعاجل، إلى إبعاد خطر صواريخ الكاتيوشا التي يطلقها تنظيم الدولة منذ أسابيع على مدينة كلس التركية، وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين الأتراك والسوريين.

وبحسب ما نشرت صحيفة "يني شفق" التركية فإن الهدف من العملية تطهير مساحة بعمق 18 كم، وعرض 8 كم، في المنطقة الواقعة بين جرابلس وإعزاز، والمقابلة لمدينة كلس التركية، من مسلحي التنظيم.

وأوضحت الصحيفة أن العملية ستتم بغطاء من التحالف الدولي لمحاربة التنظيم، وبدعم خاص من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، وستكون بمثابة حقبة جديدة ومختلفة من الحرب على التنظيم.

وبحسب الخطة سيقوم الجيش التركي بضرب التنظيم بالقذائف المدفعية والصواريخ الموجهة وقذائف الهاون، في حين ستقوم طائرات التحالف الدولي بتأمين الغطاء الجوي لتقدم وحدات مدربة من قوات المعارضة السورية المعتدلة.

ومنذ أيام صعَّدت تركيا من عملياتها ضد التنظيم، الذي كثف إطلاق الصواريخ على الأراضي التركية، وقد دمر الجيش التركي، الثلاثاء(26|4)، قواعد إطلاق صواريخ، ومنزلاً يتحصن فيه عناصر التنظيم، ما أدى إلى مقتل 11 مسلحاً من تنظيم الدولة.

وستؤدي العملية في مرحلتها الأولى إلى إبعاد خطر صواريخ الكاتيوشا التي يطلقها التنظيم من خلال سيارات دفع رباعي متنقلة، حيث بدأ الجيش التركي بمراقبة الحدود من خلال طائرات بدون طيار؛ لرصد تحركات التنظيم على الجانب السوري من الحدود.

وأعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، الثلاثاء، أن تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة على نشر بطاريات صواريخ أميركية متطورة على حدودها مع سوريا خلال شهر مايو المقبل؛ لمواجهة عمليات القصف المتكررة التي يقوم بها تنظيم الدولة مستهدفاً الأراضي التركية.

وقال الوزير في تصريح لصحيفة "هبرتورك" نشر، الثلاثاء: "توصلنا إلى اتفاق لنشر هايمارس (هاي موبيليتي أرتيوري روكيت سيستم)، وهو نظام صواريخ أميركية حديثة، يمكن استخدامها في ضرب أهداف بعيدة، والتصدي للصواريخ التي يتم إطلاقها من الجانب السوري.

ومنذ مطلع السنة الحالية سقطت نحو أربعين قذيفة على مدينة كلس التركية المجاورة للحدود مع سوريا، من مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش، ما أدى إلى مقتل 17 مدنياً على الأقل.

وبالفعل أعلنت واشنطن نشر هذه المنظومة.

ومن شأن هذه العملية ليس مواجهة تنظيم الدولة فقط وإنما إزاحة الخطر الانفصالي الذي يشكله أكراد سوريا الانفصاليين الذين يسعون لإقامة كانتون كردي شمال سوريا وهو ما ترفضه أنقرة بشدة. كما من شأن ذلك إرباك المشهد أمام نظام الأسد والقوات الروسية التي عاودت نشر قوات في محيط حلب في إطار هجوم النظام على المدينة.

وكانت أنقرة والرياض أعلنت أكثر من مرة في الشهور الأخيرة عن عزمها إطلاق عملية برية لمكافحة تنظيم الدولة. وقد تؤدي عملية كهذه إلى إعادة إحياء فكرة المنطقة الآمنة والعازلة شمال سوريا.