أحدث الأخبار
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد

«تلك المادة..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 05-06-2016


في كتابه «تاكسي.. حكايات المشاوير»، يُفصّل خالد الخميسي، المجتمعات العربية دون كلمة واحدة منه، فقط حوارات بسيطة مع سائقي سيارات الأجرة، الذين يمثلون ترمومتراً حقيقياً لما يجري، ما الذي تريد معرفته عن دولة ما: الزحمة، الأسعار، اهتمامات الناس؟! كلها تجدها عند سائقي التاكسي، هل هناك ما هو أفضل من مندوب حقيقي يجوب الشوارع طوال اليوم؟!

كمريد قرأ كتاب الحكمة.. أُشيرُ إلى ذلك الرجل الطاعن في السنّ ليُوقفَ مركبته ذات اللونين الأبيض والأسود الشهيرة، فيقف، وأركب، سؤال اجتماعي آخر لماذا نخجل من ركوب سيارات الأجرة في الإمارات، ولا نخجل من فعل ذلك في أوروبا أو في الدول العربية التي نسافر إليها، بل نلتقط صوراً للممارسة ذاتها إذا قمنا بها في نيويورك أو لندن؟ انظروا أنا هنا مع التاكسي الشهير! حالة اجتماعية تستحق الدراسة! أين كنا؟ في التاكسي بالطبع! بعد ركوبي يُخرِج السائق شريطاً من تلك الأشرطة القديمة، ويدخل قلماً كان فوق إحدى أذنيه في أحد الثقبين.. يقرّب الشريط من عينيه ليرى الثقب الذي تلتف حوله بكرة أكبر، ويبدأ بإعادة البكرة بطريقة مستفزة باستخدام القلم.. ثم ينظر نحوي وهو يقول: تسمع حاجة للست؟!

سؤال اجتماعي ثالث: لماذا هي وحدها «الست»؟ أليست هي صفة عليهن جميعاً! أشير بنعم.. يضع الشريط في الجهاز الذي يعمل بقدرة سماوية مثل الأزل... ليخرج الصوت مشروخاً متقطعاً متذبذباً، يصعب على الأذن التي اعتادت سماع النغمات من نظام «دولبي» السينمائي أن تستسيغ هذه الحفر في الأغنية! هنا ينظر إليّ السائق بتلذذ، وهو يقول صادقاً: الله.. الله.. إيه ده يا ست؟! سؤال اجتماعي رابع: كم مرة دخلت إلى الإنترنت للبحث عن جملة «فضيحة لفلان الفلاني»، لكن هل بحثت يوماً عن سر جودة صوت «دولبي»؟! ستدهشك الحقيقة!

ما المادة التي امتلكها ذلك السائق ليملأ الفراغات الصوتية ويستمتع باللحن؟! لا أدري! تدور الكاميرا الاجتماعية إلى مشهد آخر لمجموعة تحمل ذلك المنظر المميز للمثقف التكعيبي: شعر طويل، غليون، عصابة على طريقة موشي ديان.. يقف أمام تمثال أنت لا ترى فيه إلا الأجزاء المكسورة، بينما هو يمتلك تلك المادة التي تملأ الفراغ المكسور في عينيه، ويقف ساعات ليتحدث عن الإنثناءات الجميلة في التمثال، أو الرقة التي لا تراها في الألوان الباهتة للوحةٍ كانت جميلة.

تدور الكاميرا مرة أخرى إلى فعالية اجتماعية، مسلسل تلفزيوني، نشاط رياضي، حِراك اجتماعي.. ترى أن الكثيرين يملكون تلك المادة التي تجعلهم يرون الجمال، فهي تملأ الفراغات وتساوي الارتفاعات، وتحجب الثقوب فيكون كل ما يرونه جميلاً، بينما أنت تحاول سبر أغوار المادة علها تملأ عينيك وقلبك، فترى الجمال الذي يراه الآخرون! ولا تنجح! يقول بعضهم إن هذه المادة تسمى التغافل.. تغافل عن مستصغر السلبيات لترى في عالمك إيجابية كبرى!

سؤال اجتماعي أخير: ما الذي يملكه ذلك السائق ولا أملكه أنا، ويجعله يمتلك تلك المادة؟!