أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

«البطل الأوحد..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-06-2016


الذي يقرأ في التاريخ العربي وطريقة تدوينه، يشعر بأن مدونيه كانوا يُعجبون بالشخصيات ويحبونها إلى درجة تجعلهم دائماً ينسبون الأعمال إلى بطولة الشخص الواحد، فحين تقرأ على سبيل المثال سيرة المظفر صلاح الدين، رحمه الله، تجد أن الأفعال التاريخية التي حدثت في فترته منسوبة إلى الفرد، صلاح الدين تقدم نحو القدس بالتاريخ الفلاني، وحاصر أسوارها بالتاريخ الفلاني، وحررها من أسرها الأول بالتاريخ الفلاني، وهكذا.. حتى إن الصورة الذهنية لديك ترسم جيشاً كاملاً للعدو في وجه شخص واحد.

المعنى والكناية في الألفاظ مفهومة بالطبع للقارئ البالغ الكبير، المدرك للغة واستخداماتها والمقصود منها، ولكن في أدب الأطفال الأمر يختلف تماماً، فهو يرسم صورة ذهنية تشبه صورة سوبرمان أو سبايدرمان الذي يحارب الشر بمفرده، فالسرد التاريخي للحدث لا يتحدث عن الأطباء الذين كانوا معه، المهندسين، العلماء، الخطاطين.. المجموعة التي عملت بروح الفريق لكي تحقق مع قائد ما معجزة أو إنجازاً أو فتحاً نفتخر به.

حتى في طريقتنا لغرس القدوة في نفوس أبنائنا، كلنا أنا وأنت نحدثه عن صلاح الدين كقدوة وننسى أن نحدث الطفل عن المجموعة التي استردت القدس كمشروع جماعي، نحدثه عن عمر المختار كأسد قاوم الاحتلال الإيطالي الظالم لليبيا، لكننا لا نحدثه عن المجموعة الجميلة التي أذلت المستعمر في الصحراء وتبادلت الأدوار بين أفرادها للقيام بهذه الملحمة الجميلة.. نحدثه عن الإمام أبوحنيفة لكننا لا نحدثه عن النظام القوي للشورى وتبادل المسائل بين أبوحنيفة وطلابه والخروج في النهاية بفتوى عمل الجميع عليها حتى حلت إشكالاً وذللت صعاباً لايزال الناس يحمدون جهودهم عليها إلى اليوم.. ولهذا فمعذورون أطفال مجتمعاتنا حين يكبرون وكل منهم يريد أن يصبح «رأساً» حين ترى بلداً يتمزق، لأن عدة مفاليع لا يستطيعون أن يجلسوا إلى طاولة واحدة ويتفقوا على ردة فعل واحدة تقودهم إلى بر الأمان جميعاً، ويستفيد الجميع في تلك المعادلة البسيطة، فهي لأن في داخل كل منهم رغبة في أن يكون البطل الأوحد، كل منهم يريد أن يُخلد في كتب التاريخ كما تم تخليد الأبطال من قبله.

هل سمعت عن بطل يسمى «المجموعة التي قاومت البرتغاليين في ساحل عمان» على سبيل المثال؟! لا يمكن، يجب أن يكون لدينا بطل واحد واسمه «سيف اليعربي»، لكي تنسب إليه القصص التي نربي عليها الأبناء.. وهكذا وفي فترات الإحباط وزيادة جرعة ما يُعطى لهم أملاً في التغيير، نكتشف أننا نزرع فيهم حباً للظهور ليكونوا ـ كأفراد ـ خالدين لا كجماعات، ولا كفئة أنجزت أمراً ما.. فتضيع فضيلة العمل الجماعي، وتضيع قصة الرماح المجتمعة والمتفردة السخيفة في طموحات قصص روايات مارفل.

من أين يبدأ التغيير؟ بتغيير طرق رواية تراثنا الجميل.. بأن نعرف حين نروي القصة كيف نقولها.. بأن تبدأ القصص بالمجموعة والجماعة وتجعلها هي التي تحصل على دور البطولة الرئيسة، ثم لا بأس بأن نعرج على نماذج فردية من الذين أسهموا في تحقيق هذه البطولة الجماعية بقيادتهم للمنجز.. من السهولة أن تعثر بين أبنائك على عشرة يحملون صفات صلاح الدين، لكن الصعب هو أن تحصل على مجموعة تشبه تلك المجموعة التي كانت تحيط بصلاح الدين.. أولئك الذين رفعوه على ظهورهم وخلدوه بصرخاتهم.. حتى عبر من فوق الأسوار!