أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

«حق الليلة» والجدل الفارغ

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 21-05-2016


في بيتنا كما في بيوت كثيرة في الإمارات، استعدادات بهية وحقيقية للاحتفال بليلة النصف من شعبان، أو ما يسميها أهل الإمارات (حق الليلة)، والاستعدادات لا تعدو كونها إعداد العدة لاستقبال الصغار بدءاً من عصر يوم الرابع عشر من شعبان وحتى ما بعد المغرب وتقديم الحلويات والسكاكر والمكسرات لهم، يأتي الصغار يحملون أكياساً ويلبسون ثياباً مزركشة ولافتة ويتنافسون لجمع أكبر كمية من حلويات (حق الليلة)، يضاف إلى هذا اليوم الاحتفالي تجمع الصغار في بيت الجدة، وحالة الفرح الغامر التي تسود وجود الجميع والكثير من الأدعية والدعوات التي ترددها الجدات (كل سنة وكل حول، الله يعودكم على هذه الأيام الطيبة، يغفر لكم ويبلغكم رمضان على خير) فهل هناك ما هو أكثر مودة ورحمة ودفئاً من ذلك؟

يوافق اليوم نهار نصف شعبان، يوم (حق الليلة) اليوم المبارك الذي تنتظره كل بيوت الإمارات بمنتهى الفرح، كما أيام زمان، يوم كنا أطفالاً، تخيط لنا أمهاتنا أكياساً جميلة ويعدن لنا ثياباً ملونة، لنخرج بعد صلاة العصر نطوف الأحياء والبيوت التي نعرفها نردد أمام كل بيت (عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم)، نجمع الحلويات والمكسرات وأحياناً بعض النقود التي تضعها النسوة في أكياسنا مصحوبة بالأمنيات نفسها (كل سنة وكل حول الله يعودكم على هالأيام الطيبة)

كنا نعود مع أصوات الأذان إلى بيوتنا فرحين بتلك الحمولة اللذيذة التي نتفاخر بها من جمع أكثر ومن منا كيسه أكبر، لا شيء من كل تلك التفاصيل يمكن وصفه بالمشين أو المخالف للدين أو المتجاوز للشريعة، لا يمكنني أن أصدق للحظة أن ذلك الفرح الذي كانت تستقبل به جدتي يوم النصف من شعبان كان بدعة وأن عمل أمي الدؤوب لتجهيز الأكياس والثياب الجديدة لي ولأخوتي كان خطأ، كان لسان جدتي لا يكف عن الدعاء وكانت لا تتوقف عن التعبد غير مصدقة ان موسم الصوم العظيم صار على بعد عدة أيام، وهم من كان رمضان بالنسبة لهم شهر القداسة المطلق!

لا أدري متى تغيرت الأشكال الخارجية للاحتفال، متى تغيرت أنواع الحلويات والأكياس وغيرها من الشكليات، لكنها تغيرات تبقى في المظهر كما أنها محكومة بقانون التغيير الحتمي، إنها تغيرات مفهومة ومنطقية، غير المفهوم وغير المستساغ هو هذا الجدل المريب حول اعتبار احتفال النصف من شعبان بدعة وصل بالبعض حد تحريمها!

متى كان الاستبشار والفرح، والتصدق والكثير من الأدعية، وخفقان القلب انتظاراً لرمضان واستقبال الصغار وإدخال البهجة إلى قلوبهم حراماً وبدعة؟ لماذا يصر البعض على زرع القسوة وتجريد الحياة من معانيها النبيلة والإنسانية وإلصاق هذا كله بالإسلام؟

«حق الليلة» والجدل الفارغ