أحدث الأخبار
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد

قضية اجتماعية.. الابتكار في الزواج

الكـاتب : عبد الله السويجي
تاريخ الخبر: 16-05-2016


علينا الاعتراف بشكل مباشر، أن ظاهرة الطلاق منتشرة ونسبتها مثيرة للقلق في المجتمعات الخليجية، وتشمل الخليجيين والوافدين، كما أن ظاهرة تأخر سن الزواج بين الفئتين (العنوسة بين الذكور والإناث) أيضاً باتت تشكل ظاهرة تستدعي الدراسة أكثر مما يستدعي النفي وتغطية الظاهرة.
الدراسة التي نُشرت، الأربعاء الماضي، في الصحف كانت مربكة بعض الشيء، (لي على الأقل)، فمصدرها كما تقول الصحف هو دائرة القضاء في أبوظبي، والمكان «ملتقى خاص»، والخبر غير منسوب لأي اسم أو شخصية، ورغم ذلك يتضمن مفردات لا بد من التوقف عندها مثل («حذرت» دار القضاء، و«استبعدت» الإحصائيات)، وهي كلمات لا تُستخدم في الدراسات ولكن في البيانات الصحفية، ونحن أمام خبر لا نعرف فيه متى يمكن أن ننسب المعلومة أو الرأي إلى الدائرة، ومتى يمكن أن ننسبه إلى الصحفي الذي نقل الخبر؟؛ لأن كلمة (الاستبعاد) هي نفي لحالة وتأكيد لحالة أخرى، كما جاء في الخبر (واستبعدت الإحصاءات التأثير السلبي لصلة القرابة بين الزوجين في زيادة حالات الطلاق، مشيرة إلى أن 75 في المئة من حالات الطلاق ليست من الأقارب بأي درجة، واستبعدت الإحصاءات تأثير تعدّد الزوجات في زيادة نسبة الطلاق، بعد أن سجلت حالات الطلاق للأزواج غير المعددين ما يقارب 80 في المئة من الحالات المسجلة خلال عام 2015).
فهل حين يكون 75% من حالات الطلاق ليست من الأقارب يعني أن زواج الأقارب أمر صحي؟ في الوقت الذي ينصحون في الحملات التوعوية الصحية بالتقليل من زواج الأقارب؛ تجنباً لأي مرض وراثي مزمن. وهل حين يكون 80% من حالات الطلاق بين الأزواج غير المعددين، يكون التعدد ظاهرة صحية؟ في الوقت الذي لم تعد تقبل فيه الفتاة الخليجية أو العربية موضوع تعدد الأزواج؛ لأن كثيرين يمارسونه من منطلق الرفاهية والرغبات والنزوات، وليس لسبب ضمن الأسباب التي ذكرها الفقهاء والمشرعون.
لقد توقفت كثيراً عند أسباب الطلاق التي وردت في الخبر، وأرجعها إلى نتيجة دراسة للتوجيه الأسري عُرضت في (الملتقى الخاص) ذاته، كشفت عن عدم تحديد 34 في المئة من المطلقين لأسباب الطلاق. فهل في هذه الحالة يتم الطلاق، ويأمر الموجه الأسري بالبدء بإجراءات الطلاق، وهل حين تكون النسبة بهذا الحجم 34% يمكن المرور عليها مرور الكرام، وهل يمكن الاستناد إليها؟
السبب الآخر هو عدم التفاهم ونسبته 27%، فيما جاءت كثرة المشكلات في المرتبة الثانية بنسبة 10% تلتها اختلاف الأمزجة والطباع بنسبة 9%، والجهل بالحقوق ب6%.

تُرى ما الفرق أو ما الحد الفاصل بين سبب (عدم التفاهم) و(اختلاف الأمزجة والطباع) وكثرة المشكلات؟

الأمر المهم الذي ورد في الخبر (الدراسة) يتمثل في أن 33% من حالات الطلاق تتم خلال العام الأول من تاريخ عقد القران، وخلفت هذه الحالات 1139 طفلاً. وهذا يعني أن أكثر من ثلث حالات الزواج تنتهي بفشل ذريع للأزواج، ولم تخبرنا الدراسة عن الأسباب الجوهرية لهذه الفئة، وهل هم من زواج الأقارب أم من المعددين؟. وهل الطلاق كان يتم بطلب الزوج أو الزوجة أم باتفاق الطرفين؟ وهل كان الطلاق يتم بشكل ودي أم عدائي؟

إن الدراسات التي تقتحم مجالات حساسة جداً يجب أن تكون دقيقة للغاية، والإعلام الذي يتصدى أو ينقل هذه الظاهرة إما على شكل تحقيق أو نقل عن دراسة أو (ملتقى خاص)، يجب أن يكون دقيقاً للغاية، فهذا الأسلوب الذي يرد على الأخبار التي تتداولها المواقع الإلكترونية، يحمل في طياته إدانة من نوع ما؛ لأنه غير مكتمل ولا يشفي الباحث، وبالتالي، لا بد أن تصدر هذه المعلومات عن جهة رسمية واضحة وليست عن (ملتقى خاص)، وأن تكون على شكل بيان تفصيلي، وأن يقرأ في مؤتمر صحفي، ويكون عرضة لتلقي الاستفسارات.
وقبل أن نتحدث عن الطلاق، علينا أن نتحدث عن الزواج؛ لأن الزواج بكل بساطة هو الذي يقود إلى الطلاق حين لا يستند إلى مقومات صحيحة تضمن نجاحه، والاستسهال في الزواج يؤدي إلى الاستسهال في الطلاق. فهل عملية الزواج لدينا وفي مجتمعاتنا تتم بشكل يؤدي إلى نجاح واستمرارية؟ أم أن مجتمعنا في حاجة إلى تغيير في هذا الجانب، وإطلاق استراتيجية الابتكار في الزواج، شأنه شأن الابتكار في الإدارة والتعليم والإعلام والعمل الحكومي، بل إن الابتكار في مؤسسة الزواج سيقود إلى الابتكار في نواحٍ مجتمعية عديدة قد تنال الحياة العملية، فالرضا الزوجي ينعكس على الرضا العملي والتعليمي، وباختصار شديد وببساطة أشد، فالزوج غير السعيد في حياته الزوجية سيكون غير سعيد في حياته العملية بشكل أو بآخر، وكذلك الزوجة! والابتكار في الزواج يعني التغلب على التكاليف الباهظة لحالات الزواج والتجهيزات، ويحاول كثير من الآباء الحكماء ضرب المثل في إتمام الزواج بتكاليف قليلة وأحياناً قليلة جداً، لكن قليلين يأخذونهم نموذجاً، رغم احتفال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بهذه الأخبار، والإعلاء من شأنها.
قد يكون الأمر حساساً لكن مواجهته تشكل القاعدة الرئيسية للتقليل من نسب الطلاق، وبالتالي، تساهم في تجنّب نشر الإشاعات والإحصاءات المغرضة أو غير الدقيقة.