أحدث الأخبار
  • 07:34 . "سي إن إن": "إسرائيل" تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية... المزيد
  • 07:31 . ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند.. فمن هو عاصم منير؟... المزيد
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد

هكذا نعيش الحياة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-06-2016


كيف أتى كل واحد منا للحياة وكيف عاشها؟ ماذا حقق فيها وماذا خسر؟ ما الذي تسرب من بين الأصابع وثقوب الأيام الواسعة، وإلى غير رجعة، وماذا بقي؟ هل أحببنا حياتنا فعلاً، هل اخترناها، هل كنا سعداء فيها؟ أسئلة صعبة تظهر وتختفي لكنها مسجلة على قيد العمر لا تفارقنا، حتى ونحن نرى سنوات العمر تهرب ركضاً للأمام تاركة هذه الكومة الآدمية التي هي نحن في الخلف نلهث وراءها دون أمل في اللحاق بها!

أقرأ منذ أيام كتاباً من نوع السيرة الذاتية للكاتب التركي الساخر (عزيز نيسين)، يمتلئ الكتاب بالتفاصيل العميقة وبسرد الحياة بطريقة الكاتب الساخرة، تلك السخرية الحارقة التي تحيل الكتابة إلى تجديف جاد في الدهاليز الضيقة، وتجعل القراءة متعة اكتشاف باهرة وسط عتمة الأسرار والادعاءات التي يرتكبها كثير من كتاب السير الذاتية الذين يجيدون فن الإخفاء والتغاضي.

عاش عزيز نيسين حياة ثرية تذكر بحياة الروائي السوري الراحل (حنا مينا)، حياة متأرجحة بين القسوة والرخاء، فخبر وجهها الجميل جداً والعابس كثيراً، وفي هذه السيرة المعنونة بـ(هكذا أتينا للحياة) يحكي لنا نيسين ذكريات طفولته، ما يستدعي لذهن القارئ المهتم سيرة عملاق القصة القصيرة الروسي (مكسيم غوركي) الذي كتب هو الآخر كتاباً بعنوان (طفولتي) سجل فيه بشفافية فائقة الذكريات الحميمة المفعمة بالتفاصيل والصور الحية لطفل تشارك حياة غنية مع جدته بكل شقاواته ومغامراته، وحركته الحرة داخل البيت وفي الأنحاء، حيث مسكن الجدة، هذا في الحقيقة ما يفتقده أطفال اليوم، إلى درجة أنني أفكر في الخيال كيف يعمل لديهم، وماذا يخبئون فيه، ولا شيء من التفاصيل ليخبئوها أصلاً، لشدة السطحية التي يغرقون فيها!

لا يخفي نيسين أي شيء من الأخطاء أو العيوب، ولا يغض الطرف عن أي تفصيل، هي طفولة عاشها وحياة رسمته كما رسمها، لذلك يقدمها دون أن يستعين بعلبة ألوان من أي نوع، ولكن دون الولوج في ذلك النوع من الكتابة الفجة التي أثارت الجميع حين قرؤوا سيرة الراحل محمد شكري صاحب الكتاب المثير للجدل (الخبز الحافي)!

حين يسأله الناس: لماذا تمزح دائماً؟ فإن عزيز نيسين يجيبهم ببساطة (لا أدري، ربما كانت هذه طبيعتي على الدوام، أو هي طريقة الحياة التي عشتها)، وبالفعل.. الإنسان لا يمكنه أن يصل إلى أن يكون بكل هذا الوعي والحكمة والوضوح إلا إذا امتلك غنى حقيقياً من خلال تجربته الحياتية، ونيسين عاش حياة كبيرة كالدنيا وحافلة كالموالد والأفراح، بالدموع والضحك والقسوة والمتع والسجون والظلم والسياط والجلادين والتشرد والخيبات والانكسارات والانتصارات أيضاً!

»كلنا جئنا إلى الحياة كي نعيش سعداء أكثر مما كنا نتصور«، هذا ما آمن به عزيز نيسين حتى في الأوقات التي بكى فيها لأسباب يجهلها تماماً!