أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

ردود أفعال العقل العربي

الكـاتب : عبد الله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 21-05-2016


من المشاكل الحقيقية لدى العقل العربي المعاصر أنه يمارس انتقاد الآخرين، وهو غير مدرك لما يقوم بانتقاده، خاصة عندما يتم انتقاد الغرب، في حين أن الغرب يجري دراسات دقيقة لتفاصيل حياة العرب ومكونات مجتمعاتهم ودولهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. العرب في تاريخهم الطويل لم يحدث أن واجهوا تحدياً يمكن مقارنته من حيث الخطورة والضخامة بذلك المتمثل في مواجهتهم للعالم الغربي الحديث، فلأول مرة يتم وضعهم في موقع الدفاع عن النفس بطريقة صارخة ليس من الناحية العسكرية، ولكن من الناحية الثقافية، فما أن دشن الغرب اتصاله بالعالم العربي حتى بدأ في دراسة تاريخ العرب وديانتهم الإسلامية، وأدبياتهم والمظاهر والتجليات الأخرى للثقافة العربية.

منذ وقت طويل عرف المستشرقون الغربيون الكثير من تلك المواضيع أكثر من الدارسين العرب أنفسهم، بحيث إنه إذا أراد الدارسون العرب إجراء دراسات علمية جادة لتاريخهم وأدبياتهم وثقافتهم، فلابد لهم من الرجوع إلى الدراسات والكتب التي وضعها الغربيون. وفي هذا السياق العرب منذ اتصالهم بالغرب يعترفون دون حساسية بتفوق الغرب التكنولوجي، فمثل هذه الحقيقة لايمكن حجبها. وبعد كل شيء الغرب ومنذ عصر النهضة الأوروبي أصبح متخصصاً في التنمية والتقدم التكنولوجي. لذلك فإن لسان حال العرب يقول: «دعونا نستخدم مخترعاتهم، وآلاتهم وأدواتهم ووسائلهم التكنولوجية ونرفض ثقافتهم ووسائل عيشهم الاجتماعية»، الأمر الذي يولد إشكالية وصعوبة.

وتعود هذه الصعوبة إلى أنه لايوجد عجب في أن بعض الدارسين العرب المحدثين الذين برزت شكوكهم الوطنية والقومية يتهمون المستشرقين الغربيين بأنهم كانوا جميعاً يعملون لمصلحة المؤسسات الأمنية والاستخبارات الخارجية ووزارات خارجية حكوماتهم، وبالتالي فإنهم قاموا بتعمد بتزييف وتشويه التاريخ والثقافة العربية. ويقابل ذلك أن الدارسين العرب المحايدين علمياً لجأوا إلى الدراسات الغربية للتاريخ والثقافة والأدب العربي وتعلموا منها. إن واحداً من أقل الأمور استساغة لدى الإنسان العربي في عقله الباطن، والذي يتوجب على جميع العرب معرفته وفهمه هو أنه مع نهاية العصور الوسطى غطس العرب في سبات عميق بحيث تجمدوا وبقوا في حالة من الجمود الثقافي والفكري والعلمي إلى أن تم إيقاظهم من ذلك، وهنا لا يوجد شك في أن الكتاب والمؤرخين والباحثين والنقاد الاجتماعيين العرب استوعبوا جيداً فكرة الجمود التي تعيشها مجتمعاتهم، ولذلك أصبحوا أكثر انتقاداً للأوضاع القائمة فيها بشكل يفوق ما قام به المستشرقون الغربيون عند انتقادهم للأوضاع العربية.


إن التساؤلات الموجودة أمام العقل العربي لازالت مفتوحة، لكن المسألة الأهم من بين التساؤلات الثقافية والفكرية والاجتماعية والعلمية هي المسألة السياسية التي تتكون بدورها من مجموعة من التساؤلات المتداخلة: فهل على العقل العربي تسهيل وتشجيع تبني نظام سياسي جديد شبيه بالنظم الغربية؟

خاتمة القول هي أنني طرحت تساؤلاً في مقالة سابقة حول النقد والهجاء لدى العرب مفاده: هل نحن كعرب لانزال غير متعلمين بشكل واسع وضعفاء اقتصادياً، ومتخلفين تكنولوجيا؟ وبرغم ما تبدو عليه الإجابة على هذا السؤال من صراحة ووضوح وربما سذاجة، إلا أنها تمثل كبد الحقيقة التي على العرب التعامل معها بنفس قدر صراحتها ووضوحها إذا شاؤوا لأنفسهم نهضة حقيقية ومستقبل مشرق، وعليهم أخذ المبادرة بأنفسهم لحيازة المعرفة ووسائل الابتكار والإنجازات الفكرية لخلق واقع جديد يقودهم في عمر المستقبل.