أحدث الأخبار
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد

حين ينهون حياة الموظف

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-05-2016


إليكم هذه الحكاية أولاً.

حكاية كما يكتب الروائيون في الصفحات الأولى، لا تمت لأحد على أرض الواقع، وإن أي تشابه بينها وبين أشخاص حقيقيين هو من قبيل المصادفة لا أكثر، هي حكاية تحصل وحصلت لكثيرين، وأظنها واحدة من نتائج بيئات العمل غير الصحية، والتي لا تحتكم لقوانين وإجراءات دقيقة وإنسانية في المقام الأول، فعلى الرغم من كون المؤسسات والشركات أماكن عمل منضبطة بقوانين تسمى قوانين شؤون الموظفين، وهي عادة إجراءات حاسمة تطبق على الجميع (أو يفترض ذلك)، إلا أن القانون واحد، لكن تفسيراته وتطبيقاته من الممكن أن يتم التجاوز عليها إما لصالح البعض وإما ضد البعض الآخر!

في واحدة من بيئات العمل، يجتهد موظف في عمله، يحاول أن يكون رئيس قسم كفئاً وملتزماً كما هو ومواطناً صالحاً، ويحدث أن يخل بساعات الدوام ولا ينتظم في حضور الاجتماعات أحياناً لأسباب لم يسأله أحد عنها، ويحدث كذلك ألا يجد قبولاً من رئيسه في العمل، يمضي الموظف في أداء واجباته بكل إخلاص ويراكم بعض الهفوات التي لا تصل إلى درجة التحذير أو حتى لفت الانتباه، إلى أن يفاجأ برسالة استدعاء، يقابل مدير إدارة شؤون الموظفين الذي يسلمه رسالة إحالته إلى التقاعد، وهو لا يزال في سن الأربعين.

يصرخ في وجه الموظف الذي أخبره بالقرار، وربما يشتمه لهول الصدمة، فيهدده بإحالته للتحقيق، تفتح الملفات فيفاجأ بأيام الغياب المتراكمة والإجازات التي تجاوزت المسموح به، وشكاوى مديره المباشر، و... الخ، كل ذلك كان مخفياً ومُتجاهلاً، وكأنهم كانوا يراكمون له الأخطاء ليكون لديهم المبرر لإحالته للتقاعد!

ليس من المنطق إحالة رجل في كامل طاقته إلى التقاعد، أما الملاحظة الفاقعة هنا: لماذا لم يتم اتباع الخطوات الإجرائية مع الموظف قبل الوصول به إلى نهاية العقاب؟ كيف تغافل مديره وتغافلت إدارة شؤون الموظفين، رغم علمهم بأخطائه، عن تبليغه بذلك رسمياً، ولفت نظره واستدعائه لذلك؟ أم إن هذا هو المتبع رسمياً؟

أما كان تطبيق إجراءات ضبط السلوك إدارياً، وهو متاح ومقبول، أفضل قانونياً وأرحم إنسانياً من قتل مستقبله وتجميده إلى الأبد، حتى مع حفظ حقوقه وسريان مرتبه التقاعدي؟ لكن الحياة ليست راتباً فقط، الحياة هي شعور الإنسان بالقيمة والقدرة، عدا العطاء والتفاعل والشعور بالتقدير والدور الفاعل في المجتمع، خصوصاً بالنسبة لرجل لا يزال في أوج عطائه، وكان يمكن تصحيح مساره بقليل من الصرامة الإدارية!

يحدث ذلك حين نخرج في سلوكنا إدارياً من ذهنية المؤسسة إلى ذهنية المزاج، المزاج الذي يمكن أن ينهي حياة موظف على الرغم من تأكيدنا على أخطاء هذا الموظف وبعض تجاوزاته.