أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

تاريخ المهمشين

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 16-05-2016


التاريخ صنعة حساسة، فبجانب كونه نقلا لما اختفى وذهب، فهو الصانع المؤثر في معرفة اليوم، وجالب مادتها الأولى. الحياة الفكرية والثقافية اليوم مستمدة من امتداداتها السابقة.
ولكن لن يتأثر الناس كثيرا بالتاريخ إن كان يأتي بصورة معرفية تقليدية وباردة، وكسرد للأحداث اللافتة فقط. سيقترب الناس من التاريخ إن اقترب تدوينه من التنوير عن طبيعة مماثلة لطبيعة علاقاتهم نفسها، وإن اقترب أيضا من زمانهم.
أكثر كتب التاريخ ندرة هي تلك التي تدون تاريخنا الحديث وتقترب منه. وتشتد الصعوبة كلما اقترب المؤرخ من فترة الحاضر. علي الوردي مثلا كان مستاء في حياته لأنه منع من طباعة الجزء السابع من تاريخه «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث»، والسبب أنه اقترب من تأريخ فترات معاصرة (وهذا ما كان يخيف النخب السلطوية وقتها)، ويقال إن الجبرتي أيضا كان لديه جزء آخر في تاريخه اختفى لأنه اقترب أيضا من التاريخ المعاصر.
إن المؤرخ في تاريخنا هو نفسه مثقف اليوم، مكبل بالسلطة، ويمضي في سياق إيدولوجيتها. اهتمام المؤرخ بالسلطة والسياسة، واستحقاره للناس واستخدامه وصف العوام والرعاع، يجعلنا لا نفاجأ بموقف المثقف اليوم، فهو وليد هذا السياق المعرفي.
إن التاريخ يغذي كل الأفواه، ويبرر كل الخطايا، وحمال أوجه، الكل يجد فيه ما يريد، ولذا هو انعكاس لواقع الناس وما يريدوه، وحين تتحسن المعرفة لدينا ستتحسن قراءتنا للتاريخ، وإن حضر الإنسان لدينا سنجده في التاريخ، ولذا لا عجب أن التاريخ الجديد، إنما هو في صلب نظريته تاريخ اجتماعي، وتاريخ الناس العاديين في مظاهرهم البسيطة، والمهمشين الذين غيبهم التاريخ.
علم الاجتماع نفسه لا تتكون مادته الحقيقة من تلك النظريات والأطر العلمية الضخمة فمادته الحقيقية هي الشارع، والإنسان العادي في مظاهره البسيطة. يقول عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في مقدمة كتابه «دراسة في طبيعة المجتمع العراقي»: «علم الاجتماع بطبيعته متواضع، يستمد أكثر معلوماته من السوقة، ومن السفلة، والمجرمين، والغوغاء. فهؤلاء بمنابزاتهم ومفاخراتهم، وبتعاونهم وتنازعهم، يمثلون القيم الاجتماعية السائدة أصدق تمثيل».
علينا أن نتواضع، فنحن اليوم نشهد أخبارا جسيمة، ونشاهدها في الأخبار، ومع ذلك نحتار ولا نجزم في الرأي، فما بالنا نجزم ونختصم بما وصلنا في قراطيس تم تدوينها في أزمان مظلمة!
التفكير في التاريخ يجعلنا في جدلية معه دوما، ولا يوجد مانع من أن نتخلص من تسعة أعشاره، والعشر الأخير نتفاصل معه بدقة، فنأخذ ونترك. لن ينطلق الإنسان في حياة حرة، إن كان مكبلا بالتاريخ، خصوصا هذا النوع من التاريخ، الذي كتب للنخب لا للإنسان.;