أحدث الأخبار
  • 01:48 . إندونيسيا تشدد الإجراءات الأمنية بعد احتجاجات دامية... المزيد
  • 12:02 . 622 قتيلا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان... المزيد
  • 12:01 . المدارس الحكومية تطبق منظومة مؤشرات السلوك المتميّز بين الطلبة... المزيد
  • 12:01 . اجتماع وزاري خليجي في الكويت اليوم يتبعه لقاء مشترك مع اليابان... المزيد
  • 12:00 . الحوثيون يستهدفون سفينة نفط إسرائيلية شمال البحر الأحمر... المزيد
  • 07:11 . الاحتلال الإسرائيلي يدعي نجاحه في اغتيال أبو عبيدة... المزيد
  • 06:54 . مركز حقوقي: الإخفاء القسري أداة منهجية للقمع في أبوظبي... المزيد
  • 11:42 . "الإفتاء الشرعي" يقدم أكثر من 132 ألف فتوى خلال النصف الأول من 2025... المزيد
  • 11:29 . تراجع أسعار الديزل وزيادة طفيفة في البنزين لشهر سبتمبر بالإمارات... المزيد
  • 10:57 . السودان.. حميدتي يؤدي اليمين رئيسا للمجلس الرئاسي للحكومة الموازية... المزيد
  • 10:44 . إبحار سفينة إماراتية محملة بـ 7 آلاف طن من المساعدات إلى غزة... المزيد
  • 10:10 . أكدت استشهاد محمد السنوار.. حماس تنشر للمرة الأولى صوراً جماعية لقادتها الشهداء... المزيد
  • 08:12 . اليمن.. مقتل رئيس حكومة صنعاء مع عدد من الوزراء في قصف إسرائيلي... المزيد
  • 07:48 . اليوم.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال و10 ضحايا جدد للتجويع في غزة... المزيد
  • 12:12 . مركز حقوقي: اختفاء القرضاوي بعد تسليمه إلى أبوظبي يثير مخاوف من القمع العابر للحدود... المزيد
  • 11:29 . حاكم عجمان يعيّن حميد بن عمار عضواً في المجلس التنفيذي للإمارة... المزيد

كيف يراكم الصغار تجاربهم؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-06-2016


في فصل اللغة الإنجليزية الذي انضممت إليه عندما كنت في مدينة كامبردج البريطانية، كانت المعلمة سيدة خمسينية شديدة الطيبة وتنتمي لعائلة معروفة بمناصرتها للقضية الفلسطينية، فحين ذهبت ذات يوم إلى لندن بدعوة من اتحاد الطلبة الإماراتيين، هناك تعثرت في طريقي بمظاهرة ترفع شعارات مضادة لإسرائيل، كانت تلك المعلمة في مقدمتها ترفع شعاراً مضاداً لشركة بريطانية تدعم إسرائيل!

كانت واحدة من تلك المعلمات اللواتي كأنهن ولدن ليقدن الناس إلى طريق المعرفة والحكمة، ففي الفصل كانت غالباً ما تتحدث عن تجارب عائلتها وخاصة أبناءها الذين كانوا يقفون معها في التظاهرة!

أتذكر واحدة من التجارب التي حدثتنا عنها تدور حول ثقافة اكتشاف العالم بالنسبة لمراهق أنهى دراسته الثانوية، حيث إن الشباب في كثير من عائلات كامبردج - والغرب عموماً - كانوا بعد إنهاء المدرسة العليا وقبل الالتحاق بالجامعة يتزودون بأقل ما يمكنهم من الملابس والمال، يضعون حقائبهم خلف ظهورهم، ويغادرون لاكتشاف العالم حولهم خارج حدود العائلة والقرية والمدينة والأصحاب إلى حيث العالم الكبير بكل اتساعه وتناقضاته وصعوباته وقسوته وجمالياته، فمعرفة كهذه سيحتاجون إليها إذا دخلوا الجامعة وانخرطوا لاحقاً في عمق الحياة!

هذه ثقافة نفتقدها في عالمنا العربي بشكل عام، فنحن الذين نربي أولادنا وفق ثقافة الخوف من كل شيء في الخارج وعدم الثقة به، لا يمكننا - كما لا يمكنهم - أن يحملوا حقائبهم ليغوصوا فيه مدججين بذهنية الخوف وسوء الظن والقلق والنظرة المرتبكة حيال كل شيء، ولذلك فإن مستويات النضج لديهم تبدو قاصرة في أحيان كثيرة، وتأتي متأخرة في أحيان أخرى، خاصة في تعاملهم مع ذواتهم ونظرتهم للجنس الآخر، وللثقافات الأخرى، إن التربية بطريقة اكتشاف العالم بكل سيئاته وحسناته أفضل وأكثر سلامة من التربية بطريقة الحماية المبالغ فيها!

كيف يمكن للشباب أن يعرفوا العالم لو لم يجربوه، لو لم يختلطوا بكل الثقافات والمستويات، لو لم يمروا بتجربة العوز والحاجة والعمل والحرمان والقسوة، بتجربة اكتشاف النوايا وعدم الوقوع في المصائد كطريدة لا حول لها ولا قوة؟ إن اكتشاف العالم بكل تشابكات ظروفه وبشره لا يمكن أن يتوافر عن طريق الكتب والقصص ونصائح الأمهات وإرشادات الآباء، تراكم التجربة يحتاج الدخول في التجربة لا أكثر ولا أقل، ذلك قد يبدو صادماً لهم ولبعض الآباء والأمهات لكن الأبناء يجب أن يشتد عودهم في نهاية الأمر.. الأبناء تحديداً!

من هنا نقول إن السفر بوابة الإنسان لاكتشاف ذاته، قدراته، احتياجاته ورغباته، صلابته وضعفه، وأشياء كثيرة فيه يكشفها السفر والحياة بعيداً عن العائلة الحارسة والداعمة، إن التجربة التي تحدثت عنها المعلمة نوع من السفر، أو التعلم عن طريق السفر وهي تجربة جديرة بالتأمل والتفكير!