أحدث الأخبار
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد

هل يصل ترامب إلى البيت الأبيض؟

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 17-05-2016


في سبتمبر الماضي، أجبر الحزب الجمهوري مرشحيه الطامحين في الوصول إلى البيت الأبيض على التوقيع على «تعهد» بدعم المرشح الفائز في الانتخابات التمهيدية، كان ذلك لمواجهة صعود ترامب حينها وتهديده بأنه سيرشح نفسه كمستقل حالة عدم فوزه بترشيح حزبه، حبس الجمهوريون أنفاسهم حتى أعلن أن ترامب وقع الوثيقة، وبذلك أعتقد الجمهوريون أنهم ابتعدوا عن خطر ترامب، ما لم يخطر لهم على بال هو أن هذه الوثيقة ستكبل قيادات الحزب عن مواجهة ترامب مرشحاً، حيث لم يكن أي منهم يعتقد أن لدى ترامب فرصة حقيقية في الفوز بأصوات الجمهوريين، وبعد أن بات ترامب المرشح الفعلي الوحيد للحزب الجمهوري بعد انسحاب منافسيه، إثر خساراتهم المتتالية عاد ذلك التعهد ليمنع المرشحين السابقين من أي تصريحات مناهضة لترامب، حاولت حركة «لا لترامب» أن تقاوم ترشيحه بحملة إعلامية وحشد معارضيه من الساسة ورموز الحزب، لكن المرشحين السابقين اضطروا للسكوت والانسحاب بهدوء التزاماً بالتعهد الذي وقعوه، وشيئاً فشيئاً تهدأ الأصوات المعادية لترامب داخل الحزب ويزداد عدد مسؤولي الحزب الذين يعلنون تأييدهم للملياردير المثير للجدل.
خلال الأيام الماضية حصل ترامب على دعم العديد من أعضاء الكتلة الجمهورية في غرفتي الكونجرس والعديد من قيادات الحزب الرئيسية، وما زال بعض كبار الجمهوريين يقاومون الحقيقة المرة، لكن الحزب استقر على أن الواجب الآن هو توحيد الحزب تحت مرشح واحد، حتى خيار المرشح المستقل الذي طرحه بعض الجمهوريين يبدو أنه يموت تدريجياً، خلال الأسبوع الماضي اتضح هذا الانقلاب في موقف قيادة الحزب خلال المؤتمرات الحزبية على مستوى الولايات، حيث تم إبعاد رموز الحزب المعارضة لترامب من منصات المؤتمرات وإبعادهم عن عملية اتخاذ القرار، المسألة الآن محسومة بالنسبة للجمهوريين، علينا القبول بواقع ترامب، حلوه ومره.
في الوقت نفسه، تواجه المرشحة الديمقراطية للمنصب هيلاري كلينتون مشاكل متزايدة في حملتها. ساندرز خصمها الذي ليست لديه فرصة حقيقية للفوز بالترشيح يرفض التنازل ويصر على الاستمرار حاصداً المزيد من الأصوات لصالحه، حتى الآن صوت لصالحه الناخبون في 19 ولاية، وعلى الرغم من أن الأرقام ليست لصالحه فإن حملته ترفض التوقف، وحوالي %30 من داعميه يقولون إنهم في كل حال لن يصوتوا لكلينتون حتى لو فازت بالترشيح، وعلى الرغم من التفاوت الكبير بين ساندرز وترامب فإن حملتيهما تشتركان في صورة المرشح الذي يقدم من خارج الطبقة السياسية التقليدية والخطاب الشعبوي، وكل ذلك يعني أن كلينتون ستخسر العديد من الأصوات الديمقراطية وأصوات المستقلين الداعمين لسنادرز، ولا يستبعد أن تنتقل هذه الأصوات إلى ترامب.
وعلى مستوى استطلاعات الرأي، فبعد أن كانت تشير إلى تقدم كبير لهيلاري على ترامب في حالة تنافس الاثنين على الرئاسة، تتغير الصورة اليوم فنجد العديد من الاستطلاعات تشير إلى ما يسمى تعادلاً إحصائياً، وهو أن يكون الفرق بين المرشحين ضمن معامل الخطأ، أي ببساطة فرصة هيلاري في الفوز لو أجريت الانتخابات اليوم هي مساوية لفرصة ترامب، وفي العديد من الولايات التي تتأرجح بين التصويت للجمهوريين والديمقراطيين تشير الاستطلاعات إلى تقدم ترامب، والمعركة الانتخابية في نوفمبر القادم ستتمحور حول هذه الولايات تحديداً، فالنتيجة في العادة تحسمها الولايات المتأرجحة في ظل الثبات المعتاد في أنماط التصويت في الولايات المستقرة لصالح أحد الحزبين، ويضاف إلى ذلك أن متابعة سلوك الناخبين خلال الفترة الماضية يشير إلى تناقص في مشاركة الناخبين التقليديين مما يخدم ترامب في هذه الحالة.
هل يعني هذا أن الأمر صار محسوماً لترامب؟ بالطبع لا، ما زال أمامنا 6 أشهر حتى الانتخابات، وهذا وقت كاف لحدوث تحولات حقيقية في الواقع الانتخابي، لكننا اليوم أمام وضع يمكن معه القول وبكل ثقة أن لدى ترامب فرصة %50 على الأقل في أن يكون عنوانه في يناير 2016 هو 1600 جادة بنسلفانيا، أو كما نعرفه نحن بالبيت الأبيض، وهذا بطبيعة الحال صورة مختلفة تماماً لتلك التي رسمها العديد من المعلقين والمحللين السياسيين، وأنا معهم حول استحالة أن يفوز ترامب بترشيح الحزب ناهيك عن أن يصل إلى البيت الأبيض، والحقيقة هي أننا كنا ضحايا الفخ الذي حذر منه ابن خلدون في المقدمة، وهو الاطمئنان والركون إلى الأنماط التاريخية المتكررة، فالتجارب السابقة أدت بنا إلى قناعة بأن حملة ترامب فقاعة كغيرها في السنوات الماضية، وأنها ستنتهي إلى ما انتهت إليه تلك الفقاعات، فترة من الصعود ثم أفول تدريجي، ولكن يبدو أن هناك تغييراً في سلوك الناخب الغربي عموماً، وهو بحاجة إلى دراسة متأنية، كنت أتحدث مع مشرفي في رسالة الدكتوراه المختص في السلوك الانتخابي حول هذه التغيرات، ووصلنا إلى نتيجة أن حملة ترامب وصعوده المفاجئ مما تحتاج سنوات من البحث لنفهمها بشكل سليم، وربما تكون هناك علوم سياسية ما بعد ترامب مختلفة عن تلك التي قبله، ربما تكون هذه الصورة مبالغا فيها، لكن فهمنا لسلوك الناخب بحاجة إلى مراجعة بلا شك.;