أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

عمدة لندن.. «سني أم شيعي»؟

الكـاتب : علي القاسمي
تاريخ الخبر: 09-05-2016


لا يمكن أن تكون الصدفة ولا الحظ وراء أن يذهب ابن سائق حافلة مسلم، والمنحدر من أصول باكستانية إلى العبور نحو كرسي عمدة عاصمة الإنكليز، ومدينتهم الأشهر بالحياة والضباب «لندن»، وهو كرسي جدير بالاهتمام وتسليط الضوء، ولو من زاوية الإيمان.

ماذا يعني التصويت؟ وماذا يمكن أن يسفر عن انتخاب؟

الباكستاني «صادق خان» قفز على كل حجار الطريق، ونجا بهدوء من كل حملات التشويه والإساءة التي لا يخلو منها مجتمع، ولا بد وأن تواجه كل مسلم في السنوات الأخيرة، خصوصاً إذا كان الصراع على ترشيح، والميدان يفصح عن منافسة قابلة للشد والرد.

تتحدث سيرة عمدة لندن الجديد عن مشوار طويل من التحدي والخطوات المنهكة لصناعة منجز من رحم المعاناة، وهو الذي أراد أن يدرس العلوم في بداية حياته ويتخصص في طب الأسنان، لكن ثمة مهارات لمسها أساتذته وقرأوها فيه باكراً، على صعيد الحضور الشخصي وقدرته البارعة على الحوار والنقاش، فاقترحوا أن القانون والمحاماة هي المهنة المناسبة لهذا الشاب الموهوب، فمضى في منعطف حياتي مهم، وتخصص في الدفاع عن حقوق الإنسان، ثم ترأس منظمة تُعنى بهذا الشأن، وقد تكون شعبيته في الأوساط والأحياء الفقيرة ذات دور بارز في أن يفوز في الانتخابات بفارق كبير عن أقرب منافسيه، الذي كان مرشحاً معروفاً بالثراء، وهذا الثراء أظنه كافياً في مجتمعاتنا العربية لقلب أي طاولة ترشيح، والتنبؤ المسبق بالنتيجة قبل مدة طويلة من أي مشروع انتخابي.

أمضي للمفصل من الحكاية بالكامل، فالتعاطف الإسلامي الباكر مع العمدة المسلم لحظة حصده للرصيد الأكبر من بطاقات الاقتراع خلال فرز الثلث الأول منها تحول إلى منعطفات أخرى، ونحن الذين نعرف أن تحولاتنا الإسلامية الأخيرة اتكأت على مصطلحات الطائفية والعنصرية، وجملة إن لم تكن معي فأنت ضدي.

كل منصات الفرح والطبول التي دقت تم نسفها حين توصل المأسورون بالتفاصيل الدقيقة جداً، والراغبون في نسف أي تجربة عن الانتماء المذهبي، وكأن البريطانيين سألوا عمدتهم المقبل عن كونه مسلماً سنياً أم شيعياً، على رغم أن المنتخبين من كافة الأطياف النصرانية والهندوسية وغيرهم انتخبوه في المقام الرئيس، لكونه مواطناً بريطانياً صالحاً للمكان، وقادراً على إحداث التغيير والإسهام في فعل أنيق ولافت، لم يكن دينه سطراً حرجاً ومؤثراً في المسافة ما بين اقتراع وكرسي، وعلى رغم أن خانة التحول الشعبي لنا، باعتبارنا مسلمين، في الرضا عن صادق خان انطلقت من رمي مريض لحجر التصنيف المذهبي في المياه الراكدة، من دون أن تتوافر بين اليدين معلومة دقيقة عن صدق وصحة ما ذهب إليه.

يدخل صادق خان التاريخ بتحدٍ ورغبة في التنازل عن الضعف لمصلحة القوة، ونتصارع حول مذهبه ونتقاتل برفقة التنابز الطائفي والتصفيات العنصرية وتأجيج الكراهية، فيما بيننا من يصمت ويحرض ويشجع لحثالة تريد أن تكون شيئاً يذكر من بوابة الإرهاب والتفخيخ.

والد صادق خان سائق حافلة وأمه خياطة، هذه المعاناة الصامتة والأسرة المكافحة قدمت «صادق خان» عمدة لكبيرات العواصم الأوروبية، فيما نحن نتطاحن حول ما إذا كان اسمه صديق أم صادق، ونتصارع في كونه شيعياً لا سنياً أو العكس.

المضحك المبكي أنه لو لم يكن مسلماً لما استثار الرأي الإسلامي العام، ويا للخيبة من «أمة ضحكت من جهلها الأمم»!