أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

هكذا نعيش الحياة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 11-06-2016


كيف أتى كل واحد منا للحياة وكيف عاشها؟ ماذا حقق فيها وماذا خسر؟ ما الذي تسرب من بين الأصابع وثقوب الأيام الواسعة، وإلى غير رجعة، وماذا بقي؟ هل أحببنا حياتنا فعلاً، هل اخترناها، هل كنا سعداء فيها؟ أسئلة صعبة تظهر وتختفي لكنها مسجلة على قيد العمر لا تفارقنا، حتى ونحن نرى سنوات العمر تهرب ركضاً للأمام تاركة هذه الكومة الآدمية التي هي نحن في الخلف نلهث وراءها دون أمل في اللحاق بها!

أقرأ منذ أيام كتاباً من نوع السيرة الذاتية للكاتب التركي الساخر (عزيز نيسين)، يمتلئ الكتاب بالتفاصيل العميقة وبسرد الحياة بطريقة الكاتب الساخرة، تلك السخرية الحارقة التي تحيل الكتابة إلى تجديف جاد في الدهاليز الضيقة، وتجعل القراءة متعة اكتشاف باهرة وسط عتمة الأسرار والادعاءات التي يرتكبها كثير من كتاب السير الذاتية الذين يجيدون فن الإخفاء والتغاضي.

عاش عزيز نيسين حياة ثرية تذكر بحياة الروائي السوري الراحل (حنا مينا)، حياة متأرجحة بين القسوة والرخاء، فخبر وجهها الجميل جداً والعابس كثيراً، وفي هذه السيرة المعنونة بـ(هكذا أتينا للحياة) يحكي لنا نيسين ذكريات طفولته، ما يستدعي لذهن القارئ المهتم سيرة عملاق القصة القصيرة الروسي (مكسيم غوركي) الذي كتب هو الآخر كتاباً بعنوان (طفولتي) سجل فيه بشفافية فائقة الذكريات الحميمة المفعمة بالتفاصيل والصور الحية لطفل تشارك حياة غنية مع جدته بكل شقاواته ومغامراته، وحركته الحرة داخل البيت وفي الأنحاء، حيث مسكن الجدة، هذا في الحقيقة ما يفتقده أطفال اليوم، إلى درجة أنني أفكر في الخيال كيف يعمل لديهم، وماذا يخبئون فيه، ولا شيء من التفاصيل ليخبئوها أصلاً، لشدة السطحية التي يغرقون فيها!

لا يخفي نيسين أي شيء من الأخطاء أو العيوب، ولا يغض الطرف عن أي تفصيل، هي طفولة عاشها وحياة رسمته كما رسمها، لذلك يقدمها دون أن يستعين بعلبة ألوان من أي نوع، ولكن دون الولوج في ذلك النوع من الكتابة الفجة التي أثارت الجميع حين قرؤوا سيرة الراحل محمد شكري صاحب الكتاب المثير للجدل (الخبز الحافي)!

حين يسأله الناس: لماذا تمزح دائماً؟ فإن عزيز نيسين يجيبهم ببساطة (لا أدري، ربما كانت هذه طبيعتي على الدوام، أو هي طريقة الحياة التي عشتها)، وبالفعل.. الإنسان لا يمكنه أن يصل إلى أن يكون بكل هذا الوعي والحكمة والوضوح إلا إذا امتلك غنى حقيقياً من خلال تجربته الحياتية، ونيسين عاش حياة كبيرة كالدنيا وحافلة كالموالد والأفراح، بالدموع والضحك والقسوة والمتع والسجون والظلم والسياط والجلادين والتشرد والخيبات والانكسارات والانتصارات أيضاً!

»كلنا جئنا إلى الحياة كي نعيش سعداء أكثر مما كنا نتصور«، هذا ما آمن به عزيز نيسين حتى في الأوقات التي بكى فيها لأسباب يجهلها تماماً!